رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إطلاق ثانى فعاليات الحوار المجتمعى حول الخطة الاستراتيجية لـ"التربية والتعليم" بالأقصر

اللقاء
اللقاء

شهد الدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، اليوم الأحد، إطلاق ثاني فعاليات الحوار المجتمعي حول الخطة الاستراتيجية لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، للأعوام من (۲۰۲٤-۲۰۲۹)، في محافظة الأقصر، بالتعاون مع منظمة يونيسف مصر، بمشاركة واسعة لكل الأطراف ذات الصلة بالعملية التعليمية.

وفى مستهل كلمته، رحب الدكتور رضا حجازى بكل المشاركين فى فعاليات الحوار المجتمعي الثانى، معربًا عن سعادته وتقديره بمشاركتهم البناءة، مؤكدًا أنه سيتم تنظيم فعاليات الحوار المجتمعى فى محافظة الإسكندرية، للخروج بتوصيات متكاملة بمشاركة الأطراف ذات الصلة والخبراء.

وقال الدكتور رضا حجازي إننا في ضوء الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، سننتقل من اليقين إلى اللايقين، وسيتغير شكل الوظائف، لذا كان يجب تغيير نظام التعليم؛ لإعداد طالب لديه عقلية ومهارات وأدوات وشخصية وتعلم مدى الحياة؛ ليستطيع أن يتكيف ويحصل على فرص عمل مناسبة.

وأشار الوزير إلى أن التغيير يجب أن يشمل أيضًا المعلم والمتعلم والمنهج والإدارة والامتحانات، موضحًا أن التعليم مر بمراحل، حيث تمثلت المرحلة الأولى في 1.0 وهي مرحلة حفظ وتذكر المعلومات، تلتها مرحلة 2.0 والتي دخل فيها استخدام الإنترنت والتكنولوجيا، وفي مرحلة 3.0 تضاعفت المعرفة ولكن كان لا بد أن يعد نظام التعليم الطالب لإنتاج المعرفة، لذا جاءت المرحلة الرابعة 4.0 وهي التعليم المنتج للمعرفة، ثم تأتى المرحلة الخامسة وهي مرحلة التعليم المنتج للإبداع لذا يجب الاهتمام بالأنشطة ومشروعات الكابستون وإعطاء الطالب المفاهيم الأساسية ويقوم هو بالربط بينها، مؤكدًا على أنسنة التعليم حيث إن التكنولوجيا لن تكون أبدًا بديلًا للمعلم.

وتابع الوزير في هذا الإطار أن الدولة المصرية تحرص على رعاية النبوغ والتفوق، لذا تم إنشاء مدرسة العباقرة لتضم أصل الطلاب الأوائل من كل مدرسة "STEM" على مستوى الجمهورية بعد إجراء اختبارات قدرات لهم، موضحًا أن هذه المدرسة سيتم ربطها من خلال توأمة بجامعات مصرية وجامعات أجنبية.

كما تابع الوزير أن كل ذلك استوجب تغيير خطة التعليم والمناهج وإكساب المعلمين مهارات بحيث تكون هناك آلية واضحة وقوية لانتقاء الأكفأ من المعلمين الجدد، حيث إنه لا تطوير دون الارتقاء بأداء المعلم.

تفاصيل الخطة الاستراتيجية الجديدة

وأضاف الوزير أن الخطة الاستراتيجية الجديدة تم إعدادها بحرفية بالغة والتعاون مع "يونيسف"، حيث تم تحليل قطاع قوي خلال العامين الماضيين وتم احتساب الفجوة التمويلية، موضحًا أن لقاء اليوم تكمن أهميته في إشراك المجتمع في التخطيط ليعلموا بالأهداف وتتولد لديهم الرقابة الذاتية التي هي أفضل من الرقابة الخارجية وبذلك يصبحون جزءًا من عملية التطوير.

واستعرض الوزير أهمية انضمام مصر للشراكة العالمية للتعليم Global Partnership For Education، مشيرًا إلى أنها أحد المكاسب لدعم وزارة التربية والتعليم.

وأكد الوزير أن عضوية مصر في الشراكة العالمية للتعليم تم وضعها على أساس خطط ممنهجة بدقة وتحليل منضبط، ومنهجية تعتمد على عدة خطوات حددتها خارطة طريق علمية، والتى بدأت بمراجعة الخطط الاستراتيجية السابقة للتعليم بالتعاون ودعم منظمة يونيسف مصر.

وأشار إلى أن الخطة الاستراتيجية لتطوير التعليم والتعليم الفنى تستهدف رسم خارطة طريق بما يعظم الاستفادة من جميع مقومات وموارد الدولة متمثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، وأنها خطة مستقبلية لمواجهة التحديات المستمرة من خلال رؤية واضحة للإصلاح ووضع محاور أساسية وأولويات محددة، كما تظهر الخطة أجندة إصلاح التعليم الوطنية لوزارة التربية والتعليم والتعليم الفني "مشروع إصلاح التعليم المصرى"، بجانب مواكبة التطورات العالمية ودمج المواثيق الدولية، بالإضافة إلى الربط والتكامل مع التنمية المستدامة بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ووصول الجميع إلى تعليم وتدريب عالى الجودة، وتوفير المهارات اللازمة لمستقبل مستدام.

كما عرض الوزير محاور استراتيجية التربية والتعليم والتعليم الفنى التي تتضمن الإتاحة الشاملة والعادلة فى التعليم لجميع الفئات، والجودة والتميز فى التعليم وفقًا للمعايير العالمية، والاستدامة والتعلم مدى الحياة.

