رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرائد سمير نوح: حققنا نصرًا ساحقًا فى معركة «شدوان».. وإبراهيم الرفاعى وقف واضعًا يديه فى وسطه وقال «العملية ناجحة بنسبة 100%»

الرائد سمير نوح
الرائد سمير نوح

كشف الرائد سمير محمد أحمد نوح، أحد أبطال حرب أكتوبر، عن الكثير من كواليس العمليات الحربية التى نفذتها «المجموعة ٣٩ قتال»، والبطولات التى قدمها قائدها الشهيد إبراهيم الرفاعى. وقال «نوح»، خلال الجزء الثانى من شهادته على نصر أكتوبر، مع الكاتب الصحفى الدكتور محمد الباز، عبر برنامج «الشاهد» على قناة «إكسترا نيوز»، إن الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى استشهد وهو صائم وقت أذان الجمعة الأخيرة فى شهر رمضان. وأوضح البطل المصرى أن المدفعية الإسرائيلية أطلقت ٣ دانات على الشهيد «الرفاعى»، فأصابت شظية منها قلبه، لينال الشهادة قبل وصوله إلى المستشفى، مشيرًا إلى أن الشهيد الراحل كان يأمر جنوده بالإفطار ليقووا على الحرب، بينما كان يتمسك هو بالصوم.

■ ما الفرق بين «السرية ٣٩ قتال» و«المجموعة ٣٩ قتال»؟

- «السرية ٣٩» كانت مسئولة عن صرف الأسلحة والذخيرة لـ«المجموعة ٣٩»، من الوحدات الفرعية، ولكن بعد التصديق على آلية التعامل الإدارى للمجموعة، صار يتم صرف مستلزماتها مباشرة، وهكذا أصبحنا مجموعة لها تعامل إدارى خاص فى القوات المسلحة على عكس السرية.

■ ما أول عملية نفذت تحت مسمى «٣٩ قتال»؟

- هى عملية «عيون موسى» التى كانت فى شهر أغسطس ٦٩، ورحمة الله على من استشهد فيها.

وقبل الاحتلال كان الحجاج يأتون على المراكب من السعودية إلى نقاط معينة منها عيون موسى، وبعد احتلال سيناء، بدأت إسرائيل فى استغلال رصيف عيون موسى لاستقبال الأسلحة والذخيرة عبر خليج السويس، حتى إنهم كانوا يرسلون فتيات للترفيه عن الجنود والضباط الإسرائيليين هناك.

وعندما علمنا بهذا الأمر جهز الشهيد إبراهيم الرفاعى عملية لنسف وحرمان العدو الإسرائيلى من التعامل على رصيف عيون موسى، وكان الشهيد عصام الدالى من الشهداء الذين ارتقوا فى هذه العملية، وكان قد ذهب فى بعثة للاتحاد السوفيتى للتدرب على سلاح المدفعية، وعاد مباشرة لأداء هذه العملية الاستشهادية، وتم استدعاؤه لعملية نسف رصيف عيون موسى، وكان رجلًا شديد الوطنية.

حينها تم تقسيمنا على ٦ لنشات فى هذه العملية، وكان الشهيد عصام الدالى فى لنش خاص مع القبطان وسام عباس حافظ من الصاعقة البحرية، وعامر يحيى عامر من بركة السبع بالمنوفية، والبطل «الجلاد» ابن السويس، وأنا كنت فى لنش آخر.

وتم تلغيم السقالة والرصيف بالديناميت والمفرقعات، وبعدها ابتعدنا عن الرصيف حتى لا ينفجر ونحن بجواره، وانفجر الرصيف، لكن لم تشتعل فيه النيران، وحزن إبراهيم الرفاعى لعدم اشتعال الرصيف، فقال لا بد أن أجعلها نيرانًا تحرق الإسرائيليين، فخطط أن يرجع بلنش بنفسه وتم تبليغنا على اللاسلكى أن الدبابات الإسرائيلية تحركت من مواقعها على صوت الانفجار، وطلبت القيادة رجوعنا، ولكن الشهيد إبراهيم الرفاعى أغلق جهاز اللاسلكى، ورفض الاستجابة للقيادة، وبدأت المدفعية والدبابات الإسرائيلية تضرب على اللنشات، واستشهد عامر يحيى عامر، وعصام الدالى.

