رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فورين بوليسي": مصر تتصدى بقوة لمحاولات إسرائيل التطهير العرقي لسكان غزة

غزة
غزة

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الضوء على مخططات الاحتلال الإسرائيلي بتهجير أهالي قطاع غزة إلى سيناء في مصر وهو مخطط مستمر منذ عقود طويلة، إلا أن القيادات المصرية المتعاقبة رفضت المقترح، واليوم تتصدى القاهرة بقوة لمخططات التطهير العرقي التي تسعى إليها إسرائيل في غزة.

قيادة مصر للمساعدات الإنسانية ومقاومة مقترحات التهجير

وأفادت المجلة الأمريكية، بأنه ظاهريًا إسرائيل تتدعي أنها ترغب في حماية المدنيين خلال عدوانها الشرس على قطاع غزة، ولكن المخطط الحقيقي هو التطهير العرقي باستهداف الأحياء السكنية ومؤخرًا مستشفى المعمداني في غزة، وهو ما يكشف نوايا إسرائيل برغبتها في احتلال القطاع الساحلي وتفريغ الفلسطينيين منه، وهذه المخططات تدركها القاهرة جيدًا وتقاومها بقوة.

وتابعت أن مصر نشرت تعزيزات أمنية كبرى على معبر رفح الحدودي، وتقاوم الضغوط الأمريكية والإسرائيلية لتفريغ القطاع من سكانه، وبعد جولة دبلوماسية سريعة قام بها وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في الشرق الأوسط، قالت مصر إنها ستسمح للمواطنين الأجانب والفلسطينيين مزدوجي الجنسية بالمرور الآمن عبر معبر رفح إذا سمح للمساعدات الإنسانية بدخول غزة أولًا.

وأضافت أن مصر قادت العالم من أجل حشد المساعدات الضخمة لإنقاذ قطاع غزة، وقامت الدول العربية، بما في ذلك الأردن والإمارات العربية المتحدة بالإضافة إلى تركيا، بحشد المساعدات الإنسانية، فضلًا عن حملة للتبرع بالدم بدأتها الحكومة المصرية، مع وجود حوالي 100 شاحنة مساعدات عالقة على الجانب المصري من الحدود تنتظر الضمان الإسرائيلي ووقف مؤقت لإطلاق النار للسماح بدخول المساعدات.

وأشارت إلى أن مصر أكدت أن معبر رفح أصبح غير صالح للعمل بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني، ولن تفتح الحدود ما لم يكن هناك ضمان بعدم تعرض قوافل المساعدات للقصف وهو التهديد الذي تطلقه إسرائيل باستمرار، ولكن المستشفيات في غزة على حافة الانهيار، حيث قطعت إسرائيل إمدادات الغذاء والماء والوقود والدواء.

وأوضحت أن هناك أيضا عنصر سياسي ويخشى العديد من المصريين أن يؤدي فتح الحدود أمام جميع الفلسطينيين بدلًا من إرسال المساعدات إلى غزة إلى السماح لإسرائيل بإعادة احتلال قطاع غزة الذي يتم تطهيره عرقيًا بشكل دائم، وإلقاء عبء أزمة اللاجئين على كاهل القاهرة. 

وأشارت إلى أنه بداية من عصر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، رفضت مصر مقترحات بريطانيا وإسرائيل لإقامة دولة فلسطينية في سيناء، وكرر الرئيس عبد الفتاح السيسي على نفس المبدأ المصري أن الدولة الفلسطينية موجودة بالفعل والتي استولت عليها إسرائيل عام 1967، والتي أعادتها مرة أخرى في أعقاب اتفاقية كامب ديفيد للسلاك بين مصر وإسرائيل، ولكنها عادت واحتلتها مرة أخرى، ليطالب العرب بالعودة إلى حدود 67 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وهو ما ترفضه إسرائيل.

رفض فلسطيني للنزوح

وأكدت المجلة الأمريكية، أنه على الجانب الآخر رفض الفلسطينييون مقترحات النزوح والتوجه إلى مصر، لأن عمليات النزوح إلى الدول العربية في الصراعات الإسرائيلية الفلسطينية السابقة كانت دائمة، ولا يزال العديد من أحفاد أولئك الذين فروا من منازلهم خلال حرب عام 1948 التي أدت إلى إنشاء إسرائيل يعيشون في مخيمات اللاجئين في البلدان المجاورة وكذلك في غزة، ويطالبون بحق العودة حتى الآن.

وتابعت أنه وفي أعقاب اجتماع طارئ للجامعة العربية في القاهرة يوم الأربعاء الماضي، وافقت الكتلة المكونة من 22 عضوًا على رفض أي محاولة لتهجير الفلسطينيين مرة أخرى إلى جيرانهم، وناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بشكل عاجل إدانة هذا الجهد الإسرائيلي المجنون لنقل السكان.

رفض شعبي مصري للنزوح الفلسطيني

وأكدت المجلة الأمريكية، أن الرئيس عبد الفتاح السيسي وصف النضال الفلسطيني بأنه قضية العرب جميعا، قائلا إنه "من المهم أن يبقى الشعب الفلسطيني صامدًا وحاضرًا على أرضه"، وتردد صدى هذه المشاعر في المؤسسات الدينية المصرية والجمهور، حيث رفض أعضاء مجلس النواب المصري بشكل جماعي، تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وطالب البعض بطرد سفير إسرائيل في القاهرة وسحب السفير المصري.

وتابعت أنه على الرغم من رفض مصر القاطع مقترحات تهجير الفلسطينيين، ولكن من بداية الأزمة حشدت المساعدات لدعم الشعب الفلسطيني وتم تجهيز مستشفى العريش العام لاستقبال الجرحى والمصابين بالإضافة إلى المدارس والأراضي الشاغرة لاستقبال الحالات الطارئة فقط وليس اللاجئين.