رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حق العودة.. المفاتيح العريقة تكشف مخططات إسرائيل للتهجير القسرى إلى مصر والأردن

المفاتيح الفلسطينية
المفاتيح الفلسطينية القديمة

يحمل الفلسطينيون دائمًا مفاتيح أصابها الصدأ، لكن لا يتركونها ويورثونه لأبنائهم في حال استشهادهم، وتساءل العالم عن سر هذه المفاتيح القديمة للغاية التي يحملها الفلسطينيون ويعتبرونها ثروة لا يمكن التفريط فيها، فهذه المفاتيح ترمز إلى حق العودة الذي ترفضه إسرائيل ويكشف مخططها للتهجير القسري إلى مصر والأردن والاستيلاء على كافة الأراضي الفلسطينية كما حدث من قبل خلال نكبة عام 1948.

النكبة الأولى 1948 ومؤامرة التهجير

وبحسب صحيفة "إندبندنت" البريطانية، فإن المفاتيح هي رمز النكبة الفلسطينية والعربية الأولى والمنعطف التاريخي والمصيري والأخطر الذي شهدته منطقة الشرق الأوسط، عندما  أُجبر 750 ألف فلسطيني على ترك منازلهم لإنشاء دولة إسرائيل عام 1948. 

وتابعت أن إسرائيل وبريطانيا تعهدوا للأسر الفلسطينية بأن الأمر مجرد أسبوع أو أسبوعين وسيعودون لمنازلهم مرة أخرى، واصطحبت الأسر هذه مفاتيح منازلهم تمهيدًا للعودة، ولكن هذا الحلم لم يتحقق منذ 75 عامًا.

وأضافت أن المفتاح ثقيل وضخم مثل المفاتيح الحديدية الكبيرة الأقفال الحديدية الكبيرة التي استخدمها البريطانيون والأمريكيون منذ أكثر من مائة عام، بعمود طويل وعريض، ولقمة واحدة وقوس - حيث تحمل المفتاح - بحلقة طفيفة، ذو منحنى مزدوج في الأسفل بحيث يمكنك الإمساك به بقوة بين إصبعين والإبهام.

وأشارت إلى أن أحد هذه المفاتيح الموجودة الآن مع أسرة في الضفة الغربية كانت تعود لجدهم الأكبر الذي كان يملك مزرعة في قرية الخالصة الحدودية الفلسطينية وأغلق منزله - المبني من حجارة البازلت الأسود - للمرة الأخيرة في 11 مايو 1948، عندما رفضت ميليشيا الهاجاناه اليهودية طلب القرويين بالبقاء على أرضهم.

وأوضحت أن المؤرخين الإسرائيليين والفلسطينيين اتفقوا على تاريخ القرية، واليوم، أصبحت مدينة كريات شمونة الحدودية الإسرائيلية، ولا يزال بوسع العدد القليل من اللاجئين الذين بقوا على قيد الحياة في المخيمات اللبنانية البائسة رؤية أراضيهم إذا سافروا إلى أقصى جنوب البلاد ونظروا عبر السياج الحدودي.

وأشارت إلى أن هناك مخيمات قليلة يمكن أن تكون أكثر فقرًا من الأحياء الفقيرة في شاتيلا، حيث يدير محمد عيسى الخطيب "متحف الذاكرة" المتهالك بنفس القدر في كوخ مزين بمناجل المزارع الفلسطينية القديمة، ولديه نسخ من سندات الأراضي البريطانية والعثمانية، وأجهزة راديو قديمة من أربعينيات القرن الماضي وقهوة نحاسية والمفاتيح التي ترمز لحق العودة.

حق العودة ورفض إسرائيل الاعتراف به

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948 على ضرورة عودة العرب إلى ديارهم؛ ومن هنا يأتي الطلب الفلسطيني المستمر ــ المبرر ولكنه ميئوس منه ــ بـ"حق العودة" إلى أراضيهم، التي أصبحت الآن جزءًا من إسرائيل.

وتابعت أن إسرائيل أصدرت قانونا يبطل قرار الأمم المتحدة وهو قانون أملاك الغائبين الإسرائيلي لعام 1950 والذي يمنع عودة أي عرب تركوا ممتلكاتهم خلال نكبة 1948، يتفق العديد من الإسرائيليين على أن سلب ملكية العرب كان غير عادل، ولكن كما أوضح الباحث الإسرائيلي آفي شلايم أنه تم قبول إسرائيل بعضوية الأمم المتحدة في عام 1949. وقال: "ما هو قانوني ليس بالضرورة عادلًا".

خجل بريطانى

وأكدت الصحيفة أن الكثير من البريطانيين سواء ساسة أو مواطنين يشعرون بالخجل من اشتراك بريطانيا في عمليات التهجير القسري للفلسطينيين قبل 75 عامًا، حيث يقول الفلسطينيون والعرب للبريطانيين بشكل دائم: "أنتم من فعلتم هذا، بسبب وعد بلفور عام 1917.. وعد من لا يملك لمن لا يستحق" والذي أعلن دعم بريطانيا لإقامة وطن لليهود في فلسطين، لكنه أشار إلى غالبية السكان العرب على أنهم "غير موجودين وركز على الجاليات اليهودية التي لم تكن تُشكل سوى 5% فقط من سكان فلسطين.

رفض فلسطينى لمخططات التهجير الثانى 

وأكدت شبكة "دويتش فيلا" الألمانية، أن الفلسطينيين يرفضون اليوم مغادرة غزة رغم العدوان والحصار الشامل، منتقدين المقترحات الإسرائيلية بالتهجير إلى مصر والأردن.

وتابعت أن إسرائيل ادعت أنها ترغب في إعادة توطين الفلسطينيين في شمال سيناء في مصر لحين الانتهاء من القضاء على الفصائل الفلسطينية وإعداد البنية التحتية لغزة وهو ما يرفضه الفلسطينيون والعرب بشكل قاطع، خوفًا من تكرار النكبة.

وأوضحت الشبكة الألمانية أنه على مدى السنوات الـ75 الماضية، كانت هناك طرق مختلفة لحل القضية الفلسطينية، ولكن يظل الحل الأكثر أهمية هو حل الدولتين، حيث تقوم دولتا إسرائيل وفلسطين المستقبلية بتقسيم القدس إلى عاصمتين، ومع ذلك، هناك شكوك في فلسطين حول مدى واقعية ذلك.

وأشار المنتقدون إلى تزايد عدد المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة، وهو ما قد يستبعد إقامة أرض فلسطينية موحدة.