وعامر يحيى عامر كان عريسًا جديدًا قطع إجازة العرس لهذه العملية، وتم تقسيمنا لمجموعتين لمواساة أهل الشهداء، وتم إعلان وقف إطلاق النار لكننا لم نتوقف عن العبور ليلًا.

■ ما تفاصيل مبادرة «روجرز» لوقف إطلاق النار؟ 

- وقف إطلاق النار كان يسرى على القوات المسلحة، لكننا كنا نعبر ليلًا ونهارًا، ونزرع ألغامًا فى جميع الطرق التى يتحرك عليها العدو.

فى ٦ أكتوبر كنت أنا والبطل القبطان وسام عباس حافظ، الذى كان والده بطلًا أيضًا، كان لواء دكتور عباس حافظ وتم حصاره فى الفالوجة مع الرئيس جمال عبدالناصر، وكان يأتى إلينا فى المجموعة ويشد من أزر الأبطال عند استشهاد أى بطل منها ويرفع من معنويات الجنود.

■ ماذا عن يوم العبور؟

- كنت أعمل أنا والقبطان وسام عباس حافظ فى المصانع الحربية، حيث نجهز بالونات قوية جدًا ومكسية يتم نفخها ليجلس عليها الأبطال أثناء العبور، وجاءنا الخبر من الراديو «عبرت قواتنا المسلحة» فقال لى البطل وسام إننا يجب أن نعود للمجموعة، وعدنا إلى المجموعة ووجدنا البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى يجهز نفسه مع مجموعة من الأبطال الذى اختارهم حتى يخرجوا معه لضرب منطقة حقول بترول بلاعيم.

الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى اختار معه البطل أبوالحسن، والعقيد طبيب محمد على طه ناصر قائد ثانى المجموعة، كما أخذ معه المرحوم البطل مصطفى إبراهيم وركبوا طائرة، وكانت هناك طائرة أخرى بها المرحوم البطل محمد فؤاد مراد، وهو من الشخصيات العظيمة جدًا، واختار معه الشهيد البطل أحمد مطاوع ابن مدينة الإسكندرية.

■ هل كنتم تشعرون بقرب الحرب قبل يوم ٦ أكتوبر؟ 

- لم نكن نشعر قبل يوم ٦ أكتوبر بأن الحرب قد اقتربت، لأننا كنا دائمًا نعبر ونرص ألغامًا، وتخرج مأموريات لتصوير المواقع، وفى وقت الفراغ كنا نتدرب على كل شىء، كما كنا نلعب رياضة وننفذ دورات كرة قدم، ونلعب كرة طائرة وسباق جرى، حتى لا تقل لياقتنا البدنية.

■ ما تفاصيل عملية ١٠ و١١ أكتوبر ١٩٧٣؟

- عمليات يومى ١٠ و١١ أكتوبر هاجمنا فيها على منطقة رأس محمد فى شرم الشيخ، وتحركنا بالمجموعة يوم ٩ أكتوبر ووصلنا يوم ١٠ أكتوبر ودخلنا إلى جزيرة شدوان، ثم ركبنا لنشاتنا فى تمام الساعة التاسعة ليلًا، وبدأنا نتحرك بـ٦ لنشات لضرب منطقة شرم الشيخ ورأس محمد بالصواريخ، واللنش الذى كنت فيه كان به ١٦ صاروخًا محملة على القواذف، بمجرد ضبط المنبه الزمنى وتركها تضرب على قوات العدو من الخلف، فتكتشف قوات العدو أن مواقعها ضربت، فتبدأ بالانسحاب من منطقة رأس محمد.

ونحن فى الطريق، كانت المسافة من جزيرة شدوان إلى رأس محمد ١٠٥ كيلومترات من المياه فى الخليج حتى نصل إلى شرم الشيخ.

