رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد فيديوهاته بمترو الأنفاق..هل سيغزو بق الفراش الفرنسي العالم قريبًا؟

بق الفراش
بق الفراش

رعب اجتاح بلاد الجمال والموضة فرنسا وتحديدًا عاصمتها باريس بعد انتشار جحافل من حشرة البق المنفرّة، التي تداولها فيديوهات وصور وهي تنتشر بين مراتب الأسّرة في المنازل وفي عربات مترو الأنفاق هناك، بل وصل الأمر إلى انتشارها في مطار شارل ديجول.

الأمر الذي جعل وزير النقل الفرنسي كليمان بون يكتب على شبكة التواصل الاجتماعي  إكس "لقد عاد بق الفراش، الذي اختفى إلى حد كبير من الحياة اليومية بحلول الخمسينيات من القرن الماضي، إلى الظهور مرة أخرى في العقود الأخيرة، ويرجع ذلك في الغالب إلى الكثافة السكانية العالية وزيادة النقل الجماعي".

في الوقت نفسه أدى انتشار البق إلى بروز نقاش حاد في فرنسا، وذلك بعد أن دعت بلدية باريس إلى التصدي لهذه الحشرات، قبل انطلاق دورة الألعاب الأولمبية التي تحتضنها المدينة ابتداءا من شهر يوليو من سنة 2024.

وبق الفراش هو جنس من الحشرات فهو طفيليات خارجية تتغذى على دم البشر، ويتراوح طول  الحشرة البالغة من 3 إلى 9 مليمتر، ولها جسم مسطح باللون البني المحمر بأجنحة صغيرة لا تعمل.

قلة النظافة والفقر أهم عوامل انتشاره

قلة الاهتمام بالصحة العامة ومكافحة الحشرات بالإضافة إلى  زيادة المهمشين (أحياء الفقراء) تلك هي العوامل التي تزيد من انتشار كثير من الآفات ومنها هذه الحشرة "البق" حسب تصريح الدكتور علي يونس أستاذ علم الحشرات بكلية العلوم جامعة القاهرة "للدستور" لافتًا إلى أن انتشار حشرة البق يرجع إلى السلوك الإنساني في المقام الأول وليس إلى درجات الحرارة فقط كما يدعي البعض.

تعاني الأحياء الشعبية والضواحي التي يسكنها غالبية من المهاجرين تعاني إهمالًا شديدًا من جانب الحكومة الفرنسية المتعاقبة

 

سجلت كل من فرنسا وإسبانيا وبريطانيا أكبر زيادة سنوية فى معدلات الفقر بين دول الاتحاد الأوروبى حسب مكتب الإحصاء الأوروبى (يوروستات)

 

تابع يونس أن تلك الحشرة تتواجد في جميع مناطق العالم موضحًا أنها كانت معروفًا منذ 3500 عام على الأقل، ولكن ظهرت الزيادة الكبيرة في أعداد هذه الحشرة حول العالم عام 1933 وعزى تلك الزيادة إلى ظهور التدفئة الكهربائية وانتشارها.

وأوضح أن الإصابة ببق الفراش تحدث من خلال عدة طرق، وهي البق والبيض الذي يتم جلبه عن غير قصد من مساكن أخرى موبوءة على ملابس أو أمتعة الشخص الزائر، وكذلك من خلال العناصر المصابة مثل الأثاث وخاصة الأسرة أو الأرائك أو الملابس أو حقائب الظهر التي يتم جلبها إلى المنزل أو العمل، وأيضًا عن طريق الأشخاص الذين يزورون منطقة موبوءة ويحملون الحشرات إلى منطقة أخرى على ملابسهم أو أمتعتهم أو أجسادهم.

