رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصير إسرائيل على المحك.. وتشكيل حكومة طوارئ لإدارة الحرب

انتهاكات إسرائيل
انتهاكات إسرائيل

أعلن جيش الاحتلال عن تشكيل حكومة الطوارئ لإدارة الحرب على فلسطين، وذلك بعدما انطلقت حركة حماس لتحرير القدس من تدنيس الاحتلال، ووقف الانتهاكات المتصاعدة في غزة خلال الآونة الأخيرة.

 

للمرة الأولى منذ عام 1967 أقر الكنيست الإسرائيلي تشكيل حكومة طوارئ من أجل قيادة الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، وقد تم تشكيل الحكومة بمشاركة حزب "معسكر الدولة" الذي يقوده بيني جانتس، وتضمنت تشكيل "مجلس حرب" يعد "جانتس" ركنًا رئيسيا فيه.

 

 وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الكنسيت أن إسرائيل ستقضي على حركة حماس وسحقها، واعتبر أن ما يحدث الآن هو قتال من أجل الوطن.

 

وحدة سياسية مزيفة

 

الحكومة، التي رفض يائير لابيد رئيس المعارضة في إسرائيل الانضمام إليها، مكلفة بإصدار القرارات المتعلقة بالحرب المندلعة بين إسرائيل وحركة حماس. 

 

وعلى الرغم من الإعلان عن أن الهدف الرئيسي من تشكيل حكومة الطوارئ هو الاتحاد من أجل الحفاظ على دولة إسرائيل، فإن الحقيقة أن هناك العديد من الأبعاد المحيطة بتشكيل تلك الحكومة فمن جانب يسعى "نتنياهو" إلى إظهار وحدة سياسية مزيفة، ومن جانب آخر يسعى إلى إشراك أطراف أخرى معه بالمسؤولية تجاه الحرب. وفي هذا الإطار، يجدر إلقاء الضوء على خلفيات وأبعاد تشكيل حكومة الطوارئ في إسرائيل ومهامها والأهداف خلف تشكيلها، فضلا عن مستقبل الحكومة المتوقع.

 

بعد اندلاع عملية "طوفان الأقصى" وما تبعها من اتهامات لإسرائيل بالفشل استخباراتيا وعسكريا وتعالي الأصوات المطالبة بتشكيل حكومة طوارئ داخل الائتلاف قررت الحكومة بقيادة "نتنياهو" تشكيل "حكومة طوارئ" أو حكومة "حرب". وكانت فكرة حكومة الطوارئ قد اقترحها "نتنياهو" على بيني جانتس وباثير لابيد خلال جلستين منفصلتين ضمن إطلاع رئيسي المعارضة على الأوضاع الأمنية والاستراتيجية، وقال إن الحكومة ستكون شبيهة بحكومة الطوارئ التي أقامها ليفي اشكول إبان حرب 1967, يتولى فيها ممثلو المعارضة كوزراء بلا وزارة ويكونان شريكين في المجلس الوزاري الأمني المصغر المسؤول عن اتخاذ قرارات الحرب.

مصير إسرائيل على المحك

 

وقد طالب "لابيد" خلال مفاوضات تشكيل الحكومة، بإخراج كتلة "الصهيونية الدينية" بقيادة بتسلئيل سموتريتش وايت مار بن غفير لاعتقاده بأن حكومة الطوارئ ينبغي أن تكون قائمة على أساس برنامج سياسي معتدل وهو ما يجعلها مقبولة في العالم وفي المنطقة، ويعزز من قدرتها على إدارة الحرب بحرية. 

أما "جانتس" فوافق دون شروط وقال إنه لا يريد أي مناصب وزارية، وأن ما يريده هو مرجعية موحدة في الحرب، حتى تتخذ القرارات بشكل مهني، ويتم هزيمة "العدو" مع تحمل مسؤولية مشتركة عن مجريات الأمور.

 

وعقب تشكيل الحكومة العسكرية قال نتنياهو: "لقد شكلنا اليوم حكومة وحدة وطنية، شعب إسرائيل متحد إن مصير إسرائيل على المحك... كل عضو في حركة حماس هالك وسندمرهم جميعًا، تمامًا كما دمر العالم داعش، بحسب بيان صادر عن مجلس الوزراء الإسرائيلي.

 

في السياق ذاته، رفض زعيم المعارضة ياثير لابيد الانضمام لحكومة الطوارئ اعتراضا على دخول كل من ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش المتطرفين وهو ما يجعل تلك الحكومة من وجهة نظره قد تزيد من الفوضى وتحول دون قيام باقي الأعضاء بتقديم المشورة متهما إياهما بأنهما السبب الرئيسي في الفشل ولا يمكن أن يكونا جزءًا من الإصلاح.