وفى أثناء تقدمنا، تفاجأنا بطائرة إسرائيلية، وكان الموج عاليًا جدًا، وانقلب منا لنش من اللنشات وانقلبت معه الصواريخ، والطائرة الإسرائيلية كان اسمها «سوبر ميستير ٤ آلاف»، وجاهزة لجميع الأجواء، وتعمل ليلًا ونهارًا، وأضاءت المنطقة التى ننتشر فيها بلنشاتنا كأننا فى الظهر، ثم غادرت، وكنا فى هذا التوقيت نجرى تعديلًا على اللنش الذى انقلب، لكن الشهيد إبراهيم الرفاعى قال لى ارجع حتى نعيد ملء الوقود من جديد.

وتركنا الشهيد إبراهيم الرفاعى ليجلب لنا التعيينات والوقود، ونمنا على الأرصفة الموجودة حول المياه حتى اليوم التالى وهو يوم ١١ أكتوبر، وركبنا اللنشات وخرجنا فى الساعة التاسعة ليلًا، لكن العدو كان فى انتظارنا وصورتنا الطائرة، وتقدمنا وشاهدت أنوارًا وتوقعت أنها من مدينة شرم الشيخ فقلت للقبطان وسام عباس حافظ: «يا فندم فيه أنوار قدامنا، قالى ده المدينة بعيدة»، لكن اتضح أنها اللنشات الإسرائيلية التى تقف بانتظارنا، وقبل وصولنا واكتشاف راداراتهم لنا هربوا لأنهم كانوا جبناء جدًا، فلو أنهم تركونا ندخل ونضع صواريخنا لم نكن سنستطيع أن نخرج خاصة إذا أغلقوا المنطقة علينا وكانوا سيقضون علينا تمامًا، لكنهم كانوا جبناء، فطلب منا الشهيد إبراهيم الرفاعى الانسحاب وراءه وأخذ اتجاه اليسار، لكن أنا والقبطان وسام والهنيدى مهدى أبوشريف ومجند اسمه محمود تعطل لنشنا بسبب نفاد البنزين.

وكان لدينا تعليمات بأنه قبل دخولنا على الهدف يتم تغيير البنزين حتى نكون جاهزين لكننا نسينا، ووقفنا وتعطلنا، لكننى تركت كل شىء واستمررت فى مشاهدة المعركة ما بين لنشاتنا وما بين لنشات العدو الإسرائيلى.

لنشاتنا كانت مثل العصافير أمام لنشاتهم الضخمة، لكن لنشاتنا كانت تضربهم بالآر بى جى وتنفجر لنشاتهم، وأثناء تشغيلى موتور اللنش، جاء لنش إسرائيلى ليساعد اللنشات التى دمرناها، وهذا اللنش كان من المفترض أنه «هيعدى من علينا»، فالبطل هنيدى قال «يا فندم فيه لنش طالع عشان ياخدونا أسرى»، لكننا لم نكن ظاهرين من الأساس، لأنه طالما أن الموتور عطلان فلن يستطيع أن يكشفنا الرادار، لكن كان بحوزتنا مدفع اسمه ٨٤ ملم، فاقترح هنيدى على القبطان وسام ضرب اللنش الإسرائيلى القادم علينا، وقال لى عمّر يا سمير، فأحضرت دانة وعبأتها فى قلب المدفع، وكان «هنيدى» مستعدًا للضرب ووضع يده على موضع الضرب، لكن اللنش لم يرنا بعد، وقال هنيدى «أضرب يا فندم؟ والقبطان وسام يقول له «لا استنى»، ويواصل «أضرب يا فندم؟» فيرد «لا استنى».

وأنا فى هذه اللحظة كنت أحاول تحريك الموتور فتحرك اللنش فجأة، فطلب القبطان وسام من «هنيدى» تأمين المكان، «أمّن يا هنيدى» وبمجرد ما دار الموتور بدأت الرادارات برصدنا، فتحرك القبطان وسام سريعًا ومن خلفنا اللنش الإسرائيلى وكانوا يضربون علينا دانات اسمها «ش ف» وعندما كان يسمع القبطان وسام الدانات تنطلق من اللنش الإسرائيلى كان يشد البنزين ويأخذ اتجاه يمين أو يسار، ويضغط بنزين مسرعًا، حتى هربنا من اللنش الإسرائيلى.

