رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبدًا لن تسقط مصر.. رغم محاولات تقزيمها

الأدب فضّلوه عن العلم.. مقولة مصرية قديمة كانت وزارة التربية والتعليم تحرص على كتابتها فوق أغلفة كراسات الطلبة، وتشدد على المعلمين لتلقينها لطلاب المدارس.
تذكرت تلك المقولة وأنا أشاهد أحد المرشحين لرئاسة مصر يصرخ بمنتهى الصفاقة ضد رئيس الدولة قائلا: أنا أكفأ منه وأجدر منه وأعلم منه في شئون السياسة والاقتصاد وخبراتي في كل ما سبق أعلى منه!!
ببساطه هذا الرجل يفتقر إلى الإثنين.. الأدب والعلم.. فليس من الأدب أن تتحدث بهذا الأسلوب غير المتحضر إلى رئيس الجمهورية.. وليس من العلم أن تدّعي الخبرة السياسية وكل خبرتك فيها أنك كنت عضوا في مجلس النواب وتم طردك من قاعة المجلس لتطاولك ثم سقوطك في الانتخابات بجدارة بعدها.
هل يتصور هذا الشخص، الذي قفز إلينا من المجهول في غفلة من الزمن ولا نعلم عن تاريخه شيئا واحدا مفيدا، أن المصريين سيسمحون له بالجلوس في موقع ربان سفينة الوطن وأن يقودها إلى المجهول؟
هل الشعب المصري بهذه السذاجة ليغامر بمستقبل أبنائه وأحفاده مع شخص بمثل هذه الأخلاقيات والسلوك غير المتحضر وغير السوي؟
والحق يقال أنا لم أسمع باسمه وأتابع تاريخه إلا من خلال القنوات الإخوانية التي تسانده بشدة.. وهي لا تدرك أنها بهذا التأييد قد وضعت آخر مسمار في نعش مستقبله السياسي.

آلمني أيضا أن أرى بعض المغيبين من المشاهير يؤيدونه ويسارعون بعمل التوكيلات له ويجاهرون بذلك بسذاجة تخلو من الوطنية.. لكن ما يثلج صدري أن الغالبية العظمى من الشعب وعت الدرس جيدا، ورغم الأزمات الاقتصادية التي تعاني منها ما زالت ملتفة حول قائدها وجيشها، ولن تسمح بمخاطرة أخرى قد تطيح بمقدرات الوطن.

تأييد آخر وحرب خفية تنشب لإسقاط مصر وقادتها في توقيت عبقري.. فبينما تناطح الدولة من أجل عبور أزمتها الاقتصادية، نفاجأ بتخفيض التصنيف الائتماني من درجة B3 إلى درجة CAA1، حسب تقرير "موديز" بتوصية من البنك الدولي.. كما تم تخفيض المعونات الأمريكية السنوية بمبلغ ٨٥ مليون دولار.. ثم تقرير ظالم من البرلمان الأوروبي لإدانة مصر في برنامج حقوق الإنسان.
فترة عصيبة.. يصطاد فيها أعداء الوطن في الماء العكر بمحاولة تخريب بعض المنشآت الحيوية لإثارة الفوضى.. لكن كلي ثقة أنها ستمر بسلام.. مصر يحفظها الرحمن، وسيتولى أمورها فقط من يصلح.