رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"جان جينيه" الأسير العاشق شاهد على مجزرة شاتيلا

جان جينيه
جان جينيه

"أربع ساعات في شاتيلا".. مسرحية للمخرج الفرنسي ستيفان أوليفيه بيسون، مقتبسة من مذكرات الكاتب والشاعر الفرنسي الراحل  جان جينيه عن المجازر التي وقعت في مخيمي صبرا وشاتيلا في بيروت عام 1982، والتي أعادت  بعرضها ذكرى المجرزة. 

في التقرير التالي وبمناسبة ما يعيشه قطاع غزة من وضع مأساوي نستعيد سيرة الكاتب الفرنسي جان جينيه  وعلاقته بالمقاومة الفلسطينية. 

جاءت زيارة جان جينيه لبيروت بمرافقة  الدبلوماسية الفلسطينية السابقة ليلى شهيد سبتمبر ۱۹۸۲، وذلك بعد حصار العاصمة اللبنانية وخروج منظمة التحرير الفلسطينية، وقد زار جان جينيه مخيم شاتيلا الذي وقعت فيه المجزرة،  وكتب نصًا تحت عنوان  "٤ ساعات في شاتيلا" نشر في النسخة الفرنسية من مجلة الدراسات الفلسطينية في حينه، وصدر أيضًا في كتاب بالفرنسية عن منشورات أكت سود (Actes Sud) وصدر بالعربية في مطلع سنة ۲۰٠۱ وترجمة محمد برادة.

 بداية القصة 

 بدأت بمطالبة من  الدبلوماسية الفلسطينية السابقة ليلى شهيد  لـ"جان جينيه" لكتابة مقال عن الأحداث في بيروت، لكنه كان يجيبها دومًا بالموافقة إلا أنه يتراجع، ويبرر ذلك بعدم قدرته على الكتابة، وعندما توقفت الحرب في بيروت، قررت "الشهيد" السفر لبيروت، وطلب جان جينيه رفقتها رغم مروره بمشاكل صحية، وأصر على ذلك. 

قالت ليلى الشهيد "صباح اليوم التالي، كان ذلك الإثنين الموافق 13 سبتمبر، وأنا لن أنسى ذلك أبدًا، استيقظنا باكرًا، وجلسنا في الشرفة التي تطل على البحر لاحتساء القهوة، وكان خليح بيروت باديًا أمامنا. كانت ثلاث سفن حربية تغادر".

سردت ليلى الشهيد  عبر حوار  له  مع الكاتب  جيروم هانكنس نشر بمجلة الدراسات الفلسطينية: محاولاتهما العديدة للوصول لمخيم شاتيلا والتي انتهت بوصولهما المخيم صباج الأحد، حاولنا من جديد، واستطعنا هذه المرة، في نحو الساعة العاشرة، من الدخول إلى المخيم أخيرًا، دخل جان من جهة مع الصحفيين، بينما اتجهت أنا إلى مستشفي غزة، الذي أجلى الجيش الإسرائيلي منه الأطباء الذين كانوا قد بقوا فيه، وهنا اكتشفنا حجم المجزرة ومداها، وأدركنا أنها دامت ثلاثة أيام تحت مراقبة الجيش الإسرائيلي الذي كان يطلق  قنابل مضيئة طوال الليل. 

وتابعت: كانت الأسلحة المستعملة في أغلب الأوقات تشكل من الخناجر والمطاوي والسواطير، ولهذا لم يلاحظ أحد أي شيء إذ لم يكن هناك دوي طلقات نارية، كان الناس يختبئون؛ كانوا يمكثون في المكان ويختبئون في الملاجئ، ولم يكن في إمكانهم إخبار بعضهم البعض.

شاهد جان جينيه حجم ما عاشه أهالي مخيم شاتيلا، شهد المجزرة كاملة خلال أربع ساعات قضاها في المخيم كانت الجثث في كل مكان، حجم الكارثة كان كبيرًا، وكانت وحشية الجيش الإسرائيلي فوق التصورات، فأشلاء الأطفال والرجال والنساء كانت في كل مكان وعلى مدار ثلاثة أيام كانت قوات الصهاينة  تمارس المجزرة.