لكن لنشنا غرق منا، وتفاجأنا بطائرة إسرائيلية قادمة إلينا وهى «السوبر ميستير ٤ آلاف» تدور فوقنا، ووجدت القبطان وسام يقول إنها لن تضرب هذه المرة، والمرة التالية يقول إنها ستضرب، وبمجرد سماعنا صوت الذخيرة التى يتم رميها علينا كالأرز، زاد القبطان وسام عباس حافظ ضغط البنزين ودخل شمالًا وكرر هذه الحركة حوالى ١٠ مرات لتفادى الذخيرة التى تتساقط علينا، حتى سمع جهاز التنصت اللاسلكى الخاص بنا الإسرائيليين وهم يتصلون بالطيار ويقولون له «ارجع لأن بنزينك نفد»، وعادت الطائرة، و«إحنا بدأنا نشم نفسنا»، لنجد أنفسنا داخلين على السعودية، فطلب منى القبطان وسام أن أمسك دريكسيون اللنش وأمشى على البوصلة على الرقم كذا، فمشيت على البوصلة وجدت نفسى فوق جزيرة شدوان، وبعد المعركة التى حدثت والمعركة التى خاضها الشهيد إبراهيم الرفاعى، وقف الأخير وقفته الشهيرة واضعًا يديه فى وسطه ويقول لنا إن العملية ناجحة بنسبة ١٠٠٪.

■.. حدثنا عن عملية تفجير خزانات وقود العدو فى رأس شيطان؟

- عبرت رفقة فرقتى وقائدى الشهيد إبراهيم الرفاعى، من رأس غارب إلى منطقة رأس شيطان، والخليج كان فيه مد وجزر، وعندما حدث جزر وجدنا اللنشات على الرمل، وضربنا خزانات الوقود وكانت فارغة وعندما وصلت الطلقات للخزانات الممتلئة انفجرت، وبسبب الانفجار أصبح الضوء مثل ضوء الشمس.

والشهيد إبراهيم الرفاعى، طلب منا العودة، وكانت القوات الإسرائيلية قد تقدمت وبدأت تضرب ضربًا عشوائيًا، وكان اللنش على الرمل، والشهيد إبراهيم قال لى ادفعه لينزل المياه ولكننى لم أستطع الركوب، بعدها ضغط أحد زملائى على الموتور وانطلق اللنش سريعًا.

الشهيد إبراهيم الرفاعى، قال «ناس تنسحب وناس تتعامل»، ولكنهم تذكروننى بعد ٣ دقائق وكنت أرتدى بدلة الغوص وفكرت فى السباحة، ولكنها مسافة طويلة ثم فوجئت باللنش عاد وسحبونى من المياه.

ووقتها تلقى الشهيد إبراهيم الرفاعى، اتصالًا أثناء عودتنا من عمليات تفجير خزانات وقود العدو فى رأس شيطان، وعلم أن كوماندوز إسرائيليين عبروا الخليج وضربوا مراكب صيد محملة بالأسلحة كانت فى طريقها للجيش الثالث.

الشهيد إبراهيم الرفاعى، قال لهم إنه لا يوجد معنا ولا طلقة ولا دانة، فطلبوا منا تغيير اتجاهنا ونزلنا قبل رأس غارب بمسافة، شعرنا بالحزن الشديد لعدم وجود ذخيرة معنا حتى نتعامل مع العدو لأننا كنا بالقرب من رأس شيطان.

■ استشهاد إبراهيم الرفاعى كان على بُعد ٣٠ مترًا منك يوم ١٩ أكتوبر.. ماذا جرى؟

- بعد عودتنا من عمليات الغردقة، تلقينا أوامر بأن نذهب للثغرة، وكان ذلك يوم ١٧ أكتوبر ١٩٧٣، ووصلنا لمنطقة ثغرة الدفرسوار، وحفرنا خنادق لمحاصرة الدبابات، ولكن الدبابات غيرت أماكنها.

