رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في احتفالات اليوم.. المارونية: الكنيسة أحاطت دوما الكتب الإلهية بالإجلال

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل الكنيسة المارونية بحلول الاثنين، من الأسبوع السادس بعد عيد الصليب، وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: المسيح كلمة الكتاب المقدّس الوحيدة فعندما يتنازلُ الله في صلاحه ويُكاشفُ البشرَ بنفسه يكلّمُهم بكلمات بشريّة: "وهكذا فإنّ كلام الله، وقد عبّرَتْ عنه ألسنة بشريّة، صار شبيهًا بكلام البشر، كما أنّ كلمة الآب الأزلي، عندما تلبَّس بوهن جسدنا صار شبيهًا بالبشر".

في جميع أقوال الكتاب المقدّس لا يقول الله إلاّ كلمة واحدة، كلمته الوحيد الذي يقول فيه كلّ ما هو: "اذكروا أنّ كلمة الله الواحدة هي نفسها تنتشرُ في جميع الكتابات المقدّسة، وأنّ كلمة الله الواحد هو نفسه يدوّي على ألسنة جميع كتّاب الوحي. هو الذي كان في البدء الله عند الله، ولم يكن من ثمَّ بحاجة إلى مقاطع تعبيريّة لكونه خاضع للزمن" كما يقول القدّيس أوغسطينُس.

الكنيسة أحاطَتْ دومًا الكتب الإلهيّة بالإجلال

ولهذا، فالكنيسة قد أحاطَتْ دومًا الكتب الإلهيّة بالإجلال الذي تُحيطُ به أيضًا جسد الربّ. وهي لا تفتأ تقدّم للمؤمنين خبز الحياة من على مائدة كلمة الله وجسد المسيح. في الكتاب المقدّس، تجدُ الكنيسة على الدوام غذاءها وقوّتها، إذ إنّها لا تتلقّى فيه كلمة بشريّة وحسب، بل تتلقّاه هو في حقيقته، أي كلمة الله. "ففي الكتب المقدّسة يبادرُ الآب الذي في السماوات، بحنوٍّ عظيم، إلى لقاء أبنائه والتحادث معهم" 
الله هو واضع الكتاب المقدّس. "إنّ الحقيقة الموحى بها إلهيًّا، التي تحتويها وتقدّمها أسفار الكتاب المقدّس قد دوّنت فيها بإلهام من الروح القدس"، ومع ذلك، فليس الإيمان المسيحيّ "دينَ كتاب".

إنّ المسيحيّة هي دينُ "كلمة" الله، "لا دينُ كلمة مكتوبة وخرساء، بل دينُ الكلمة المتجسّد والحيّ" بحسب ما قال القدّيس برنردس، ولكيلا يبقى الكتاب المقدّس حرفًا ميّتًا، لا بدّ للمسيح، كلمة الله الحيّ الأزليّة، من أن يفتح، بالرُّوح القدس أذهاننا على فهم الكتب.