رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أستاذ علوم سياسية عن دعوات نزوح الفلسطينيين لمصر: الدولة موقفها واضح

قصف غزة
قصف غزة

تسعى إسرائيل دومًا إلى الزج بمصر إلى بؤرة الصراع الدائر بين دولة الاحتلال إسرائيل والفلسطينيين، وتحاول بشتى الطرق زعزعة استقرار مصر بأي وسيلة، لكن مصر دائمًا تجهض هذا المخطط المشبوه، وتضيع الفرص على إسرائيل وحلفائها.

كان أحدث حلقات هذا المخطط هو استغلال هجوم حركة "حماس" على الاحتلال وقيام إسرائيل بهجوم وحشي ضد المدنيين للترويج لفكرة ضرورة نزوح الفلسطينيين إلى سيناء، بحسب قول الكولونيل ريتشارد هيشت، كبير المتحدثين العسكريين للجيش الإسرائيلي: "أعلم أن معبر رفح على الحدود بين غزة ومصر لا يزال مفتوحا.. وأنصح أى شخص يمكنه الخروج بالقيام بذلك"

طارق فهمي: مخططات مسبقة

المسئول عن الدعوات إلى نزوح الفلسطينيين إلى مصر هم 16 من أعضاء الكنيست الإسرائيلي، وهو مخطط مسبق لإدخال مصر طرفا في الصراع، وكذا التخلص من الفلسطينيين والاستيلاء على غزة، وبالتالي إنهاء القضية الفلسطينية، حسب ما قاله الخبير والمحلل السياسي دكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، في حديثه لـ"الدستور".

وتابع: إسرائيل استخدمت في هجومها الأخير على غزة كبرى صحفها للترويج لتلك الدعوات، قائلة: "من لم يستطع التحمل فليهرب إلى مصر"، وهو ما يؤكد نيتها الضغط على مصر، بالإضافة إلى تضييقها الحصار على غزة مما يزيد من الضغط على مصر وتنشيط دعوات من قبل البعض بفتح معبر رفح.

وأضاف: إن إسرائيل كانت قد سبق وأن عرضت على مصر" تبادل الأراضي" منذ وقت الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، الذى رفضه، موضحًا أنه أمر يحسب له، ولفت إلى أن الخطة التي عرضوها تمثلت في سماح مصر بنزوح بعض الفلسطينيين إليها مقابل الحصول على جزء من الأراضي التي تحتلها إسرائيل.

ولفت أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية إلى أن الدولة المصرية على علم تام بأهداف دعوات إسرائيل التي من شأنها اختراق الدولة المصرية، وفي الوقت نفسه ضياع القضية الفلسطينية إلى الأبد، لذا كان موقفها واضحا وصريحا بالرفض التام لهذه الدعوات.

وأشار إلى أن رفض مصر استقبال الفلسطينيين لا يعني على الإطلاق عدم دعمها القضية بل هو أمر يحقق المصلحة العليا للقضية الفلسطينية، كما يحقق في المقام الأول الأمن والأمان للشعب المصري وتحقيق الدولة سيادتها على أراضيها، لافتًا إلى أنه حق مشروع لكل دولة.

كانت قد أعلنت مصادر أمنية مصرية رفيعة المستوى لوسائل الإعلام عن أن هناك مخططا واضحًا لخدمة أهداف الاحتلال الإسرائيلي، والقائمة على تصفية الأراضي الفلسطينية من سكانها، وأكدت المصادر أن القضية الفلسطينية حاليًا تشهد منعطفًا يعد هو الأخطر في تاريخها، إذ بات واضحًا أن هناك مخططًا لتصفية الأراضي الفلسطينية المحتلة من أصحاب الأرض وسكانها، وإجبارهم على تركها، وذلك بتخييرهم بين الموت تحت القصف الإسرائيلي أو النزوح خارج أراضيهم.

وحذرت من دفع الفلسطينيين تجاه الحدود المصرية، وتغذية بعض الأطراف لدعوات بالنزوح الجماعي، مشددة على خطورة تلك الدعوات، وأوضحت أنها كفيلة بتفريغ القطاع من سكانه، و"تصفية القضية الفلسطينية ذاتها"، فضلًا عن كون السيادة المصرية "ليست مستباحة".

وحمّلت المصادر المصرية، السلطات الإسرائيلية مسئولية إيجاد ممرات إنسانية لنجدة مواطني غزة، مؤكدة ضرورة الاستجابة لصوت العقل وإيقاف العمليات العسكرية بشكل فوري، كما حذرت من دفع الفلسطينيين العُزّل تجاه الحدود المصرية.