رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جبهة جديدة أم إلهاء.. هل سيدخل حزب الله على خط الحرب مع إسرائيل؟

الحدود اللبنانية
الحدود اللبنانية الإسرائيلية

دخلت إسرائيل يومها الخامس من الحرب بعد أن نفذت حماس هجومًا مفاجئًا برًا وبحرًا وجوًا يوم السبت الماضي من قطاع غزة، فيما أفادت التقارير ارتفاع عدد القتلى في الجانب الإسرائيلي إلى أكثر من 1200 وأكثر من 3000 مصاب، فيما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة عن مقتل 1055 وإصابة 5184، ووزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن مقتل 1100 و5339 جريحًا.

ومساء يوم الأربعاء انطلقت صافرت الإنذار في منطقة الشمال، وبدأ الحديث حول ما إذا كان حزب الله قرر الدخول بشكل جدي إلى المعركة، بعد أنباء عن اجتياز مسيرات الحدود تجاه إسرائيل.

أنباء كاذبة

أفاد الإعلام الإسرائيلي أنه أطلقت صافرات التحذير بسبب تسلل طائرات مُسيرة من لبنان إلى شمال إسرائيل، وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن هناك عن مخاوف من تسلل طائرات مسيرة معادية من لبنان إلى إسرائيل.

وذكر مصدر مطلع على ما يجري في الشمال بحسب هيئة البث الرسمية الإسرائيلية "كان"، أن عددًا غير معروف من الطائرات اخترق الأراضي الإسرائيلية، ولم تتضح بعد ماهية هذه الطائرات المسيرة، فيما طلب من سكان المنطقة البقاء في الملاجئ.

كما وردت أنباء عن تسلل خلية من لبنان إلى منطقة "بيت هليل" بشمال إسرائيل، ثم لاحقًا تبين أن الإنذار كاذب بسبب خطأ بشري، وأن ليست هناك مخاوف حول المسيرات أو حتى من أي اجتيار للحدود من الجانب اللبناني.

ولكن في الوقت نفسه، انطلقت صافرات الإنذار في منطقة حيفا وأعلنت حماس عن مسئوليتها عن إطلاق صاروخ تجاه حيفا، وأُفيد أن كتائب القسام هي التي  قصفت مساء الأربعاء، مدينة حيفا بصاروخ من طراز R160 وليس حزب الله.

وفي وقت سابق اليوم، أطلق حزب الله صاروخًا مضادًا للدبابات من الأراضي اللبنانية على موقع للجيش الإسرائيلي بالقرب من عرب العرامشة في الجليل الغربي، وردًا على ذلك، هاجم الجيش الإسرائيلي أيضًا الأراضي اللبنانية بصاروخ مضاد للدبابات. وجاء في بيان حزب الله أن إطلاق النار كان ردًا على الضربات الإسرائيلية الإثنين الماضي التي أدت إلى مقتل ثلاثة عناصر من حزب الله.

هل سيدخل حزب الله على الخط؟

 أفادت وزارة الدفاع الأمريكية أنها طلبت من مواطنيها في لبنان المغادرة فورًا، كما قامت السفارة الأمريكية في لبنان بإجلاء الدبلوماسيين، وهو ما اعتبره البعض أنها إشارة واضحة بالاستعداد من قبل الولايات المتحدة وإسرائيل باتساع رقعة الحرب لتشمل لبنان.

فيما دعا رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، الذي تعتبر علاقاته مع حزب الله جيدة، أمس الأول، إلى إبعاد لبنان عن الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين وحماية بلاده. إن أولوية الحكومة اللبنانية هي الحفاظ على الأمن والاستقرار في جنوب لبنان والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701 (القرار الذي أنهى حرب لبنان الثانية)، وقال وزير الخارجية اللبناني عبدالله بوحبيب في اليوم نفسه: "لا نريد أن يدخل لبنان في حرب طويلة الأمد".

لكن حتى هذه اللحظة كما يبدو أن حزب الله لا يزال يتصرف بحذر حتى  بعد مقتل 3 عناصر من الحزب الإثنين الماضي، واكتفي فقط بضرب بعض المواقع الإسرائيلية، وقامت إسرائيل بضرب بعض المواقع في الجنوب اللبناني ردًا على هجماته.

فكما يبدو أن حزب الله لا يزال حذرًا من الدخول إلى ساحة الحرب الكبيرة، قد توجد فرصة لحدوث هذا لكنها فرصة ليست كبيرة، بينما ما يريد الحزب أن يقوم به الآن هو إظهار دعمه لحركة حماس، لكن دون التورط في الحرب، وفي الوقت نفسه يقوم ببعض المناوشات على الحدود الشمالية حتى تقوم إسرائيل بالدفع بقواتها إلى الجبهة الشمالية مما يقلل من الضغط وقوة الهجمات الإسرائيلية على غزة، أي فيما يسمى بعملية "إلهاء" وليس فتح جبهة جديدة.