رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من أقوالهم سلط عليهم

من أقوالهم سلط عليهم

الحسين عبدالرازق

احتفاء قنوات الإخوان بمشهد عادى، بل اعتيادى، ومحاولة تضخيمه وتفخيمه وتعظيمه وتقديمه للمشاهدين كما لو كان حدثًا كونيًا، أو نصرًا مؤزرًا أو فتحًا مبينًا، «هكذا هم وصفوه» وأنا بدورى أسألهم: هو مين انتصر فى إيه؟ ويا ترى هو فتح إيه؟ أو انتصر على مين؟! ما فعله مذيعو الإخوان يؤكد صدق ما كتبناه عنهم من قبل فى عدة مقالات، ويؤيد وصفنا لهم بالمدعين الجهلاء، المفتقرين الذكاء والمفتقدين المصداقية، والمحتكرين الغباء.
ما حدث بالأمس من التفاف بعض المواطنين حول أحد المرشحين «المحتملين» هو أمر طبيعى، يحدث عادة عند مشاهدة الناس أى شخص مشهور، أو وجه تليفزيونى سبق له الظهور، أُذيعت له «لايفات»، أو نُشرت له صور بإحدى المجلات، أو أُجرى معه حديث على صفحات الجرائد، وهو أمر معروف ومنتشر وسائد، ولو أن لدى مذيعى قنوات الجماعة «بربع جنيه كياسة» أو أنهم، لا سمح الله، بيفهموا فى السياسة، لما احتفوا أو هللوا أو ضخموا أو طبلوا، ولما أذاعوا على الناس لقطات هى كافية بالأساس لدحض مزاعمهم وفضح أكاذيبهم التى صدعوا بها رءوسنا، منذ بدأ الإعلان عن قبول الترشيحات، وإلى قبل إذاعتهم مثل تلك الفيديوهات بساعة واحدة، أو بضع سويعات، تحدثوا عن فرض قيود على المواطنين الراغبين فى عمل التوكيلات، وسردوا قائمة طويلة من الأكاذيب والادعاءات، بداية من الزعم بوجود تضييقات، وانتهاءً بشكواهم من كثرة المضايقات. 
ولأن حبل الكذب قصير، وكثير الكلام كثير الخطأ، شاءت إرادة الله أن يأتى الرد على أكاذيبهم من أفواههم وعلى ألسنتهم وبأقوالهم وفيديوهاتهم. 
شاهدنا وشاهد الجميع المرشح «المحتمل» يسير فى شوارع بلدنا وبلده، آمنًا فى سربه، يقابل المواطنين ويتحدث مع الناس بمنتهى الأريحية، بعضهم يلتقط الصور معه، وهناك آخرون يهتفون، «يعنى لا فيه مضايقات ولا من يحزنون». أخذ الرجل جولة حرة فى عدد من محافظات مصر، لا حد سأله رايح فين؟ ولا الناس اللى حواليك دول جايين منين؟.
يبقى فين هو التضييق؟! 
على أى حال، أنا لن أسهب كثيرًا فى الحديث عن «مرتزقة الإعلام الإخوانى»، كونهم أقل من أن أضيع وقتى فى الحديث عنهم، وقد فضحوا أنفسهم بأنفسم ومن أقوالهم سلط عليهم. 
ننتقل الآن إلى الأهم..
لم يكن من الممكن أن ينتهى هذا المقال دون الإشادة ببيان الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، الذى أكدت فيه أنها، بجميع قنواتها وصحفها ومواقعها وكل وسائل الإعلام التابعة والمملوكة لها، ستقف على مسافة واحدة من جميع المرشحين وحملاتهم، التزامًا بالدستور والقوانين وأكواد المجلس الأعلى للصحافة ومواثيق الشرف الإعلامية والصحفية المنظمة لتغطية الانتخابات. 
«بيان يحترم لكيان كبير محترم». 
حفظ الله بلدنا، وأعانكم وأعاننا.