رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غزة تحتضر.. من أرض المقدسات إلى سجن مُحاصر (ملف)

غزة
غزة

على مدار أكثر من 18 يومًا، تجبّر فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي ومارس جميع الانتهاكات والجرائم التي تخالف الإنسانية؛ من قصف جميع المناطق المدنية في غزة وفرض الحصار على أبناء الشعب الفلسطيني.

انتهك جيش الاحتلال الإسرائيلي القانون الدولي وجميع مواد حقوق الإنسان المنصوص عليها، ومارس كل أشكال المجازر من قتل وتعذيب وإبادة جماعية، وتهجير قسري، وسجن، ومخالفة، حيث شن جيش الاحتلال غارات على مناطق متفرقة مستهدفًا منازل المدنيين بشكل مباشر ومحيط المستشفيات.

وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية فقد بلغ عدد الشهداء جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ تاريخ السابع من أكتوبر وحتى صباح يوم الثلاثاء 24 أكتوبر 2023، أكثر من 5700 شهيد، بينهم 2360 طفلًا و1392 سيدة و295 مسنًا، إضافة لأكثر من 16 ألف جريح، كما استشهد 97 مواطنًا في الضفة الغربية وأصيب نحو 1800 بجروح مختلفة.

وفي هذا الملف تواصل "الدستور" مع عدد من الأساتذة والخبراء المتخصصين للوقوف على آخر تطورات الوضع الإنساني في غزة بفلسطين، ورصد كم المجازر التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في حق الفلسطينيين أصحاب الأرض منتهكًا بذلك حقوق الإنسان.

محمد أبوسمرة: غزة أصبحت سجنًا كبيرًا والوضع كارثي

في البداية أوضح الدكتور محمد أبوسمرة، القيادي والمفكر ورئيس تيار الاستقلال الفلسطيني، أن قطاع غزة هو أكبر سجن في العالم والتاريخ، حيث يستمر الحصار المشدد عليه للعام الثالث والعشرين على التوالي، ونتنياهو المجرم هو "هتلر العصر"، ونتيجة للقصف والعدوان الوحشي الصهيوني.

وحذر رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني من أنَّ مجزرة المستشفى المعمداني وكافة المجازر التي ارتكبها العدو حتى اللحظة هي عبارة عن عمليات جس نبض، لارتكاب المزيد منها كمًا ونوعًا والأكثر وحشية وإجرامًا، وعلينا أن نتوقع عشرات المجازر الأكبر حجمًا والأكثر بشاعة.

ويشير رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني إلى أنه حتى الآن استشهد أكثر من 60 طبيبًا وممرضًا، وأكثر من 40 مسعفًا وعنصرًا من الدفاع المدني، ونحو 30 موظفًا من موظفي وكالة الغوث (الأونروا)، والمئات من الشبان والفتيات المتطوعين في طواقم الإسعاف والإغاثة وتقديم الخدمات المساندة الطبية والإغاثية والإنسانية وللدفاع المدني ومراكز الإيواء.

محمد أبوسمرة

جهاد الحرازين: هل أصبحت إسرائيل دولة فوق القانون الدولي

الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون والعلوم السياسية ومحلل سياسي، أكد أن ما يجري من مجازر وجرائم يرتكبها العدوان الإسرائيلي على أرض فلسطين يمثل ضربة وانتهاكًا صريحًا للقانون الدولي الإنساني وكل المعاهدات والاتفاقيات الدولية، خاصة أن الاحتلال يستمر في تنفيذ الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني.

وأضاف أستاذ القانون والعلوم السياسية أنه لا يزال العدوان يرتكب العديد من الجرائم المتمثلة في العقاب الجماعي وقطع الكهرباء والماء والطاقة عن قطاع غزة، فضلًا عن منع وصول الإمدادات الإغاثية والطبية لجميع المستشفيات وسكان قطاع غزة.

وطالب أستاذ القانون والعلوم السياسية في الشأن الفلسطيني أنه لا بد من العمل بكافة السبل على وقف إطلاق النار ووقف العدوان والإبادة الجماعية لأصحاب الأرض، حيث إنه يتم استخدام أسلحة متطورة من قِبل العدوان ومن قِبل الغرب الذي يسانده في إطار الحرب الجنونية التي شنها العدوان لتصفية القضية الفلسطينية.

أيمن الرقب: كافة الاتفاقات الدولة تؤكد تجنيب الأبرياء الحروب

الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية جامعة القدس، قال في حديثه  لـ"الدستور" أن دفاع الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وألمانيا وبريطانيا عن الاحتلال الإسرائيلي وما يفعله من ممارسات وحشية ضد غزة وأهلها إنما يكشف عن زيف المجتمع الدولي، الذي يدّعي في أوقات مناصرته لحقوق الإنسان، وأوقاتًا أخرى يغض البصر عن هذه الحقوق رغم أن اختراقها واضح يشبه ظهور الشمس مثلما يحدث في غزة على يد الاحتلال.

ضرب "الرقب" المثل بحرب روسيا وأوكرانيا والتي اتهمت فيها تلك الدول روسيا بانتهاكها حقوق الإنسان في دولة أوكرانيا، متسائلًا عن مسمى ما يفعله حاليًا الاحتلال الإسرائيلي في غزة وأطفالها؟ موضحًا أن كافة الاتفاقات الدولية أكدت على ضرورة تجنيب الأبرياء مثل الأطفال والنساء والشيوخ الدخول في الحرب، بينما ما تفعله إسرائيل حاليًا هو مسلسل مستمر لقتل المدنيين بينهم النساء والأطفال ودفعهم لثمن تلك الحرب، إذ وصل عدد الأطفال الشهداء منذ هجوم الاحتلال على غزة إلى الآن 3000 طفل، وما زال العدد في تزايد وذلك وسط صمت تام من المجتمع الدولي.

من ناحية أخرى أشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن وجود بعض المظاهرات التي يقوم بها نشطاء منظمات حقوق الإنسان في جميع الدول يعد أمرًا إيجابيًا من شأنه المساعدة في مساندة القضية الفلسطينية، وإبراز الحقيقة أمام المجتمع الدولي.

وتابع أن المظاهرات التي ينظمها بعض من شعوب حكومات الدول الكبرى المساندة لإسرائيل تعد هي الأخرى أمرًا إيجابيًا أيضًا، موضحًا ضرورة استمراره ليكون ضاغطًا على هذه الحكومات من أجل السعي الحقيقي لوقف ماكينة القتل المستمر في غزة.