رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المستشار أشرف العشماوي يفوز بجائزة كتارا للرواية عن "الجمعية السرية للمواطنين"

أشرف العشماوي
أشرف العشماوي

فاز الكاتب الروائي المستشار أشرف العشماوي، بجائزة كتارا للرواية العربية، كأفضل رواية عربية في الدورة التاسعة للجائزة، عن روايته الصادرة العام الماضي 2022 عن الدار المصرية اللبنانية تحت عنوان “الجمعية السرية للمواطنين”.

 

في الجمعية السرية ما يشبه الحياة إلا قليلا

 

يرصد الروائي أشرف العشماوي، في روايته، “الجمعية السرية للمواطنين”،  تحولات نصف قرن في الحياة المصرية، سواء علي المستوي السياسي في السبعينيات وتمدد التيارات الدينية المتأسلمة وسياسات الانفتاح الاقتصادية، وظهور الطبقات الثرية الطفيلية المجهول مصدر ثرواتها ـ غريب إسماعيل نموذجا ـ مرورا بالثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، حيث تخلت الدولة عن دورها في كافة القطاعات، وتركت للمصريين تدبير شئون حياتهم، لتستغل التيارات الدينية كالإخوان هذه الثغرة لتنشر أفكارها وتجند أتباعها مقابل الخدمات التي تقدمها والتي تخلت عنها الدولة. وهو ما يظهر جليا في شخصية "مدحت الصيدلي"، والذي يتراوح في مواقفه تبعا لمصالحه، فتارة يكون في صف أهالي عزبة الوالدة وتارة أخري يكون بجانب غريب أبو إسماعيل، في دلالة واضحة علي إعلان جماعة الإخوان المسلمين عدم مشاركتها في ثورة 25 يناير 2011، والذي يعلن عنه بوضوح المشهد الختامي في الرواية عندما ينسحب مدحت الصيدلي من بين أهالي العزبة خلال تصديهم لمحاولات هدم المكتبة والمغزل وقاعة الفنون.

 

 

 

 

أشرف العشماوي خلال تسلمه الجائزة

شخوص رواية "الجمعية السرية للمواطنين"، للروائي أشرف العشماوي، منسيين سقطوا من قطار الحياة، يحييون علي هامشها متروكين بلا وجود يذكر، مجرد أرقام يتجاهلها الجميع. نراهم حولنا طوال الوقت، في وسائل المواصلات، في الشارع، في إشارات المرور وعلي أرصفة الطرقات وزوايا الشوارع الخلفية المنسية المهملة. يقبعون في صمت لا يملكون إلا أحلاما بسيطة يختزلونها في أمنية واحدة أن ينجحوا في النجاة من أيامهم. قد نتعاطف مهم أو نشفق عليهم كـ "راوية" صوت التاريخ الحقيقي لا ذلك الذي كتبه المنتصرون.

 

في روايته “الجمعية السرية للمواطنين”،  يطرح أشرف العشماوي أسئلة مهمة حول قيمة الحقيقة وقوة تأثير الزيف على مواطنين مهمشين يحاولون الحياة، عبر سرد شيق لبدايات مليئة بالآمال ونهايات مرتبكة، أدت بغالبيتهم إلى عبور جسر الطموح إلى الجريمة بدافع إنساني مُضطرين. وبعد ما ظن كل منهم أنه عضو بجمعية سرية لا يدري الآخرون بأمرها، اكتشف أنه مجرد رقم في طابور طويل ينتظر دوره ليقبض نصيبه، لكنه يدفع للآخرين في الوقت ذاته بانتظام من سنين حياته وأيام عمره دون أن يدري.