رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاتحاد الأوروبى يسعى لإبرام "اتفاقات ملزمة" مع أمريكا تحسبًا لعودة ترامب

دونالد ترامب
دونالد ترامب

يسعى الاتحاد الأوروبي لتأمين التقدم الذي أحرزه في العلاقات مع الولايات المتحدة خلال فترة الرئيس الحالي جو بايدن، من خلال إبرام "اتفاقات ملزمة"، لتحصين كيانه من أي فوز محتمل للرئيس السابق دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وفق ما ذكرت مصادر مطلعة لـ"بلومبرج".

وأفادت هذه المصادر المطلعة بأن مسئولين من "المفوضية الأوروبية"، الذراع التنفيذية للاتحاد، أخبروا كبار المسئولين التجاريين في الدول الأعضاء في التكتل الأوروبي، الأسبوع الماضي، بأنهم بحاجة إلى إبرام اتفاقات "مضادة لترمب".

وقالت هذه المصادر إن ذلك "يعني التحرك بسرعة للتوصل إلى اتفاقات ملزمة مع إدارة بايدن".  وأضافوا أنه تم إخبار الدول الأعضاء أيضًا بأن تكون واقعية بشأن مدى صعوبة المفاوضات إذا فشلت في التحرك بسرعة.

ويتفوق ترامب (77 عامًا) بشكل كبير على منافسيه في الحصول على ترشيح الحزب الجمهوري، على الرغم من مشاكله القانونية المتزايدة.

في المقابل، لا يزال الاتحاد الأوروبي يحاول إيجاد حل دائم للنزاع حول واردات الصلب والألومنيوم، الذي اندلع اثناء وجود ترمب في البيت الأبيض، بحسب "بلومبرج".

وهزت فترة ترامب التي دامت 4 سنوات أسس العلاقات عبر الأطلسي، حيث شكَّك الرئيس السابق في الضمانات الأمنية لأوروبا، وهاجم منظمة التجارة العالمية وانتقد بصورة منتظمة دولًا مثل ألمانيا، بدعوى أنها تخدع الولايات المتحدة.

وهدد ترامب بالانسحاب من "اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية"، قبل إعادة التفاوض بشأنها وإعادة تسميتها، كما فرض تعريفات جمركية عقابية على الصلب والألومنيوم.

وأدخل الرئيس السابق أيضًا سوق الأسهم الأمريكية في حالة من الارتباك، بعد فرض رسوم على مليارات الدولارات من البضائع الصينية.

وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك في مقابلة مع "بلومبرغ" هذا الشهر، إن أمورًا كثيرة كانت بمثابة صدمة كاملة، مضيفة: "بالكاد يستطيع أي شخص في أوروبا تخيل أنه سيكون هناك رئيس أمريكي يشكك في ناتو".

وشددت بيريوك على أن أوروبا يجب أن تكون مستعدة للعمل مع ترامب إذا فاز، لافتة إلى أنه سيكون من "السذاجة" عدم الاستعداد لمثل هذه النتيجة.

وتعد بيربوك من بين المسئولين الأوروبيين الذين يسعون إلى ضمان عدم تورط الاتحاد الأوروبي مرة أخرى إذا تمكن ترامب من استكمال عودته السياسية، وقد زارت تكساس هذا الشهر لبناء علاقات مع المسئولين الجمهوريين.

وقال دبلوماسي كبير في الاتحاد الأوروبي إن حكومات الكتلة الأخرى تتواصل أيضًا مع الحزب الجمهوري، وتحاول تحديد الأشخاص الذين قد ينتهي بهم الأمر إلى أن يكونوا مقربين من إدارة ترامب.

وكشف الدبلوماسي الأوروبي عن وجود مخاوف من أن ولاية ترمب الثانية قد تكون أسوأ من الأولى، لأن الفوضى المتكررة التي شهدتها فترته الأولى قد تمنع الأشخاص المؤهلين تأهيلًا جيدًا من الانضمام إلى الإدارة.