رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جاليري ضي المهندسين يحتضن 3 معارض تشكيلية جديدة.. السبت

جاليري ضي
جاليري ضي

ينظم أتيليه العرب للثقافة والفنون برئاسة الناقد التشكيلي هشام قنديل، في السادسة من مساء السبت المقبل، بجاليري ضي المهندسين، ثلاثة معارض تشكيلية جديدة، تستمر لمدة شهر كامل وتتخللها لقاءات فنية وقراءات نقدية.

المعرض الأول للفنان مدحت عبدالسميع عامر عامر الرسام الصحفي بمجلة المصور ويتضمن 50 لوحة تمثل آخر أعماله، وهو فنان له مشاركات جماعية متعددة وأقام أكثر من معرض شخصي.

وعنه يقول الناقد الكبير كمال الجويلي: إن لوحات مدحت عامر تأخذ المتلقي إلى عالمها الموازي للطبيعة، لكنها لا تلخصها ولا تضاهيها، وإنما تعكس مخزون مخيلته المتجمع في وجدانه تجاه الكون محملًا بفكره وإيمانه بإعجاز الخالق، مشحونة بفكره وأحاسيسه تجاه العمارة التاريخية بأبرز معالمها من قباب وواجهات ترك عليها الزمن بصماته عبر مراحل عديدة شهدت حضارات متتابعة، مما يذكرنا بشخصيات أدبية بارزة في تاريخنا الحديث.

كانوا يتوجهون في زيارات لا يشبعون منها وهم يتأملون ويستوحون جدران العمارة الإسلامية في حي الأزهر والحسين ويشعرون بأنها تحدثهم وكأنها تخرج من باطن التاريخ بشخوصها وعاداتها وحركتها الدائبة ولياليها الساهرة بين المقاهي الشعبية وسهرات معجزة الغناء جوهرة الأنغام والألحان التي لا ينتهي صوتها عبر الزمن أم كلثوم التي عشقتها الشعوب العربية من المشرق إلى المغرب حتى أني كنت أفاجأ خلال زياراتي الفنية والصحفية لتونس ومراكش فأجد في كل بيت أدعى إليه أفراد الأسرة، يحتفظون بآلة العود ويسمعونك من أغاني جوهرة الغناء أم كلثوم ما يختارونه للاحتفاء بك.

ويتابع الجويلي: هذا الفنان المبدع الصامت يفاجئك بلوحاته ويأخذك إلى داخلها وأعماقها حتى تحس بأنك تتحرك بين شخوصها وتنضم إليهم فرحًا بالعالم الطريف الفانتازي والحالم الذي تواجهه ويواجهك في حس حميمي تشعر معه أنك حقيقة قد قمت بزيارة لحالة إبداع نابعة من القلب والموهبة والخيال والواقع معًا.

والمعرض الثاني للفنانة الدكتورة راندا الحلو، ولها أيضا العديد من المشاركات الجماعية والشخصية وعن تجربتها يقول الفنان والناقد الكبير الدكتور رضا عبدالسلام: إن الفنانة راندة الحلو فى معرضها هذا بجاليرى ضي المهندسين، تصحبنا معها بآلة الزمن عبر رحلة فنية مشوقة لعالمها التصويرى المتنوع الذى أنجزته منذ تخرجها بالفنون الجميلة القاهرة فى اواخر الثمانينات، ثم عملها بالمتحف  المصرى كمرممة آثار خلال فترة التسعينيات لسنوات حتى بلوغها سن التقاعد عام 2021، حصلت خلالها على درجتى الماجستير والدكتوراة فى مبحثيهما بعنوان: (الأسطورة فى التصوير المصرى المعاصر، الرمزية التصويرية لرؤى اللاشعور والاحلام فى العقيدة المصرية القديمة)، وكان لهما من فائدة تاريخية وفكرية على تجربتها الفنية والجمالية الممتدة حتى الآن، وإن كان الحلم واللاوعى والارتجال من أهم خصائص توجهها الفنى فى الرسم والتصوير فى الخط بتحديداته وحركته العفوية واللون الأزرق المخلوط بلون السماء والبحر والأرض بتقلباتها وتكويناتها المفتوحة على اللامرئى واللامعلوم، لتشاركنا وإياها أعمالها القديمة الجديدة بفرحتها ودهشتها وشجنها.

إذ كيف لها استشعار واستدعاء تلك الحالة الحلمية الأسطورية من عدمها. فلنتأمل ونرى لحظات التأمل ونشدان الجمال والابتهاج الروحى فى العديد من لوحاتها التصويرية التى قاربت فيها بينما كانت وسط آثار مصر القديمة بفرعونيتها الأسطورية وروعتها وما بعد تفرغها الكامل للتعبير عن الذات برمزيتها المجازية.

وتابع عبد السلام: يجب أن ندرك بتمهل الفارق بين العيش في حالة الحلم وعدم الاهتمام بالواقع وما  قد ينتج عنه من إنتاج فني شاعرى  رائع ومميز، وما إذا تم التركيز على الجانب الإبداعي والتعبير عن الأفكار بدون حواجز. ولكن، من الناحية العملية، يجب ألا ننسى الواقع وأساسياته، وأن نحترس منه لكي لا نفقد السيطرة على حياتنا. لذلك، يجب أن نحلم ونصبو إلى تحقيق أهدافنا، لكن مع الاستمرار في العمل الجاد والذكاء في التخطيط.

صحيح، الحلم واللاشعور يعدان منابع هامة للإبداع في التصوير الحديث. فعندما نعيش في حالة من الحلم، يتم تشغيل الجزء غير الواعي من عقولنا وتفعيل الخيال والاستكشاف المطلق للأفكار والمشاعر. هذا يمكن أن يؤدي إلى إبداع تصويري جديد وفريد، حيث يتم استخدام العديد من العناصر المرئية والرمزية للتعبير عن الأفكار والمشاعر بشكل مرئي. قد تنتج هذه العملية أعمالا فنية ملهمة وقوية تأخذنا في رحلة عبر عوالم خفية، لاواقعية  وشاعرية أحيانا، لا تخضع للقيود الواقعية وتفتح الأبواب لتحقيق إمكانياتنا الإبداعية الكاملة من خلال تكوينات تجريدية درامتيكية، يتقاسمها كل من عناصر مكونات الطبيعة الكونية، من لون، وضوء، وهواء وكافة العناصر المجازية والأسطورية الماثلة فى الأفكار والمشاعر الإنسانية والأحلام المشبعة بزرقة السماء والأرض والبحر، التى تشكلت على مهل خلال تجربتها التصويرية المصاغة بكامل الإحساس والأداء العفوى.

أما المعرض الثالث وهو بعنوان "براعم الفن" ويتضمن 100 لوحة لفنانين وفنانات واعدات يبشرن بمستقبل مشرق درسن علي يد أستاذتهم الفنانة التشكيلية المعروفة سلوي نور الدين