وعن أعراض الإصابة أشار يونس إلى أنها تتمثل في لدغات البق الشديدة، لافتًا إلى أن البق يعيش في مجموعات من البالغين والصغار والبيض، وقد تشمل أماكن تواجده الأماكن الأمتعة، والأجزاء الداخلية للسيارة، والأثاث، حتى داخل المقابس الكهربائية أو أجهزة الكمبيوتر المحمولة إضافة إلى الأسرة، وتابع أنه قد يستقر بق الفراش أيضًا بالقرب من الحيوانات التي تعشش داخل المسكن، مثل الخفافيش أو الطيور أو القوارض.

أجهزة للكشف عنه

أكد أستاذ علم الحشرات إلى أنه تم حديثًا تطوير أجهزة الكشف عن وجود بق الفراش والتي تعرف باسم  كاشفات بق الفراش، "الشاشات-المصائد -المعترضات"، موضحًا أنه يستخدم حمض اللاكتيك أو ثاني أكسيد الكربون المرتبط بوجود جسم بشري، أو الفيرومونات، لجذب الحشرة واحتجازها، مشيرًا إلى أنه يمكن لأجهزة كشف بق الفراش أن تؤكد الإصابة، لكنها لا تستطيع القضاء عليه.

كيف يمكن الوقاية منه؟

وتابع يونس أنه لمنع جلب بق الفراش إلى المنزل من خارج المنزل، يُنصح باتباع إجراءات النظافة المختلفة، وكذلك اتخاذ الاحتياطات اللازمة بعد زيارة موقع موبوء أو السفر بوسائل النقل التي قد تكون موبوءة؛ وفحص الأسرة عند زيارة مكان جديد جديد.

سبب للتقاضي

يُذكر أن بق الفراش يعد سببًا متزايدًا للتقاضي، إذ أصدرت المحاكم في بعض الحالات، أحكامًا عقابية كبيرة بشأن الأضرار على بعض الفنادق، وذلك بعد أن أصيب العديد من أصحاب المنازل في بعض المناطق الفخمة على مستوى العالم ببق الفراش، لكنهم يميلون إلى التزام الصمت علنًا حتى لا يدمروا قيم ممتلكاتهم ويُنظر إليهم على أنهم يعانون من آفة ترتبط عادةً بـ "الطبقة الاجتماعية الدنيا".

نفي مسؤولين فرنسيين

 ومن جانبه نفى أوريلان روسو، وزير الصحة الفرنسي، اليوم كل ما يتم تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن وجود أمراض جلدية معدية في فرنسا، وفقًا للمحطة الإذاعية "فرانس إنتر" ناتجة عن انتشار حشرة "بق الفراش".

وقال أنه ليس هناك حاجة لإثارة الذعر في البلاد بين المواطنين بسبب انتشار "البق"، مضيفًا أن الهجرة ليس لها علاقة بنقل الحشرة لأنه ليس موجود في أرض الواقع، ولا حاجة إلى الترويج لها.

دول المغرب في ذعر 

في الوقت نفسه أ تعيش البلدان المغاربية، خصوصا المغرب والجزائر وتونس، حالة من التأهب وذلك خشية انتقال هذه الحشرة إليها من فرنسا.

 ففي تونس، أكد مدير إدارة حفظ صحة الوسط وحماية المحيط بوزارة الصحة سمير الورغي عدم وجود حشرة بق الفراش في البلاد، لكنه في المقابل أشار إلى تشديد الإجراءات لتفادي انتشارها.

كذلك في الجزائر التي تعد هي الأخرى مهددة بانتشار هذه الحشرة التي تتغذى على دم الإنسان أكد وزير الصحة عبد الحق سايحي، تعزيز الرقابة على مستوى المعابر الحدودية والموانئ والمطارات. 

بينما في المغرب أعلنت السلطات الصحية اتخاذ تدابير صارمة لمواجهة أي احتمال لتسرب الحشرة إلى البلاد، وذلك في استجابة لإنذار أصدره رُبان سفينة قدِمت من مدينة مارسيليا الفرنسية إلى ميناء طنجة في الشهر الجاري، وذلك بعد الاشتباه بوجود حشرة البقّ في مقصورة قيادة السفينة.