رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أوجدها الاحتلال.. كارثة مياه الشرب في غزة تهدد الفلسطينيين بموت جديد

أزمة المياه في غزة
أزمة المياه في غزة

تنتهج قوات الاحتلال الإسرائيلي  القصف المستمر والإبادة الجماعية ضد غزة وشعبها نساءًا وأطفالًا ورجالًا وشيوخًا ولم ترد تلك القوات أن تترك حتى فرصة لشربة ماء يحصل عليها ربما أحدهم قبل أن يموت أو آخر لتكون سببًا في استكماله الحياة التي مات فيها وهو حي بسبب تلك الإبادة، إذ إنه وعلى مدار عشر أيام متواصلة لم يضخ الاحتلال لترًا واحدًا من الماء إلى قطاع غزة مما ينذر بكارثة أخرى جديدة متوقع أن يعيشها أهل القطاع في الأيام القادمة تهدد بانعدام الحياة بأكملها فيه.

 

من جانبها أكدت وزارة الداخلية في غزة، أنه نتيجة عدم ضخ الاحتلال أي لتر من مياه الشرب إلى أي من محافظات القطاع عشر أيام متواصلة لجأ المواطنون لشرب مياه غير صالحة، وهو ما يهدد بحدوث كارثة تلوث ضخمة.

 

كما قال سكان غزة إنه خلال الأسبوع الماضي، كان طعم المياه "مالحًا"، حسب وكالة "إي بي سي" العراقية، وذكر الأطباء أن المياه المالحة لا تروي العطش، كما أن الإفراط في شربها قد يؤدي إلى الوفاة بسبب “الجفاف”.

 

وكان رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن غنيم، أعلن “أنّ جميع محطات تزويد مياه الشرب في القطاع أصبحت خارج الخدمة بعد التوقف الكلي لآخر محطة تحلية، نتيجة تواصل عدوان وجرائم الاحتلال الإسرائيلي”، لافتا إلى أنّ ”وادي غزة أصبح يشكل مكرهة ومنطقة غير آمنة صحيًا، نتيجة توقف جميع محطات معالجة مياه الصرف الصحي وتحويل المياه العادمة إلى مجرى الوادي".

 

في الوقت نفسه حذًر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني، من التداعيات الخطيرة لنفاد المياه الصالحة للشرب على حياة سكان غزة البالغ عددهم 2.2 مليون تقريبا، وذلك في ظل القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع والذي تسبب في أزمة إنسانية كبيرة.

 

سرقة الخزان الجوفي

حسب دراسة في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية فإن المصدر الأول للمياه في قطاع غزة يعتمد بشكل كامل على خزان المياه الجوفي، وقد  بلغت 201.8 مليون متر مكعب، وهي غير صالحة للاستخدام الآدمي "وفقًا لدراسة حذرت منها الأمم المتحدة منذ عام 2012" مقابل 246.6 مليون متر مكعب، صالحة للاستخدام الآدمي، وتشمل المياه المشتراة والمحلاة.

 

إذ أنه من قبل الأزمة الأخيرة التي يعيشها القطاع كانت قد أدّت الإجراءات الإسرائيلية والاعتداءات المتكرّرة عليه، إلى ضعف القدرات المائية للقطاع، كما أنّ عدم وجود مصادر مياه كافية، بسبب سرقة ذلك الاحتلال واستهلاكه للخزان الجوفي الخاص بغزّة "المصدر الرئيسي للمياه فيها"، دفع السكان إلى مزيد من الضغط والاستنزاف للخزان الجوفي الساحلي، وهو الذي نتج عنه ارتفاع حاد وخطير في ملوحة المياه.

 

ومن جانبهم أكد الخبراء، أن زيادة نسبة ملوحة المياه الجوفية في قطاع غزّة، نتيجة لذلك، فضلًا عن التلوث الذي سبّبه الواقع المتهالك للقطاع خلال السنوات الأخيرة، بدءًا من الحصار الإسرائيلي وحتى العدوان المتكرر على القطاع كان سببًا في تلوث الماء بالقطاع.


ويُعد تلوّث الخزان الجوفي بمياه البحر، أبرز أسباب تلوث المياه في قطاع غّزة؛ وبذلك أصبحّ 97% من المياه التي تضخ عبر الآبار في القطاع غير صالحة للشرب، لكنها صالحة للاستخدام الآدمي.

كلوريد ونترات

كما بلغت نسبت الكلوريد في المياه الجوفية في القطاع، أكثر من 1000 مليجرام، في الوقت الذي تُشير منظمة الصحة العالمية إلى أن هذه النسبة لا يجب أن تزيد على 250 مليجرامًا في اللتر الواحد، كذلك تفوق كميّة النترات في مياه القطاع والآبار فيها، عن الموصى به عالميًا لأغراض الشرب وهي (50 مليجرامًا/لتر)، في حين تصل كمية النترات في آبار القطاع إلى نحو 400 مليجرام/لتر.

 

قطع مياه شركة "ميكروت"

أما المصدر الثاني الأساسي الأخر الذي يعتمد عليه القطاع  في الحصول على مياه الشرب هو مياه شركة "مكروت" التي تصل إلى قطاع غزّة من خلال الاحتلال الإسرائيلي، وتُقدّمها شركة "مكروت" وفق اتفاقيّةٍ مع السلطة الفلسطينية، لتصل ما نسبته 5.5% من مياه القطاع من خلالها، وهو ما يُقدّر بنحو 14.3 مليون كوب، ومن خلال هذا المصدر يتحكّم الاحتلال بشكل كامل في كمية وآلية المياه التي تصل منه إلى القطاع، وهو الذي أغلقه عن الفلسطنيين جراء الأزمة الأخيرة لمدة عشر أيام متواصلة غير عابئًا بالمرضى والأطفال والمصابين والحق الأساسي لأي مواطن في الحصول على كوب ماء صالح للشرب.

 

قطع الكهرباء منع عمل محطات التحلية

 

بينما المصدر الثالث للمياه المتبقي في القطاع هي محطات تحلية مياه البحر، والتي يبلغ عددها ثلاث محطات، وهي: محطة القرارة والجنوب، ومحطة دير البلح، ومحطة الشمال؛ حيث بلغ إجمالي كميات المياه المحلاة من المحطات الثلاث في العام 2021 نحو 3.58 متر مكعب، وهي الأخرى التي تعمل بالكهرباء وقد قطع الاحتلال على مواطني غزة جميع الخدمات ومن بينها الكهرباء مما يزيد من الكارثة كوارث.

 

ووفق إحصاءات سلطة المياه وجودة البيئة في قطاع غزّة، فإن ما نسبته 84% من المياه في القطاع، هي مياه جوفية من الآبار، بينما تحوز المياه المحلاه على نسبة 3%، أما المياه المُشتراة من شركة المياه الإسرائيلية "ميكوروت"، فتبلغ نسبتها 12%.