كنا فى منطقة مليئة بالفول السودانى، وأشجار البرتقال، وكنا نختبئ تحت الأشجار ونراقب العدو وعند ظهور أى هدف أمامنا نضربه إما بـ«آر بى جى»، أو بالرشاشات.

يوم استشهاد إبراهيم الرفاعى، كان هو وابن خالته والمرحوم مصطفى إبراهيم، يقفون على موقع للصواريخ المصرية وبدأوا يتعاملون مع الدبابات من هذا المكان وتم رصدهم من أجهزة اللاسلكى، وتم رصد المكان وأطلقت عليهم ٣ دانات، واحدة بعيدًا عنه، وأخرى أمامه، وأخرى تحت قدميه، والدانة كانت تنزل فى الرمل وتخرج شظايا، وفى الدانة الأخيرة خرجت شظية دخلت فى قلب إبراهيم الرفاعى، واستشهد. 

واتصلنا بأجهزة اللاسلكى لإرسال سيارة إسعاف، ولكنها لم تصل لمستشفى الجلاء إلا وكان «الرفاعى» قد استشهد وهو صائم وقت أذان الجمعة الأخيرة فى رمضان، وكان يأمرنا بالإفطار لنتقوى على الحرب وهو كان يصوم، وهو الشهيد الوحيد الذى أمر الرئيس أنور السادات بنقل جثمانه ودفنه بمقابر الأسرة بالقاهرة.

■ ما تأثير استشهاده عليكم؟

- كان حافزًا كبيرًا لنا بأن نأخذ بثأره وثأر الشهداء الأبرار واستمررنا بالقتال.

■ حدثنا عن الناحية الإنسانية فى شخصيته؟ 

- «سلفنى فلوس مرة» كنت فى القناطر الخيرية، والمجموعة ٣٩ فى الحلمية، وقلت «أشوف سكن فى الحلمية حتى أوفر المواصلات»، وبالفعل وجدت سكنًا، وكان ينقصنى وسيلة النقل، وأنا أحدث القبطان وسام قال لى قابل العقيد إبراهيم وقل له «يا فندم عايز سعادتك»، قال لى تعالى ووضع يده على كتفى وكأنه يتعامل مع ابنه الصغير وقلت له «أنا عايز سيارة تنقلى العفش من القناطر قالى مالناش دعوة بسيارات الجيش»، وأخرج ٣٠ جنيهًا من جيبه وقال لى «انقل بهم العفش ووقتها قلت لا يا فندم قالى أنا أخوك الكبير».

وكنت أقبض فى الشهر ٢١ جنيهًا، وانتظرت الراتب وأكملتهم ٣٠ جنيهًا، وذهبت لمقر فرع العمليات الخاصة الذى يقوده الشهيد الرفاعى، ودخلت عليه وأديت التحية العسكرية وأخرجت الأموال من جيبى وشكرته وقلت له «الأمانة أهه»، فرد على «حد يرفض هدية أخوه الكبير؟»، فقلت له «أنا من طلبتها» فرد «دى هدية أخوك الكبير ولو ماخرجتش هاديك جزاء».

■ ما موقف الشعب المصرى حينها من هذه الأحداث؟ 

-الشعب المصرى العظيم وقف إلى جانب القوات المسلحة، وخلال الحرب لم تسجل فى أقسام الشرطة جريمة واحدة، ومن كانت لديه سيارة نقل كان يتبرع بها للجيش، والأمهات والبنات تطوعن فى المستشفيات للتبرع بالدم، مصر ستظل دائمًا عالية بشعبها.

■ ماذا تقول للشباب الجديد الذى لم يعرف ولم يقرأ؟

- نفتخر دائمًا بخمسين عامًا على انتصاراتنا وأقول لشبابنا «خلوا بالكم على هذا الوطن والرمال ارتوت بدماء الشهداء الأبطال، وأوجه التحية للقوات المسلحة، التى تحارب الإرهاب، كما أوجه تحية للشعب المصرى الذى يقف دائمًا فى المواقف الصعبة، الأبطال الحقيقيون هم الشهداء الذين ضحوا بحياتهم فى سبيل الوطن».