رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تشارك بالمؤتمر الثاني للدولية للطاقة الذرية بفيينا

الطاقة الذرية
الطاقة الذرية

في إطار مشاركة هيئة الطاقة الذرية المصرية في المؤتمرات الدولية بالوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا، عاد إلى أرض الوطن الأستاذ الدكتور محمد كمال شعت أستاذ الهندسة النووية بقسم المفاعلات الذرية بمركز البحوث النووية، والدكتورة سهير سعد قراعة الأستاذ بقسم البحوث الصحية بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع ورئيس المؤسسة الإفريقية للمرأة في مجال الطاقة النووية بعد مشاركتهما في المؤتمر الدولي الثاني عن دور الطاقة النووية لمواجهة تغير المناخ للحصول على صفر أنبعاثات كربونية بحلول 2050 والذي نظمته الوكالة الدولية للطاقة الذرية بفيينا في الفترة من 9 -13 أكتوبر 2023.

ويهدف هذا المؤتمر إلى  حث الدول على استخدام الطاقة النووية النظيفة كبديل عن مصادر الطاقة الأخرى التي تزيد من انبعاثات الكربون وذلك للوصول الى صفر انبعاثات كربونية بحلول عام ٢٠٥٠ طبقًا لاتفاقية باريس ومؤتمرات المناخ والتي تم عقدها في شرم الشيخ العام الماضي والمقرر عقده في دبي خلال نهاية العام.

المشاركات المصرية بمؤتمرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا

وشارك الدكتور محمد كمال، شعت أستاذ الهندسة النووية بقسم المفاعلات الذرية بمركز البحوث النووية ببحث جديد عن استخدام المفاعلات النووية الصغيرة ذات درجات الحرارة العالية المبردة بالغاز فى التطبيقات الصناعية والتي يمكنها أن تستخدم البخار متوسط الحرارة فى إزالة ملوحة مياه البحر والتي يمكن استخدامها فى المناطق الساحلية التى ليس فيها مياه صالحه للشرب، كما يمكن أيضًا أن تستخدم البخار عالى الحرارة في إنتاج الهيدروجين والأكسجين عن طريق تحلل المياه أو غيرها من مركبات البترول هذا بالإضافة إلى إنتاج الكهرباء لتلبية الاحتياجات وخاصة في المناطق النائية والبعيدة عن الشبكة الكهربائية ما يساعد على التطور الاقتصادي والاجتماعي للمجتمعات في هذه المناطق.

كما شاركت الدكتورة سهير سعد قراعة الأستاذ بقسم البحوث الصحية بالمركز القومي لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع ورئيس المؤسسة الأفريقية للمرأة في مجال الطاقة النووية، ببحث عن استخدام التكنولوجيا النووية والتطبيقات في مجالات الإشعاع كحل أمثل لخفض الآثار الصحية والاجتماعية والاقتصادية على المرأة الأفريقية الناجمة من الاحتباس الحراري، حيث أستعرضت في بحثها أنه من المتوقع  خلال السنوات القادمة ان تتأثر اليابسة والجزر والسواحل الأفريقية من التغييرات المناخية والتي بدورها سوف تؤثر على الزراعة والسياحة والنقل والطاقة، وسوف تؤدي ظاهرة الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات الحرارة، ارتفاع منسوب مياة البحر الذي بدورة يؤدي الي حدوث السيول والتصحر والعواصف والأعاصير المدمرة وكذلك إختلال المنظومة البيولوجية مما سيحدث كثير من المضار لسكان قارة أفريقيا، وقد أوضحت تأثر المرأة من أثار التغييرات المناخية من الناحية الاجتماعيةـ الاقتصادية والصحيةً. فقد أدت التقلبات الجوية الي تشريد الكثير من النساء وهجرتهم الي مناطق أخري، كما أن  تصحرالتربة قد أدى إلى تقهقر الزراعة وانتشار الجفاف والذي أدى إلى موت الكثير من الحيوانات البرية والماشية والثروة الحيوانية عامة ما أدي إلى فقر التغذية، كما أن الكثير من البلدان الأفريقية تعاني من نقص في الخدمات الصحية وهو يؤثر أيضًا على صحة المرأة، وختامًا، فإن الحروب الأهلية في بعض البلدان الأفريقية والتي نشأت بسبب الفقر أو البحث عن الموارد أو الصراعات قد أثرت أيضًاعلى تشرد الكثير من الأسر الفقيرة في إفريقيا.

كما أكدت أنه لا بد من رفع المستوي الاقتصادي للبلاد الإفريقية حتى تتصدى للكوارث التي تواجهها من آثار ظاهرة  الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية، وقد أوضحت أن استخدام التكنولوجيا النووية لرفع المستوى الاقتصادي والتنمية الاجتماعية قد يكون من أسلم الحلول للكثير من الدول الإفريقية، كما أكدت بأنه يمكن استخدام الطاقة النووية لتوفير الطاقة لتشغيل المصانع، وكذلك تحلية المياه المالحة.

 وكذلك توفير المياه الصالحة للزراعة والصناعة والاستخدمات الآدمية، كما يمكن أن تساعد استخدام التقنيات النووية والاشعاعية في أغراض التنمية  مثل استخدام النظائر المشعة في اكتشاف مصادر المياه الجوفية وتحليل مكوناتها والتعرف على مصادرها، وكذلك تكنولوجيا تشعيع الأغذية التي تساعد على حفظ المنتجات وبالتالي إمكانية تصدير واستيراد الأغذية، كما يمكن ايضًا انتاج طفرات زراعية تتحمل العوامل البيئية الشديدة وتزيد الانتاج. وقد أختتمت بحثها بأن التوسع في الاستخدمات السلمية للطاقة الذرية في البلاد الآفريقية قد يكون الحل الآمثل لحل الكثير من المشاكل الاقتصادية في القارة الأفريقية.

وقال الدكتور عمرو الحاج، رئيس الهيئة، بأن مشاركة علماء الهيئة بهذا المؤتمر الدولي يؤكد على استدامة المدرسة العلمية بالهيئة وكذلك تميز علمائها وتقدم أبحاثهم للمستوى الدولي مما أدى إلى قبولها للعرض في هذا المحفل العالمي للعلماء في مجالات الطاقة النووية وتغير المناخ، كما أن العلماء المشاركين قد شاركوا أيضًا في حضور فاعليات المؤتمر من ورش عمل علمية للاستفادة من الاحتكاك الدولي وتبادل الخبرات هذا بالإضافة للتعرف على أحدث الاتجاهات العلمية الدولية في هذا المجال.

وصرح الدكتور شريف الجوهري، المتحدث الرسمي للهيئة، بأن المؤتمر قد افتتحه رفائيل جروسي، المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وقد اختتم جلساته السفير حمد الكعبي من دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس المؤتمر، والذي أكد في كلمته بأنه بعد أسبوع من المحادثات والأبحاث رفيعة المستوى والتي  شارك فيها ما يقرب من 550 مشاركًا من 81 دولة و26 منظمة دولية،فأن المشاركون بالمؤتمر قد أتفقوا على أن الطاقة النووية تلعب دورًا محوريًا في معالجة تغير المناخ وأنها  ضرورية لتحقيق صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2050 ولكن يجب التغلب على العديد من التحديات لتحقيق انتشارها على نطاق واسع.