رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دعم غير مسبوق.. كيف تتوافق الأهداف الإسرائيلية والأمريكية فى حرب غزة؟

بايدن ونتنياهو
بايدن ونتنياهو

قبل نشوب الحرب في غزة، وعلى خلفية اتصالات التطبيع بين إسرائيل والسعودية، برز نقاش مبدئي بشأن إمكانية إقامة حلف دفاعي بين إسرائيل والولايات المتحدة، فكما يبدو أن هجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر الجاري، سرّع هذه الخطوات بصورة كبيرة؛ فالوجود السياسي والعسكري للولايات المتحدة في إسرائيل أصبح واضحًا.

أبدت الولايات المتحدة الأمريكية دعمًا قويًا لإسرائيل في الحرب على غزة؛ حيث بدت الولايات المتحدة كشريكة كاملة في إدارة المعركة مع إسرائيل، وظهر هذا من خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل والتي سبقها تواجد غير مسبوق لوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مقر هيئة الأركان العليا للجيش الإسرائيلي.

فيما كرر "بايدن" أكثر من مرة، وبكلمات حارة، تأييده غير المشروط لإسرائيل وأهداف الحرب.. كيف تم التوافق بين تل أبيب وواشنطن حول أهدف الحرب؟

 الأهداف

بالنسبة إلى الأمريكيين، بدا أن الهدف من زيارة بايدن إلى إسرائيل هو محاولة بدء الترتيبات الإنسانية في جنوبي القطاع، وربما الدفع قدمًا بعملية تتعلق بالمخطوفين، فكان التركيز على المساعدات الأمريكية للقطاع التي بلغت 100 مليون دولار، فضلًا عن الجهود مع الجانب المصري لإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

لكن الأهداف الأهم بالنسبة لواشنطن، هي تعزيز الردع حيال إيران وحزب الله، قبيل البدء بالعملية البرية في القطاع، وتوضيح الالتزام غير المحدود لإسرائيل بالتسليح والعتاد؛ التأييد الكامل لعمليات الجيش الإسرائيلي ورفض محاولات إدانته، فيما وصل إلى إسرائيل قائد القيادة المركزية للولايات المتحدة (سانتكوم) الجنرال مايكل كوريلا، لتنسيق السياسات في حال اندلاع مواجهة واسعة. حيث تستطيع حاملة الطائرات جيرالد فورد القيام بـ130 طلعة هجومية في اليوم. 

بماذا أقنع نتنياهو بايدن؟

الأهداف الأمريكية حاليًا تتفق مع كثير من الأهداف الإسرائيلية، حيث أراد نتنياهو من بايدن التشديد على التأييد غير المشروط في مواجهة أعداء إسرائيل، وتعزيز الردع في مواجهة إيران وحزب الله، بالإضافة إلى القوة العسكرية التي أنشأتها الولايات المتحدة في المنطقة، والآخذة في الازدياد. لقد كان من المهم جدًا بالنسبة إلى نتنياهو، أن يعرض أمام بايدن أهداف الحرب، بحضور المجلس الوزاري المصغر.

وليس صحيحًا ما تردد أن نتنياهو طلب موافقة بايدن على أهداف الحرب، أو إدارتها، كما زعم بعض المراقبين، ولكن طلب منه تفهّمًا وتنسيقًا للجهود كي تتحقق أهداف الحرب بصورة كاملة، وهي التدمير الكامل لقدرات "حماس" العسكرية والحكومية والتنظيمية، بحسب المجلس الوزاري المصغر.

من ناحية أخرى، فإن تأجيل عملية الدخول البري للقوات الإسرائيلية إلى القطاع، جاءت بسبب زيارة بايدن، كي لا يبدو أن بايدن وافق على هذا الدخول، فضلًا عن اعتبارات السرية حفاظًا على القوات والمفاجأة. 

تدخل عسكري

تعمل الولايات المتحدة عسكريًا جنبًا إلى جنب مع إسرائيل، فعلى سبيل المثال محاولة الميليشيات الشيعية "كتائب حزب الله"، التي تعمل في العراق مثلًا، إطلاق صواريخ على إسرائيل، فإن الولايات المتحدة ستضربهم في الوقت الذي يعمل الجيش الإسرائيلي ضد حزب الله في لبنان بشكل مباشر. 

وكذلك الأمر بالنسبة إلى إيران، حيث يمكن للجيش الإسرائيلي التعامل مع أكثر من ساحة، إلى جانب الجنوب، وخصوصًا إذا تولّت الولايات المتحدة مسئولية التعامل مع إيران، هذا في حال قررت إيران التدخل، أو أرسلت توجيهاتها إلى نصر الله بالتدخل.

هذا بالإضافة إلى أن الولايات المتحدة تقدم المساعدات العسكرية، كالتزويد بأسلحة جوية ذكية، وصواريخ اعتراض من نوع "تامير" من أجل القبة الحديدية الأمريكية في المخازن الإسرائيلية، وأيضًا بقواعد الجيش الأمريكي، التزويد بالسلاح يهدف إلى ضمان عدم النقص بالسلاح الجوي الدقيق وصواريخ الاعتراض لدى الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى قطع الغيار.

مستقبل العلاقات 

الدعم الكبير الذي منحته الولايات المتحدة لإسرائيل سيكون له تداعيات في المستقبل، بعد انتهاء الحرب، حيث ستكون إسرائيل مطالبة بتقديم تنازلات صعبة، فمثلًا إذا تم العودة إلى مباحثات اتفاق التطبيع مع السعودية فسيكون هنك مطالب باهظة حول الدفع قدمًا بالعلاقات مع السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.