رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الزلزال.. كيف يسعى المغرب لعودة الحياة لطبيعتها ونشاطها السياحي؟

المغرب
المغرب

بعد الزلزال المدمر الذي ضرب المغرب خلال الفترة الماضية، انتعشت صناعة السياحة بعد مشاركة منظمو السفر والجولات السياحية في جهود الإغاثة في البلاد، مدركين مدى أهمية السياحة لاقتصادها. 

وسجل المغرب رقما قياسيا بلغ 2.9 مليون زائر دولي في الربع الأول من عام 2023، وسارعت صناعة السفر إلى حشد الدعم.

وتقوم مؤسسة Intrepid، التي تديرها شركة سفر المغامرات Intrepid Travel ــ والتي تنقل المجموعات إلى وجهات في مختلف أنحاء البلاد ــ بجمع التبرعات لصالح شركائها من المنظمات غير الحكومية على الأرض التعليم للجميع للإغاثة الطويلة الأجل، ومؤسسة الأطلس الكبير للإغاثة الفورية.

 وعادة ما تدير الأخيرة مشاريع بنية تحتية مستدامة، لذا فهي في وضع جيد يسمح لها بإعادة نشر الخدمات، وحتى الآن، جمعت Intrepid مبلغ 340,582 دولارًا أستراليًا (176,620 جنيهًا إسترلينيًا) بعد مطابقة التمويل لأول 100,000 دولار أسترالي.

وتتبرع شركة Much Better Adventures بنسبة 5% من إيراداتها لشهر سبتمبر لمؤسسة High Atlas. أطلقت Exodus Adventure Travels حملة لجمع التبرعات من أجل الاستجابة للكوارث في React، ويدعم صندوق الإغاثة من زلزال المغرب التابع لمنظمة Global Giving الاحتياجات الفورية. 

وحشدت مؤسسة السفر الواعي هذا الأسبوع دعم الصناعة في حفل لجمع التبرعات في لندن، حيث قاموا بجمع 10000 جنيه إسترليني وناقشوا أفضل السبل للاستجابة لهذا النوع من الكوارث.

منازل تسويت بالارض

 وقال حسين أيت محند، وهو مرشد سياحي مغربي: "عائلتي بخير، لكن آخرين في مدينتهم لم يحالفهم الحظ - فقد سويت منازلهم بالأرض".

وأضاف كنت في طريقي لحضور مؤتمر في مراكش، على بعد حوالي 40 ميلاً إلى الشمال من مركز الزلزال، لكنني عدت إلى منزلي، ورأى المتواجدون بالفعل في المدينة طوابير بنوك الدم تلتف في الشوارع بعد نداء الحكومة. 

وتعرضت مدينة مراكش لأضرار، وورد أن 50 شخصًا لقوا حتفهم هناك، وتدفق السياح خارج المدينة، وبعد ثلاثة أيام، بلغ عدد القتلى ما يقرب من 3000 شخص، وأصيب أكثر من 5000 شخص. 

وكانت بعض المجتمعات النائية في المغرب هي الأكثر تضررا، ما جعل جهود التعافي صعبة، ولا تزال بعض القرى تنتظر الإغاثة؛ وفي حالات أخرى، ليس لدى رجال الإنقاذ إلا القليل من الأمل، فقد انهارت المباني الطينية القديمة بالكامل، وعلى سبيل المثال، فقدت قرية تافغغت 90 من سكانها البالغ عددهم 400 نسمة.

وقال كريس ماكهوغو، المالك المشارك لفندق قصبة توبقال: “هنا في إمليل، الضرر أقل ما هو عليه في أماكن أخرى، حيث يرجع ذلك جزئيًا إلى أن السياحة قامت بتمويل أعمال البناء هنا، ما يعني أن القرية أكثر سلامة من الناحية الهيكلية من غيرها، ولقد تضرر الجزء القديم من قصبتنا، لكن الغرف لم تتضرر".

مؤسسة التعليم للجميع 

وعلى الجانب الآخر من الطريق في أسني، تعرضت مؤسسة التعليم للجميع، وهي مؤسسة خيرية توفر المسكن والدعم حتى تتمكن الفتيات من المجتمعات النائية في المنطقة من الذهاب إلى المدرسة، للدمار بسبب الزلزال. 

وقالت رئيستها التنفيذية، سونيا عمر، إنها ستضطر إلى إعادة بناء خمسة على الأقل من المنازل الداخلية الستة، وفق الجارديان البريطانية. 

وقالت: “حاجتنا العاجلة هي التأكد من سلامة فتياتنا والتعاون مع وكالات الإغاثة للحصول على الغذاء والماء والبطانيات والمشاعل والإمدادات الطبية حيث تشتد الحاجة إليها”، ولا يزال هناك 55 فتاة في عداد المفقودين، وبدأت المؤسسة الخيرية في جمع التبرعات الطارئة مع التركيز على الإصلاح طويل المدى.

مبادرة مشتركة مع الكونفدرالية للسياحة 

 


ساهمت مبادرة مشتركة مع الكونفدرالية الوطنية للسياحة والمكتب الوطني للسياحة وعدد من خبراء السياحة في طمأنة مجتمع السياحة الدولي بأن المغرب يظل منفتحا أمام الأعمال التجارية وملتزما بتزويد جميع الزوار بتجربة ممتعة.

وبمساعدة رؤساء المجالس الجهوية للسياحة في جميع أنحاء المغرب، اجتمع محترفون من الاتحاد الوطني للسياحة، بما في ذلك أصحاب الفنادق ووكلاء السفر وأصحاب المطاعم والمرشدون السياحيون، لتقديم رسالة موحدة في مقطع فيديو تم نشره على قناة ONMT على YouTube.

ويسلط الفيديو الضوء على النجاح المستمر لصناعة السياحة في المغرب وكيف يلتزم جميع العاملين في الصناعة بتزويد السياح بتجربة سفر رائعة. 

ويظهر بدوره أن صناعة السياحة في البلد العلوي لا تزال تعمل بشكل طبيعي على الرغم من الزلزال الأخير الذي ضرب وسط المغرب ومنطقة الأطلس الكبير، وأن هناك التزاما قويا بالحفاظ على مستوى عال من الخدمة والسلامة.