رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الوجه الآخر لـ جلال أمين.. "كان يستمع لأم كلثوم ولا يرتاح للتكنولوجيا"

جلال أمين
جلال أمين

٥ أعوام مرت على وفاة الكاتب الكبير جلال أمين، الذي رحل عن عالمنا في ٢٥ سبتمبر لعام ٢٠١٨، فقد يقضي أيامه الأخيرة بدون كلام، بعدما رفض دخول المستشفى لسوء حالته الصحية، وفضل البقاء بجوار أبنائه حتى وافته المنية، بعد أن خاض مسيرة فكرية وأكاديمية طويلة وتجربة إنسانية، مر خلالها بمحطات وأدوار عديدة، فإلى جانب عمله الأكاديمي والاقتصادي، كان زوجا وأبا وجدا.

فكيف حقق جلال أمين كل هذا؟.. هذا ما كشفته زوجته البريطانية "جان" في حوار سابق لـ"الدستور" قائلة: كان جلال أمين يخلق أجواءً صارمة فى وقت الكتابة والقراءة، إذ خصص لنفسه غرفة مكتب ووضع فى بابها "كالون" صعب الفتح، حتى لا يستطيع أبناؤه دخولها، لأنه لم يرد أن يشغله أحد عن الكتابة التى كانت لديه أهم شىء.

جلال أمين و"الكتابة"

وعن الكتابة لدى جلال أمين؛ ذكرت أنه كان مهتمًا كثيرًا بما يحدث فى مصر، وكانت الكتابة المتنفس الوحيد لديه للتعبير عن آرائه، وكان يكتب فى أى وقت، لكن كان دائمًا ما يفضل فترة الصباح، مستطردة: وكثيرًا ما كان يكتب على شاطئ البحر، وفى فترة إقامتنا بـ"كامبريدج" كان دائمًا ما يكتب فى المطبخ، لأن الأسرة كلها كانت تتجمع فى الشقة، ولم يكن هناك مكان متاح سوى المطبخ.

لم يكن يمر يوم إلا ويكتب فيه جلال أمين، واستمر هكذا حتى قبل وفاته بـ٣ أشهر، وتحديدًا فى يونيو ٢٠١٨، حين كتب آخر مقال له فى جريدة "الأهرام".

القراءة لدى جلال أمين 


كانت القراءة من أهم أدوات جلال أمين، وكان دءوبًا على المعرفة، ولم يكتف بما درسه طوال حياته، وظل يحاضر بالجامعة الأمريكية فى القاهرة حتى ٢٠١١، فكان يتابع كل جديد فى الاقتصاد، كما كان محبوبًا من تلامذته وكل من يقرأ له.

هوايات جلال أمين 

كان الاستماع للموسيقى من أبرز هوايات جلال أمين، وكان يعزف على "الكمان"، وطلب من والده وهو صغير أن يشترى له "كمان"، ولو أخذ دروسًا فيها كان سيصبح عازفًا ممتازًا، وكان مستمعًا جيدًا لكل أغانى الزمن الجميل، خاصة سيد درويش وأم كلثوم ونجاة وعبدالحليم حافظ والشيخ إمام. اهتم كثيرًا بالسينما ومشاهدة الأفلام، لكن المتابعة قلت بالتدريج خاصة مع كبر السن وتأثر السمع، فأصبح لا يشاهد أفلامًا إلا إذا كان الحوار مكتوبًا أمامه على الشاشة.

أما بالنسبة لكرة القدم، فلم يهتم بها ولم يتابع أخبارها كالكثيرين، ولم تكن له علاقة بأى شكل من الأشكال بـ"السوشيال ميديا"، وكان يفضل التليفون الأرضى، وكان لا يرتاح للتكنولوجيا الجديدة، وكان شديد التمسك بالأشياء التقليدية.

وسردت زوجته البريطانية "جان" موقفًا طريفًا له مع ابنته "دانية"، حينما أخبرته بوجود صفحة باسمه على موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك"، وأبلغته أن هناك أعدادًا كبيرة تتابع تلك الصفحة، وحينها فرح بشكل كبير، لكنه لم يرغب فى التفاعل أو التعامل مع التكنولوجيا للتواصل مع متابعيه، وكان يمتلك جهاز كمبيوتر، لكنه نادرًا ما كان يستخدمه، وكان يلجأ لاستخدام البريد الإلكترونى فى أوقات معينة، ويواجه صعوبة فى استخدامه، وكان يفضل الكتابة بالقلم دائمًا.