رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف كانت المذكرات الشخصية ضحية نظرية تطور الأنواع الأدبية؟

كتاب المذكرات الشخصية
كتاب المذكرات الشخصية

يأتي كتاب "كتابة المذكرات الشخصية في القرن العشرين.. بعث بعد اندثار"، والصادر عن المركز القومي للترجمة، للكاتب جون لويس جانال، ومن ترجمة سونيا محمود نجا، ليشير إلى أن المذكرات الشخصية في القرن العشرين قوبلت بعدم اكتراث نقدي.

 يعيد الكتاب اكتشاف كم هائل تم إهماله، وجهد واضح لجون لويس جانال لوضع سياجات بين كافة أنواع النصوص السردية  المتعلقة بالذات.

 يضم الكتاب أربع أبواب، يأتي الباب لأول تحت عنوان "زمن الذكرى، والثاني بعنوان:"الزمن القابل للتذكر والجدير به"، والثالث بعنوان "زمن الذاكرة "، والرابع "الذاكرية ".

يؤكد الكاتب على أن بالرغم من الفيض الكاسح  من المذكرات والسير المدونة نلحظ غيابًا تامًا للمذكرات كنوع أدبي، فعلى الرغم من ضلوعها بكثافة في الشغف والولع بكل ما هو  تذكاري فإنها تقابل بعدم اكتراث نقدي  يثير شبه الإجماع عليها بالدهشه، من المؤكد أن الموروث منه الذي يمتد من أعمال "كومين " إلى "شوتوبريان" يشكل مجموعة مؤلفات كلاسكية تحظى باحترام وتبجيل جمعي".

 

يشير المؤلف إلى أن هذا المورورث الأدبي الذي أقرت قيمته منذ عدة قرون كنزًا قوميًا، وناقلًا طبيعيًا لحيوات العظام، غير أنه اليوم يظهر كنموذج جامد ومتكلف وبائد لا يتوقع منه على الإطلاق أي تطور واضح، هناك بلاشك بعض النصوص القيمة والجديرة بالانتساب للموروث.

 أرجع المؤلف أسباب  الجمود الذي لاحق المذكرات إلى مؤرخي مدرسة الحوليات، فقد عجلوا بتصنيف المعرفة المتعلقة بالماضي وبيان اختصاصها، وقد استتبع ذلك من جانبهم استبعاد التيسيرات السردية والبيانية التي كانت أكثر اشكال الحكي التاريخي تقليدية تسمح بها،  مما أدى إلى إفقاد اللجوء للمذكرات أهميته وقيمته، ذلك أن هذه الكتابات وفق أحكامهم جزئية وغير محايدة.

من هنا يمكن القول بأن المذكرات التي كانت تلقى قبولًا واستحسانًا شديدين في الماضي قد فقدت مكانتها الجمالية وأضحت ضحية للتطورية الحاصة بنظرية الأنواع الإبداعية.

 المؤلف جون- لويس جانال، يعمل مدرسًا للأدب الحديث بجامعة روان منذ عام 2014، تخصص في أعمال أندريه مالرو وسيمون دى بوفوار، إضافة إلى السيرة الذاتية والنوع الأدبى الخاص بالمذكرات وتاريخ الصلات بين الأدب والسينما، كتب عددًا كبيرًا من المقالات والمؤلفات.

‎مترجمة الكتاب الدكتورة سونيا محمود نجا، حاصلة على درجة الدكتوراة في اللغة الفرنسية وآدابها من جامعة الإسكندرية ودبلوم الترجمة من جامعة السوربون، وعملت رئيسًا لقسم اللغة الفرنسية بكلية اللغات والترجمة بجامعة فاروس بالإسكندرية من 2008 وحتى 2014، لها عددًا كبيرًا من الأعمال المترجمة من الفرنسية عن العربية وأعمال مترجمة إلى الفرنسية، منها: "عمارة من أجل عالم متغير"، "يخت المحروسة" و"الإسلام دين الفطرة لطاهر الحداد".