رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اللجنة الدولية للصليب الأحمر لـ«الدستور»: الوضع كارثى.. وندعو إلى استدامة دخول المساعدات

اللجنة الدولية للصليب
اللجنة الدولية للصليب الأحمر

طالبت ندى ضياء، المسئول الإعلامى للجنة الدولية للصليب الأحمر فى بعثة القاهرة، بضمان وجود ممر إنسانى مستدام لتقديم الإغاثة اللازمة لقطاع غزة المحاصر، مشيدة بالدور المصرى الفعال لتحقيق التهدئة. 

وأوضحت «ندى»، لـ«الدستور»، أن المنشآت الصحية فى غزة تحتاج إلى الطاقة للاستمرار فى تقديم خدماتها، فمع انخفاض إمدادات الوقود، الذى يؤثر على المولدات الإضافية، أصبحت المستشفيات فى وضع حرج للغاية، وأصبح الجهاز الطبى على شفا الانهيار، مؤكدة أن المستشفيات تواجه خطر التحول إلى مشارح.

وتابعت: «من بين كل خمس محطات لمياه الصرف الصحى لم تعد تعمل سوى اثنتين، كما توقفت محطتان لتحلية مياه البحر عن العمل بسبب نقص الكهرباء، ونتيجة لذلك انخفضت المياه الصالحة للشرب بنسبة ٤٠٪».

■ بداية.. ما تقدير اللجنة للوضع الإنسانى فى قطاع غزة؟

- الوضع الإنسانى فى قطاع غزة كارثى للغاية؛ فقد وصلت أعمال العنف الأخيرة إلى مستويات لم نشهدها منذ سنوات عديدة.. ومن الممكن أن يتصاعد العنف بصورة مأساوية، ما قد يسبب المزيد من المعاناة للمدنيين. 

معظم المستشفيات فى غزة لم يعد يعمل بكفاءة، ويحتاج للطاقة للاستمرار فى تقديم خدماته. ومع انخفاض إمدادات الوقود، الذى يؤثر على المولدات الإضافية، أصبحت المستشفيات فى وضع حرج للغاية، وأصبح الجهاز الطبى على شفا الانهيار.. وتواجه المستشفيات خطر التحول إلى مشارح.

من بين كل خمس محطات لمياه الصرف الصحى لم تعد تعمل سوى اثنتين، ما يعنى أن مياه الصرف الصحى تُضخ مباشرة إلى البحر. كذلك توقفت محطتان لتحلية مياه البحر عن العمل بسبب نقص الكهرباء، ونتيجة لذلك تشير التقديرات إلى انخفاض المياه الصالحة للشرب فى غزة بنسبة ٤٠٪.

ويتطلب مستوى الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن أعمال العنف إغاثة إنسانية مستدامة، وستتوقف المستشفيات عن تقديم الرعاية للمرضى بسبب نفاد الإمدادات، ولن نكون قادرين على مواصلة تقديم الاستجابة الإنسانية ما لم نتمكن من إدخال المزيد من الإمدادات إلى غزة. 

ويمكن أن يتم ذلك من خلال ممر إنسانى مستدام أو وقف القتال، وسوف نرحب بأى اتفاق يسمح بتلك الحلول، ومع ذلك، سواء كان الممر الإنسانى موجودًا أم لا، فإن القانون الدولى الإنسانى واضح: «للمدنيين الحق فى تلقى المساعدات الإنسانية، وحرمانهم منها لا يؤدى إلا إلى مزيد من المعاناة».

■ ما أبرز المساعدات التى قدمتها «الصليب الأحمر» للمدنيين هناك؟

- منذ بدء الأزمة أرسلنا على الفور شاحنة محمّلة بلوازم طبية «نقالات وأسرّة وأكياس حفظ الجثث» إلى أحد المستشفيات فى غزة، وقد وفرنا المزيد من اللوازم الطبية. 

تمكنا كذلك من تزويد الدفاع المدنى فى غزة، وكذلك الخدمة الطبية العسكرية، بالاحتياجات الأساسية من القفازات والضمادات والمياه المعقمة وأقنعة الأكسجين والبطانيات والمقصات والمواد اللاصقة وغيرها من المعدات الطبية الضرورية للاستجابة. 

كما أن لدينا إمدادات ودعمًا عبر قافلة تحتوى على السلع الأولية، والأدوية وآلاف من مجموعات المستلزمات المنزلية للعائلات، التى تشمل أدوات النظافة وأقراص الكلور اللازمة لتنقية مياه الشرب. 

وتمكنت فرقنا من إيصال الوقود إلى قطاع المياه، ونقل المياه بالشاحنات داخل مدينة غزة، وتركيب البطاريات فى محطات ضخ المياه للاستمرار فى العمل، وإنشاء خزانات للمياه تكفى لتزويد نحو ٢٥٠ ألف شخص بالمياه. ولدينا أيضًا إمدادات يمكن أن تساعد فى إجراء بعض الإصلاحات لشبكة المياه، ولكن يجب أن نتمكن من الاضطلاع بذلك بأمان. وقدمنا أيضًا الفرش والكراسى المتحركة والعكازات وغيرها من المستلزمات إلى وزارة الصحة، ونحن على أهبة الاستعداد لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية متى دعت الحاجة. 

■ كيف تؤثر أوامر الإجلاء على الوضع الإنسانى فى غزة؟

- يتلقى المدنيون تحذيرات لإخلاء منازلهم قبل الهجمات المحتملة، وفى حين ينص القانون الدولى الإنسانى على ضرورة إصدار تلك التحذيرات، يجب أيضًا أن يتلقاها المدنيون فى الوقت المناسب، وأن تكون واضحة، وأن تراعى وجود طرق آمنة للخروج.

ومن الجدير بالذكر أنه لا يستطيع الجميع الخروج، مثل الجرحى أو المرضى أو كبار السن أو الأشخاص ذوى الإعاقة. يتمتع المدنيون بالحماية بموجب القانون الدولى الإنسانى، ويجب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لضمان سلامتهم، وينطبق الأمر ذاته على البنية التحتية المدنية.

■ كيف يتم التعاون بينكم وبين الهلال الأحمر المصرى لإيصال المساعدات للقطاع المحاصر؟

- إن تعاوننا مع الهلال الأحمر المصرى، شريكنا الرسمى فى مصر، مثمر على مدار عدة سنوات؛ فالاستجابة للأزمات متماثلة. ونحن نعمل حاليًا بالتعاون مع الهلال الأحمر المصرى على إدخال مساعداتنا الطبية والغذائية ومعدات النظافة الشخصية إلى قطاع غزة فى أسرع وقت ممكن. 

■ ما تقييمك دور مصر فى إعادة الهدوء للمنطقة لا سيما بعد الموافقة على إدخال قوافل المساعدات الإنسانية؟

- تؤدى مصر دورًا محوريًا وفعالًا فى الأزمة، ولطالما كان لها دور مؤثر فى تهدئة التصعيد بين الجانبين، وحاليًا دورها كبير وفعال للغاية؛ كونها الدولة الوحيدة ذات المعبر البرى الموصل لمساعدات منظمات المجتمع الإنسانى والعالم للمدنيين فى القطاع.