رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ثلاجات الآيس كريم تتحول إلى مأوى لحفظ جثث أطفال غزة (فيديو)

ثلاجات البوظة في
ثلاجات البوظة في فلسطين

ببراءة طفولتهم اعتادوا أن يسرعوا مهرولين خلف عربات البوظة "الآيس كريم" المثلج، وقد تشبثت أيديهم بها للحصول عليه والاستمتاع بمذاقه البارد الذي يخفف حرارة الشمس التي لسعت جبينهم الصغير، إنهم أطفال غزة الذين كانت رؤيتهم عربات البوظة "الآيس كريم" مصدرًا للسعادة والابتهاج كما هو الحال لأغلب أطفال العالم.

اليوم وبعد المجازر الوحشية التي يتعرض لها القطاع على يد المحتل الصهيوني، إبان ضربة حماس المباغتة للمستوطنات الإسرائيلية "طوفان الأقصى" في يوم السابع من أكتوبر2023 ومع احتفال الاحتلال بعيد الفصح، أصبحت ثلاجة الآيس كريم "البوظة" تلك العربة التي تحمل البهجة والسعادة لنفس أطفال غزة هي ذاتها التي تحمل جثثهم أنفسهم، بعد أن فشلت ثلاجات المستشفيات في استيعاب الكم الهائل من الجثث التي قصفها جيش الاحتلال الصهيوني غير عابئًا بطفل وبرائته وقتل فرحته وحلمه قبل أن يبدأ قاتلًا معه حياة أمه إلى الآبد حتى ولو كانت مازال قلبها ينبض.

https://www.youtube.com/watch?v=KPyQSbMvpEE

 

إذ انتقم العدو الصهيوني من الشعب الفلسطيني كله بعد محاولة مشروعة من بعض فصائل هذا الشعب المكلوم لنزع حقوقه التي طالما سرقت منه، وأولها أرضه ذلك العرض، ليدفع أطفال ونساء وشيوخ غزة الثمن وهم لاذنب لهم ولا ناقة ولا جمل.

قصف متواصل على مدار سبع أيام مارسته إسرائيل على قطاع غزة ذلك القطاع الصغير الذي أطلق فيه العدو الصهيوني 6000 قنبلة وزنها الإجمالي 4000 طن على شعبه، في حرب إبادة جماعية مارست فيها المحتل كافة أشكال اللإنسانية والانتهاكات وخالف فيها جميع القوانين المحلية والدولية بل وأولها القوانين البشرية الفطرية ووصف فيها الفلسطينيين “أصحاب الأرض العزل” بالحيوانات البشرية "على الرغم أن كافة القوانين الدولية تجرم ممارسة أفعال مماثلة لما تقوم به إسرائيل في حق الفلسطينيين حتى ولو كانت ضد حيوان" فما بالنا بمواطنين عزل وأطفالًا ونساء وشيوخ.

في سبع أيام فقط قتل جيش الاحتلال الصهيوني ما استطاعت أمريكا  قتله في أفغانستان لمدة عام كامل وهم 1951 شهيد كما أصاب أكثر من 6500 جريحًا منذ بداية الحرب إلى وقت كتابة هذه السطور حسب تصريحات وزارة الصحة الفلسطينية وأكثرهم هم من الأطفال والنساء، وحسب تصريح المتحدث باسم اليونيسيف فقد قتلت إسرائيل أكثر من 700 طفل فلسطيني حتى الآن.

كثرة أعداد القتلى وتوافدهم على المجمعات الطبية بغزة، جعل ثلاجات الموتى داخلها تعجز عن الاستيعاب، إذ قد أعلنت مستشفى الشفاء أن الثلاجات اكتظت بالجثامين وأكثرهم من الأطفال والنساء، وأصبح لا يوجد مكان لدفن الموتى مما تسبب في وضع جثث داخل ثلاجات البوظة، وافتراش جثث أخرى على الأرض في الشوارع بعد أن لم تحتمل تلك الثلاجات أعداد جثث الشهداء أيضًا.

لون الأكياس البيضاء التي غطت بها أجساد الموتى في الشوارع  اختلط بلون الدماء الأحمر الذي سيطر على شوارع غزة، وكثرة الأكياس الصغيرة البيضاء المغطى بها الجثامين في الشوارع كشفت حجم الجرم الكبير الذي ارتكبه هذا الاحتلال الصهيوني إذ أن تلك الأكياس هي التي استخدمت لتغطية جثث الأطفال الذين فقدوا حياتهم قبل أن تبدأ، و"ربما كان على لسانهم قولًا قبل الوفاة “بأي ذنب نقتل؟”.

أشلاء المواطنين هي الأخرى تناثرت هنا وهناك وسط صراخات الأهالي جراء القصف الإبادي الوحشي الذي مارسته إسرائيل ومازالت تمارسه ضدهم مستخدمة وسائل الحرب المشروعة وغير المشروعة في حرب هي في الأساس ليست فيها من المشروعية شيء.

ويأتي ذلك فيما يبحث المئات من الفلسطينيين بين ركام عمارات سكنية دمرتها إسرائيل في قطاع غزة وفي الشوارع، عن بقايا وجثث أطفالهم الذين كانوا يومًا يسارعون خلف عربات الآيس كريم “البوظة”.