رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أم الدنيا

بلاشك إن مصر العروبة هى الركيزة الرئيسية التى تعتمد عليها كل الشعوب العربية فى حل مشاكلها.. والتاريخ يذكر لنا أن مصر أطعمت بلاد الحجاز (المملكة العربية السعودية الآن) ودول الخليج طوال السبع سنوات العجاف والتى ذكرنا بها الله سبحانه وتعالى فى كتابه الكريم على لسان سيدنا يوسف.
ويأتى الزعيم جمال عبدالناصر ليقود حروب التحرير من نير الاستعمار منذ بداية الستينات فتتحرر الجزائر وليبيا ومعظم البلدان العربية من الاحتلالين الإنجليزى والفرنسى بفضل دعم مصر وقائدها، ولا ننسى دور مصر فى إنشاء دول عدم الانحياز والاعتراف بالصين الشعبية وكذلك حركات التحرر فى الكونغو بزعامة باتريس لومومبا ومعظم الدول الإفريقية.
كانت وما زالت مصر محورًا رئيسيًا وهامًا لحل كل أزمات ومشاكل المنطقة العربية والإفريقية.. 
وحتى يومنا هذا مازالت كل الأمة العربية تعض أصابع الندم لعصيانها التوجيهات المصرية لحضور مؤتمر مينا هاوس لحل أزمة فلسطين بانسحاب إسرائيل لحدود عام ١٩٦٧ وفرض حل الدولتين .. أدى هذا العصيان إلى استعادة مصر كل أراضيها المحتلة ومازالت فلسطين بالكامل والجولان والضفة الغربية بما فيها المسجد الأقصى تحت حكم الاحتلال الإسرائيلى الغاشم.
النزاعات الشرسة بين الفصائل الفلسطينية لا تجد لها حلًا إلا عن طريق القاهرة.. الاعتداءت السابقة كلها من إسرائيل على غزة كانت كلمة السر ووقف القتال وتعمير غزة تبدأ من القاهرة ومبادراتها الدبلوماسية الناجحة.. حتى العدوان الأخير لم تسمح إسرائيل فيه بدخول المعونات الإنسانية لأهل غزة إلا بعد ضغوط قوية من مصر.
مصر لا بديل لها للعرب.. ومهما حدث.. تعود أى دولة منشقة إلى الجلوس تحت لواء مصر بقوة جيشها وبراعة دبلوماسييها وتاريخها وحكمتها. 
ورغم الظروف الاقتصادية التى تمر بها مصر لم ولن تتخلى عن دورها المقدر لها شعبًا وحكومة فهى أم الدنيا التى تحنو دائما على أبنائها وترعى مصالحهم.. 
وتحيا مصر.