رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"قلعة النسور".. كتاب يحكي وقائع معركة المنصورة الجوية فى ذكراها الـ 50

يوم القوات الجوية
يوم القوات الجوية المصرية

يوم القوات الجوية المصرية، والذي تحتفل مصر اليوم بذكراه الخمسين، نسبة إلى معركة المنصورة الجوية، والتي يتزامن اليوم أيضا بذكرى مرور 50 عاما على وقوعها.

وقعت معركة المنصورة الجوية، ضمن معارك حرب السادس من أكتوبر 1973، حين حاولت القوات الجوية الإسرائيلية تدمير القواعد الجوية الرئيسية بدلتا النيل في المنصورة وطنطا، فتصدت لها القوات الجوية المصرية.

 

وقائع معركة المنصورة الجوية      

في كتابه “قلعة النسور”، يذكر مؤلفه أحمد علي عطية أن وقائع معركة المنصورة الجوية، جرت في الرابع عشر من شهر أكتوبر عام 1973، والذي أصبح عيدا للقوات الجوية المصرية بدلا من يوم 2 نوفمبر تاريخ نشأة سلاح الجو المصري. وقد نجح الطيارون المصريون في هذا اليوم من أيام المعركة من إفساد مخططات العدو، والتي كانت مبنية علي إرسال 80 مقاتلة كمظلة لجذب المقاتلات المصرية للاشتباك معها في معركة شمال الدلتا، لكي تفسح المجال أمام 60 قاذفة أخري من طراز الفانتوم تدخل علي ارتفاع منخفض في مجموعتين من شمال شرق وشمال غرب بورسعيد لضرب مطارات الدلتا وتدمير ممر الهبوط لتصبح المقاتلات المصرية المشتبكة مع طائراتها ما بين السقوط من طائراتها أو التدمير عند الهبوط لتلف الممرات، ولكن القاذفات الإسرائيلية المتسللة وقعت في كمين من مظلة للمقاتلات المصرية فوق منطقة الدخول التي اشتبكت معها في معركة طاحنة وأفشلت مخططها، وكان كل هم المقاتلات الإسرائيلية الخروج بسلام من المعركة.

وقد صدر البيان رقم 39 بتاريخ 14 أكتوبر 1973 في الساعة 2115 كالتالي: دارت اليوم عدة معارك جوية بين قواتنا الجوية وطائرات العدو التي حاولت مهاجمة قواتنا ومطاراتنا كان أعنفها المعركة التي دارت ظهر اليوم فوق شمال الدلتا، وقد دمرت خلالها 15 طائرة للعدو وأصيب لنا ثلاث طائرات، كما تمكنت قوات دفاعنا الجوي من إسقاط 29 طائرة للعدو منها 3 هليكوبتر وبذلك يكون إجمالي خسائر العدو في معارك اليوم 44 طائرة منها 3 هليكوبتر.

 

القوات الجوية المصرية تسقط طائرة إسرائيلية كل ساعة

ويواصل “عطية” رصده لمعارك القوات الجوية المصرية، خلال حرب أكتوبر، بالحديث عن مواجهات يوم 16 أكتوبر، وفيها حاول العدو الإسرائيلي اعتراض مقاتلاتنا القاذفة التي تقدم الدعم لقواتنا البرية في سيناء فاشتبكت مقاتلاتنا بطائرات العدو وأسقطت لها 11 طائرة، وفقدت مصر طائرتين.

لآخر نقطة وقود

أما عن مواجهات يوم 22 أكتوبر، فيذكر عطية أنه: في اتصال تليفوني بين أشرف مروان سكرتير رئيس الجمهورية للمعلومات والفريق حسني مبارك قائد القوات الجوية نهاية هذا اليوم الذي ذكر: "إن الإسرائيليين فقدوا خلال هذا اليوم ــ 22 أكتوبر ــ  12 طائرة  منها 9 طائرات ميراج والباقي هليكوبتر في حين فقدت القوات الجوية المصرية 4 طائرات، منهما اثنتان فقدتا لنفاد الوقود، لأن الطيارين المصريين اندفعوا نحو مهامهم القتالية لآخر نقطة وقود كانت في خزانات وقود طائراتهم.

وعند وصول هنري كيسنجر وزير الخارجية الأمريكية إلى مطار اللد بفلسطين المحتلة ذلك اليوم ــ 22 أكتوبر ــ كانت لديه العديد من الانطباعات التي ذكرها في صفحة 56 بالجزء الثاني من مذكراته الشخصية منها هذه العبارات: “لقد أحسست لحظة وصولي أن صلابة إسرائيل قد امتحنت وأنها كانت علي وشك الإنكسار، فقد لاحظت أن الجنود والمدنيين الذين تجمعوا في المطار لملاقاتي كانوا أشبه برجال علي حافة الكارثة، حتي القادة أثرت علي ملامحهم، وتركيبهم البدني، ومعنوياتهم هذه التجربة العنيفة، ورغم تظاهرهم بالتماسك فقد كانت تنقصهم نبرة الثقة الإسرائيلية.. إن هالة الجيش الذي لا يقهر جري تدميرها في الأيام الأولى من الحرب، وأفلتت إسرائيل من هزيمة ساحقة بالكاد.”

وفي تقرير للمحرر العسكري لجريدة الصنداي تايمز ذكر فيه: “بعد يومين من بداية القتال كانت إسرائيل على حافة هزيمة مروعة لا تقل عن أي هزيمة ألحقتها بالعرب من قبل. فلم يكن لديها سوي 90 دبابة منهكة، وأطقم خائرة تقف بين الجيش المصري المنتصر وبين تل أبيب.. لقد كان معدل الخسائر الإسرائيلية عاليا جدا إذ كانت إسرائيل تخسر دبابة كل ربع ساعة، وطائرة كل ساعة.”