رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"المعرفة المسبقة لله والاختيار".. نشرة تعريفية لمطران الغربية وطنطا

الكنيسة
الكنيسة

أطلق الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الأرثوذكس، ومتحدث الكنيسة في مصر، ووكيلها للشؤون العربية، نشرة تعريفية تحت شعار "المعرفة المسبقة لله والاختيار".

وقال إن القديس يوحنا الدمشقي، يقول في كتاب "مئة مقالة في الإيمان الأرثوذكسي"، إنه يسبق الله ويعلم كل شيء ولا يسبق فيُحدد كل شيء، فهو يسبق ويعرف ما هو في استطاعتنا ولكنه لا يسبق ويُحدده، فهو تعالى لا يشاء حدوث الشر، حتى أن سابق التحديد يكون تلبية أمر سبق الله وعرفه. 

الله يعلم كل شيء ويحدد كل الأمور

كما أنه يسبق ويُحدد الأمور التي ليست في استطاعتنا، ذلك: "كشخص مريض ولشدة مرضه قال الأطباء إنه سوف يموت، إلا أن هذا لا يعني أن المريض سوف يموت لأن الأطباء أقروا ذلك إنما هم توقعوا ذلك من حالته المريضة، لذلك موته لا يعود إلى الطبيب بل إلى مرضه، والموت هو خارج استطاعة الانسان". 

إن الله نظراً لمعرفته السابقة يحدد للحال كل شيء بحسب صلاحه وعدله، فالله ليس هو علة الشرور، فالشر ليس هو فعل الله بل هو إلا بسماح من الله. ولأن الشر ذو وجهين، لهذا فإن له معنَيين: فهو حيناً يدل على الشر في الطبيعة، وهذا مضاد للفضيلة ولإرادة الله. وحيناً آخر هو شر ووجع يتنافى مع شعورنا، أي الأحزان والمصائب. وهذه تبدوا شروراً لأنها مؤلمة، والحقيقة أنها صالحة لأنها تكون بواعث إلى الارتداد عن الشر والخلاص لمن يفهمون. 

كما أننا نحن أيضاً نكون علة الشرور، فإن من الشرور التي نرضى بها تصدر من شرور لا نرضى بها. فإذ نحن أخطأنا فلا يكون الله غير عادل إذا ما أنزل سخطه علينا.

والله يعرف من سيخلص ومن لن يخلص وذلك لمعرفته المسبقة بأعمال البشر، فاختيار الخير والشر يعود إلينا:

فالأعمال الصالحة تعود إلى العون الإلهي لأن الله- نظراً لسابق معرفته- يعين بأمانه عادلة الذين يؤثرون الصلاح بضمير مستقيم. 

والأعمال الطالحة تعود إلى التخلي الإلهي، لأنه الله- بسابق معرفته أيضاً- يتخلى عن الأشرار تخلياً عادلاً، لأنهم أصلاً هم الذين تخلوا عنه، وذلك لأن الله خلق الإنسان حراً في اختيار عمل الخير أو الشر. 

لذا فالإنسان ليس كالحيوان الذي ينقاد للطبيعة ولا يقودها. فالحيوان نراه لا يقاوم ميل الطبيعة بل حالماً يميل إلى شيء يقوم بعمله؛ أما الإنسان، فلأنه خُلِق عاقلاً، فهو يقود الطبيعة أكثر مما ينقاد لها، ولذا فإذا مال إلى شيء وأراده، فله المقدرة على أن يقاوم ميله ولا ينقاد إليه.