رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تستطيع

اليوم الأربعاء 25 أكتوبر 2023، رأيت ما أثلج صدري وأنا أتابع تليفزيون جمهورية مصر العربية وهو يذيع وقائع اصطفاف تفتيش حرب، يقوم به رئيس الجمهورية للتفتيش على الفرقة الرابعة من الجيش الثالث الميداني، وهي واحدة من فرق القوات المسلحة الكبرى المنتشرة في منطقة سيناء والجبهة الشرقية. 
كان المذيع وهو عميد قوات مسلحة بصوته الجهوري والقوي، يصف المعدات التي اصطفت للمرور أمام الرئيس وكبار قادة القوات المسلحة، وملايين المشاهدين في مصر والعالم. 
كان المذيع يصف المعدات وصفا دقيقا على الملأ. وما أثلج صدري هو تلك المعدات التي استعانت بها القوات المسلحة منذ فترات طويلة ومازالت تجرى لها أعمال الصيانة والتجديد، فبدت كما لو كانت حديثة. اما المعدات المتطورة التي اظهرها العرض العسكري ووصفها المعلق فهي معدات حربية قادرة على الهيمنة الجوية والبرية والبحرية. 
أما حديث الرئيس بعد هذا الاصطفاف، فقد أعلن أن جيش مصر يبني ويصون ويحمي ولا يعتدي. وأكد الرئيس السيسي أن تفتيش حرب الفرقة الرابعة المدرعة يأتي في إطار الالتزام المسبق لأنشطة احتفالات اليوبيل الذهبي لانتصارات أكتوبر، التي لها معنى كبير، ونقلت مصر من حالة اليأس إلى حالة الأمل، ومن الإحباط إلى الفخر ومن الهزيمة إلى النصر، وكل عام نتذكر الجهد الذي بذلته مصر والقوات المسلحة حفاظا على الأمن القومي، مؤكدًا أن الجيش بقوته وقدرته المتعقلة والرشيدة والحكيمة لا يطغى ولا يسعى خلف أوهام، وأن هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز.
ما رأيته اليوم، أعادني الى أجواء حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم 8 يونيو 2014، فقد رأيت عظمة الشعب المصري التي تجلت في الهدوء والاستقرار الذي واكب عملية تنصيب الرئيس، وعكس جانبا من جوانب عظمة وتفرد الإنسان المصري التي كنا قد افتقدناها، بل ونسيناها تماما.
كانت مقالات المغرضين الذين يسحبونا دائما للخلف للدرجة التي اعتقدنا فيها وقتها أن الشعب قد نام، أو أنه انهمك في أكل عيشه، ولم يعد يهتم بما يدور حوله، ولم تعد تشغله أمور السياسة والحكم.
الشعب عندما يريد يفعل، وعندما يفعل تتفجر الطاقات من داخله. والشعب عندما يفعل، تكون قواته المسلحة هي المحرك الرئيسي، واليد التي تفعل كل شيء. 
عندما ما انهارت امبراطورية مبارك بكل أركانها، وحلت محلها القوات المسلحة، وسارت الثورة في اتجاه لم يكن يتوقعه أحد، ووجدنا أنفسنا فجأة تحت حكم من لا يحب مصر، ولا يقدرها، ومن يحكمها لصالح جماعة أو تنظيم دولي، هدفه تفتيت الدول العربية كلها، على أن يبدأ بمصر.
وفجأة ثار هذا الشعب في يونيو 2013، وأعاد الأمور إلى نصابها.
ولم يكتف الشعب بهذا بل وأحضر من رآه جديرا بحكم مصر، واختاره، وانتخبه، ثم نصبه رئيسا للبلاد.
كل هذا فعله الشعب المصري في عام واحد.
وتحمل صابرا التفجيرات والديناميت، ورأى بعينيه رجاله وهم يسقطون تحت وطأة رصاص الجماعة الإرهابية وقنابلها ومفجراتها. ودفع الشعب الثمن غاليا من خيرة رجاله من القوات المسلحة والشرطة، ومن ثرواته، وتحمل كل هذا بصبر منقطع النظير، وخرج لنا بتلك السيمفونية الرائعة التي رأيناها يوم 8 يونيو 2014، في حفل تنصيب الرئيس عبد الفتاح السيسي.
الآن وبعد عشرة سنوات من تنصيب الرئيس، وممارسة الرئيس لاختصاصاته.
لم يعد هناك توتر، ولا قلق، ولا خوف، ولا رهبة، قتل، ولا تفجيرات، لا أرواح تزهق، شوارعنا ومياديننا تحولت إلى ميادين كر وفر وساحات قتال.
يروق لنا الأمن والاستقرار الذي صنعته الإرادة الشعبية، وصلابة الرئيس. كان السفر لمحافظة أخرى يحتاج لترتيبات، وإعدادات، وإجراءات.
ولا شك أن الأمن القومي والحفاظ عليه هو ما يتردد بشكل كبير وهو دور أصيل ورئيس للقوات المسلحة وهو حماية الحدود المصرية وتأمين الأمن القومي المصري ومصالح مصر، فمصر عبر تاريخها القديم والحديث لم تتجاوز حدودها وكان كل أهدافها الحفاظ على أرضها وترابها دون أن تمس، وهذا يعني أن الجيش المصري بقوته ومكانته وقدرته وكفاءته هدفه حماية مصر وأمنها القومي دون تجاوز.
قيام الرئيس بتفتيش حرب واستعراض معدات القوات المسلحة على الملأ في التليفزيون أمام العالم، للفرقة الرابعة بالجيش الثاني الميداني. رسالة تحذير لمن يهمه الأمر. سواء على حدودنا الشرقية بما فيها من صراع واقتتال، أو الجبهة الغربية  بما فيها من انقسامات، أو الجنوب الذي يحترق بنيران الفتنة الداخلية.