رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مودرن دبلوماسي" ترصد محطات مصر الدبلوماسية الناجحة في القضية الفلسطينية

قمة القاهرة للسلام
قمة القاهرة للسلام

كشفت مجلة "مودرن دبلوماسي" الناطقة بالإنجليزية، أبرز أدوار مصر ومحطاتها الدبلوماسية الناجحة في تاريخ القضية الفلسطينية الممتدة منذ 75 عامًا، حيث كان لها دورا فعالا في المساهمة في إنهاء أزمات المنطقة العربية وإعادة الاستقرار إليها، انطلاقا من قوتها ومكانتها. 

محطات في دبلوماسية مصر الناجحة

وتابعت أن القاهرة واصلت خلال السبعينيات جهودها بقبول مبادرة "روجرز 1970" التي تضمنت ضرورة إحلال السلام في المنطقة، وإجراء المفاوضات تحت إشراف مبعوث الأمم المتحدة للتوصل إلى اتفاق نهائي، وكيفية تنفيذ القرار ( 242)، بما في ذلك انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967، وعززت مصر جهودها في هذا الصدد، عندما طرح الرئيس الراحل محمد أنور السادات فكرة تشكيل حكومة فلسطينية مؤقتة في سبتمبر 1972، وذلك ردًا على ادعاءات جولدا مائير، رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك، أنه لم يكن هناك شعب فلسطيني. 

وأضافت المجلة، أنه ويمكن تتبع كامل الدور المصري تجاه القضية الفلسطينية خلال فترة جميع الرؤساء المصريين السابقين، حتى فترة الرئيس عبد الفتاح السيسي الحالية، واستضافة مصر لقمة السلام الدولية التي انعقدت عقب عملية طوفان الأقصى والعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.

وفي يونيو 1989، قدم الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، خطته للسلام، والتي تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية، وفق (قراري مجلس الأمن 242 و338) ومبدأ الأرض مقابل السلام، وإقامة دولة فلسطينية، والحفاظ على الحقوق السياسية للفلسطينيين، ثم تعززت هذه الجهود في أكتوبر من العام نفسه، عندما أظهرت ترحيب مصر بمبادرة جيمس بيكر، وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، والتي تضمنت إجراء حوار فلسطيني إسرائيلي كخطوة نحو السلام. 

وخلال التسعينيات، برز دور مصر في الدعوة إلى السلام من خلال المشاركة في توقيع اتفاقيات أوسلو في سبتمبر 1993، والتي تم التوصل إليها بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، ولعبت مصر بعد ذلك دورا بارزا حتى الانتهاء من توقيع بروتوكول القاهرة في أغسطس 1995، والذي تضمن نقل عدد من الصلاحيات إلى السلطة الفلسطينية.

وأوضحت المجلة، أن مصر قادت جهودا بارزة للتوقيع على اتفاق الخليل عام 1997 بشأن الإطار العام للترتيبات الأمنية في المدينة والمراحل المقبلة لإعادة الانتشار، كما شاركت مصر في المبادرة العربية في ديسمبر 1997، والتي نصت على رفع التمثيل الفلسطيني في الأمم المتحدة من "مراقب" إلى وضع "شبه دولة".

وفي عام 1998، دعت مصر بالشراكة مع فرنسا إلى عقد مؤتمر دولي لإنقاذ عملية السلام بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية في مايو 1998، كما دعمت مصر الجانب الفلسطيني في مطالبته بالالتزام باتفاقية "يي بلانتيشن"، التي توصلت إليها مع إسرائيل تنفيذًا لاتفاقيات أوسلو.

وأشارت المجلة إلى أنه خلال فترة حكم مبارك، شهدت القضية الفلسطينية العديد من التطورات الحادة، ونتيجة لذلك تطورت مواقف مصر وأدوارها لتحقيق الاستقرار في هذه المنطقة المضطربة من حدود مصر الشرقية. البداية كانت مع انسحاب السفير المصري من إسرائيل بعد (مجزرة صبرا وشاتيلا 1982). 

وفي عام 1989، قدم مبارك خطته للسلام، والتي تضمنت ضرورة حل القضية الفلسطينية وفقا لقرار مجلس الأمن، ومبدأ الأرض مقابل السلام، مع وقف الاستيطان الإسرائيلي، وفي سبتمبر 1993، شارك الرئيس الأسبق مبارك في التوقيع على اتفاقيات أوسلو بشأن حق الفلسطينيين في الحكم الذاتي، وفي عام 2003 دعمت مصر وثيقة جنيف بين الإسرائيليين والفلسطينيين كنموذج للسلام لتهدئة الأوضاع في المنطقة.

وأوضحت المجلة، أن مصر ترعى الحوار الفلسطيني الفلسطيني، وتستضيفه القاهرة في جولات متكررة منذ 11 نوفمبر 2002، بهدف مساعدة هذه الفصائل على تحقيق المصالحة الفلسطينية، وقد سعت مصر خلال رعايتها لهذه الحوارات إلى تحقيق عدد من الأهداف التي تخدم القضية.

وحرصت مصر منذ بداية الحوار على إبلاغ الفصائل الفلسطينية بأنها لا تشكل بديلا عن السلطة الفلسطينية، وأن عليهم جميعا التفكير في المصالح العليا للشعب الفلسطيني وتوحيد رؤيتهم، وهو ما يدفع الأطراف الدولية ليعود اهتمامهم بعملية السلام في الشرق الأوسط بعد أن أصبحت هذه الأطراف مقتنعة.