اشتباكات حدودية.. كيف تصدى لبنان لاعتداء إسرائيلى على سيادته فى منطقة بسطرة؟

شهدت منطقة الحدود بين لبنان وإسرائيل، يوم السبت الماضي، حادثة توتر بين الجيش اللبناني وقوات الاحتلال الإسرائيلية، على خلفية محاولة جرافة إسرائيلية تغيير وضعية الخط الأزرق، الذي يفصل بين البلدين. 

وأطلقت القوات الإسرائيلية قنابل دخانية باتجاه دورية لبنانية، ما أجبر عناصرها على ردِّ الاعتداء بإطلاق قنابل مسيلة للدموع. 

وأثارت هذه المناوشة ردود أفعال سياسية من جانب لبنان وإسرائيل، ومن جانب الأمم المتحدة التي تشرف على حفظ السلام في المنطقة.

بيان الجيش اللبناني

من جانبه، أكد الجيش اللبناني أنه تصدى لاعتداء إسرائيلي على سيادة لبنان، عندما حاولت جرافة إسرائيلية تغيير موقع الخط الأزرق في منطقة بسطرة- جنوب لبنان، يوم السبت الماضي. 

وذكر البيان أن القوات الإسرائيلية ألقت قنابل دخانية على دورية لبنانية، فردَّت عليها بقنابل مسيلة للدموع، ما أجبر الجرافة على التراجع إلى داخل الأراضي المحتلة. 

وأضاف أن هذه المحاولة تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، وأنه تم التواصل مع قوات الأمم المتحدة الموجودة على الحدود (اليونيفيل) لمتابعة الموضوع. 

ومن جانبه، قال الناطق باسم اليونيفيل أندريا تيننتي إن القوة تعمل على تهدئة الوضع، وتحث الأطراف على تخفيف التوترات ومنع سوء الفهم. وتأتي هذه المناوشة في ظل تصاعد التوتر على الحدود اللبنانية بعد قيام إسرائيل بفرض سيطرتها على بلدة الغجر كاملة، وبناء جدار أسمنتي حولها.

ردود أفعال لبنانية

وأثارت المناوشة ردود أفعال مختلفة من جانب لبنان وإسرائيل، من جهة لبنانية، أدان رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي "الخروقات المستمرة" للخط الأزرق من قبل إسرائيل.

وأكد على "التزام لبنان بالقرار 1701"، الذي أُصدر عام 2006 لإنهاء حرب يوليو بين حزب الله وإسرائيل. 

كما أشاد ميقاتي بـ"الجهود التي يبذلها الجيش اللبناني في حماية سيادة لبنان والتصدي لأي اعتداء".

الصراع اللبناني - الإسرائيلي

تعود خلفية الصراع بين لبنان وإسرائيل إلى عام 1948، عندما أعلنت إسرائيل قيام دولتها على أراضي فلسطين، مما أدى إلى نزوح مئات الآلاف من الفلسطينيين إلى لبنان ودول عربية أخرى.

منذ ذلك الحين، شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية عدة حروب واشتباكات، أبرزها حرب 1967، التي احتلت فيها إسرائيل جزءًا من جنوب لبنان، وحرب 1978، التي اجتاحت فيها إسرائيل جنوب لبنان حتى نهر الليطاني، وحرب 1982، التي دخلت فيها إسرائيل بيروت وفرضت حصارًا على المدينة، وحرب 1996، التي شنَّت فيها إسرائيل حملة قصف على جنوب لبنان والضاحية الجنوبية لبيروت، وحرب 2006، التي اندلعت بعد عملية نفَّذها حزب الله لخطف جنود إسرائيليين على الحدود.

وعلى الرغم من انسحاب إسرائيل من جنوب لبنان عام 2000، فإن التوتر ما زال مستمرًا بين الطرفين، خصوصًا بسبب خلافات حول ترسيم الحدود البرية والبحرية.