رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تفوقت جامعات مصر؟

قراء هذا العمود قد يتذكرون مقالات عديدة سابقة تجيب عن هذا السؤال، العنوان، وتؤكد أن «دولة ٣٠ يونيو» تقوم، عمليًا وعلميًا، منذ تسع سنوات، بتحقيق نموذج «اللولب الثلاثى»، Triple Helix، للابتكار، الذى وضعه العالمان إلياهو إيتزكوفيتز ولويد ليديسدورف، والذى يقوم على التفاعل بين ثلاث مؤسسات: الجامعات المنتجة للأبحاث العلمية، والصناعة المولدة للثروة، والحكومة التى تنظم آليات السوق، وصولًا إلى ظهور مؤسسات مختلطة، تعتمد على مفاهيم الاقتصاد ومجتمع المعرفة.

بالتوازى مع جهود تحقيق الاستقرار، ومحاربة الإرهاب، والحفاظ على مقدرات الدولة المصرية، أعطت «دولة ٣٠ يونيو» أولوية للتنمية والاستثمار فى التعليم والبحث العلمى. وعليه، لم يفاجئنا الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعة القاهرة، وهو يتحدث أمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الثلاثاء، عن الجهود المبذولة لرفع تصنيف الجامعة فى المؤشرات الدولية، أو الشرح المفصل، الذى قدمه الدكتور عبدالعزيز قنصوة، رئيس جامعة الإسكندرية، عن جهود ربط البحث العلمى بالصناعة. كما لم يفاجئنا، كذلك، موقف اعتماد الجامعات المصرية من المؤسسات الدولية، الذى استعرضه المجلس الأعلى للجامعات.

ما يحدث فى مصر، الآن، ومنذ تسع سنوات، هو أن بناء الإنسان، صار على رأس أولويات الدولة، وجرى ضخ استثمارات ضخمة فى تطوير المنظومة التعليمية. وهناك شواهد كثيرة تؤكد أننا مستعدون، أو جادون، لمواجهة تحديات التعليم، كما قال الرئيس السيسى، فى مناسبات مختلفة، أحدثها خلال الاحتفال بـ«تفوق جامعات مصر»، الذى أقيم، أمس، فى جامعة قناة السويس، بمحافظة الإسماعيلية. وكثيرًا ما وجّه الرئيس المجلس الأعلى للجامعات، بدعم عملية ربط منظومة البحث العلمى، وما يتبعها من مراكز بحوث متخصصة، مع قطاع التعليم الجامعى، وإتاحة جميع التسهيلات لإعداد البحوث والدراسات المبتكرة، للمشاركة فى المشروعات القومية التنموية، وصياغة حلول علمية للتحديات التى تواجه الدولة المصرية.

تحققت إنجازات متنوعة، أيضًا، فى مجال تدويل التعليم، خلال السنوات التسع الماضية، عبر خطة استكمال تشييد أفرع لجامعات دولية بالعاصمة الإدارية الجديدة؛ التى أصبحت بدورها طفرة فى عالم الذكاء الاصطناعى والتطور التكنولوجى، بالإضافة إلى موافقة مجلس الوزراء على قانون تنظيم العمل بالفروع الدولية بالجامعات؛ الذى ساعد الدارسين فى الحصول على شهادة الجامعة الأم، فى بلدها الأصلى، كما أتاح التوسع فى إنشاء فروع لجامعات أجنبية مرموقة، زيادة تنافسية الخريجين. كما جرى تفعيل عمل فروع الجامعات المصرية بالخارج، فعادت الدراسة إلى فرع جامعة القاهرة بالخرطوم، ويجرى حاليًا استكمال أعمال الإنشاء فى فرعى جامعة الإسكندرية بجوبا جنوب السودان، وفرع الجامعة فى أنجامينا بدولة تشاد.

تصادف أن يسبق احتفال، أمس، بساعات، توقيع عدد من اتفاقيات التعاون ومذكرات التفاهم بين عدد من المؤسسات العلمية والجامعات المصرية والبريطانية، على «الملتقى المصرى البريطانى»، الذى أقيم بالعاصمة الإدارية الجديدة، من بينها اتفاقية تعاون بين «هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار» و«المجلس الثقافى البريطانى»، التى تهدف إلى تنفيذ برامج «دعم البيئات البحثية»؛ ودعم أوجه التعاون بين الفرق البحثية المصرية ونظيرتها البريطانية فى المشروعات البحثية ذات الأولوية، مثل إنتاج وتخزين وإدارة الطاقة المتجددة، الصحة، إدارة الموارد المائية ومعالجتها، الزراعة والأمن الغذائى، و... و... وحماية البيئة، ضمن برنامج «شراكات من أجل الانطلاق للعالمية»، إضافة إلى بناء شبكة من الباحثين المتميزين والمؤهلين، ودعم نقل التكنولوجيا وتوفير برامج تدريبية للباحثين، لإيجاد حلول مُبتكرة لمختلف المشروعات، وإنشاء روابط لبيئات بحثية جديدة بين مراكز التميز فى مصر والمؤسسات البحثية البريطانية. 

.. وتبقى الإشارة إلى أن «الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى»، التى تم إطلاقها فى ٧ مارس الماضى، تتضمن ٧ مبادئ رئيسية، من بينها التواصل والمرجعية الدولية، وتهدف إجمالًا إلى تحقيق رؤية مصر ٢٠٣٠، والتحول إلى جامعات الجيل الرابع، وربط التعليم العالى بخطة التنمية الشاملة للدولة.