رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بودكاست صدى الأبطال| العريف أحمد حميدة وحكايات نضال السوايسة

العريف أحمد حامد
العريف أحمد حامد

عندما تجاوز شعاع الشمس الأفق في صباح يوم 17 أكتوبر، انضمت القوات الأمريكية بغير المتوقع للقوات الإسرائيلية في حربها الشرسة ضد مصر عام 1973م، ووقتها كان العريف أحمد حامد عمر حميدة، مهندس الكباري، يشرف على بناء جسر حيوي قريب من السويس في منطقة "الجناين"، والذي كان يمد الجنود بالسلاح والذخيرة اللازمة لاستمرار الحرب، وشهد الحصار الذي فُرض على القوات المصرية في ثغرة الدفرسوار بمحافظة السويس.

وفي السطور التالية، روى لنا العريف أحمد حامد عمر حميدة، من خلال حلقات "بودكاست الدستور": “رجال أكتوبر المنسيين”، عن تلك المعركة التي دارت منذ يوم 22 أكتوبر 1973م، والتي هزم فيها الجنود المصريين وأهل السويس المدنيين القوات الإسرائيلية، التي حاولت كسب تعاطف العالم من خلال الإعلام المضلل.

وقال: تقدمت قواتنا بثبات وحققت المكاسب واحدة تلو الأخرى حتى يوم 22 أكتوبر، وفي تلك اللحظة المروعة، أصبح الجسر الذي بُني بتعب وعناية لا يتحمل ضربات العدون حيث اقترب الإسرائيليون منّا بمسافة لا تتجاوز 70 مترًا، وهي مسافة خطيرة. 

وتابع: كانت ساريتي وزملائي، البالغ عددهم 470 ضابطًا وجنديًا، لم ينجُ منهم سوى 7 أو 8 أفراد فقط، ولم تراعِ القوات الإسرائيلية الأسرى أو الجنود المصريين، عندما كانت هناك مواجهة بين الجانبين، فقاموا بإسقاط دباباتهم فوق جثثنا للتخلص منّا.

وشرح أن الناجين من تلك المجزرة اضطروا للهروب إلى أقرب منطقة آمنة، وهي السويس، في يوم 22 أكتوبر، وجدوا ملجأً في مبنى المحافظة بحي الزعفران، ليجدوا قسطًا من الراحة بعد المعاناة التي مروا بها خلال الحرب التي نجوا منها بأعجوبة، لكن لم تدم تلك الراحة لفترة طويلة، حيث هاجم الإسرائيليون السويس في محاولة للاستيلاء عليها، وحاصرت دباباتهم المدينة وحاولت دبابة واحدة دخول حي الأربعين، حيث يقع قسم شرطة الأربعين، لكن تم تدميرها أمام القسم.

واندلعت القنابل اليدوية من القسم وحتى حي المثلث، مما أجبر الإسرائيليين على التراجع بعد تكاتف قوات المدنيين مع الجنود الناجيين من الحرب، ونجحوا في صد الإسرائيليين ومنعهم من دخول المدينة، وتكبدوا خسائر جسيمة، ورغم محاولات الإسرائيليين تصوير ضرباتهم على قسم الأربعين لنشر فكرة انتصارهم، إلا أن ذلك السيناريو لم يتجاوز حدود الدعاية الإعلامية المضللة.