وأشار الوزير إلى أولويات الخطة الاستراتيجية التي تتضمن الإنصاف والشمول، والوصول والمشاركة، وجودة التعليم والتدريس، والحوكمة والإدارة، والتحول الرقمي والابتكار والتعليم الأخضر.

ولفت الوزير إلى أن مصر من الدول القليلة التي استأنفت العملية التعليمية خلال تداعيات كوفيد- ١٩ نظرًا لامتلاكها بنية تحتية قوية.

وتحدث الوزير حول أهمية الإتاحة والجودة والحوكمة والتكنولوجيا، موضحًا أنه تم إعداد هذه الخطة الاستراتيجية وتحليل القطاع بطريقة مهنية ونتج عن ذلك استكمال الخطة التنفيذية.

وأشار الوزير إلى أن رؤية الوزارة للتعليم تتمحور حول طالب معتز بذاته وفخور ببلاده ويقبل التعددية وقادر على التنافسية، على أن يشمل كل الفئات، ومنهم الطفل والمرأة وذوي الهمم، فضلًا عن الاهتمام بالقيم واحترام الآخر، موضحًا أنه في هذا الإطار أضافت الوزارة بعض الأنشطة داخل منهج "اكتشف" بداية من المرحلة الابتدائية تتضمن تعريف الطلاب بمبادئ اللغة المصرية القديمة "الهيروغليفية" بهدف تعزيز نشر ثقافة التعرف على الحضارة المصرية القديمة.

كما أكد الوزير على الاهتمام بذوي الهمم، لذا تم تزويد كتاب قيم واحترام الآخر بحوالي ٢٢ إشارة الأكثر استخدامًا للتعامل مع الصم وضعاف السمع.

ومن جهته، وجه محمد عبدالقادر نائب محافظ الأقصر، الشكر للدكتور رضا حجازى وزير التربية والتعليم على جهوده لتطوير أحد أهم المحاور التى تهم المواطن، مشيرًا إلى أن محافظة الأقصر قطعت شوطًا كبيرًا خلال الثلاث سنوات الماضية في مجال التربية والتعليم والتعليم الفنى، وكذلك التعليم الجامعى.

وأشار نائب المحافظ إلى أنه تمت عدة افتتاحات لعدد من المدارس فى المحافظة، سواء فى التعليم العام أو التعليم الفنى، مؤكدًا أن الكثافة فى الفصول فى المحافظة مناسبة ولا تمثل مشكلة، حيث إنه لا يتعدى عدد الطلاب داخل الفصل ٣٠ طالبًا، بفضل مجهود وزارة التربية والتعليم والقائمين عليها فى المحافظة.

وفي كلمته نيابة عن جيرمي هوبكنز ممثل منظمة يونيسف مصر، وجه شيراز شاكرا رئيس قسم التعليم بمنظمة يونيسف مصر، الشكر للدكتور رضا حجازي على قيادته ورؤيته والتزامه نحو تعليم كل الأطفال المصريين.

ووجه الشكر للشركاء من الوكالة الألمانية للتعاون الدولي "GIZ" لرعاية فعاليات اليوم، ومحافظة الأقصر لاستضافتها هذا الحدث.

وأعرب شيراز شاكرا عن سعادة يونيسف مصر بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، مشيرًا إلى أن دور المنظمة الأساسي هو دعم التعليم في مصر، والعمل على ضمان دعم العديد من الشركاء في المشروع الكبير لإصلاح التعليم.

وأشار إلى أن ورشة عمل اليوم هي الثانية لإعطاء فرصة لضمان أكبر قدر من المشاركة من الشركاء والمعنيين بالعملية التعليمية.

وأوضح شيراز شاكرا أن الحديث اليوم يتمركز حول خطة التعليم وأولوياتها وعن التحديات التي نواجهها، والعمل على الوصول لتوصيات لحل هذه التحديات.

وأضاف رئيس قسم التعليم بمنظمة يونيسف مصر أن مصر أصبحت شريكة في الشراكة العالمية للتعليم GPE، مشيرًا إلى أن هذا ليس بالأمر بالبسيط، بل احتاج قيادة متميزة من الوزارة وتحديد ومعرفة المعايير العالمية وإشراك كل الشركاء في العمل مما يدل على أن مصر تسير بخطى كبيرة في مجال التعليم وأنها أصبحت في قلب المجتمع الدولي التعليمي الذي يقود عملية التعليم في العالم.

كما أشار شيراز فى كلمته إلى "كيفية المضي بالتعليم فى مصر للأمام"، معربًا عن آماله فى حصول كل الطلاب المصريين على مستوى عالٍ متميز فى التعليم، وأن التعليم هو الأساس لبناء الإنسان فى مصر وخاصة الشباب.

ومن جانبه، قال نادر نبيل رئيس مكون حوكمة النظام المزدوج بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي "GIZ"، إن الوكالة تسعى لتحقيق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، لخلق فرص اجتماعية واقتصادية أفضل للشعب المصري، من خلال تنفيذ مشروعات في مجالات التعليم الفني والتشغيل ودعم القطاع الخاص والمياه والطاقة والحوكمة.

وأضاف نادر نبيل أنه في إطار الشراكة بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والوكالة الألمانية للتعاون الدولي تم تنفيذ مشروعات في دعم التعليم الفني فى مصر.

وأشار إلى أننا نشهد حاليًا الدعم المقدم في مشروعين (مشروع دعم التشغيل، ومشروع الدعم الفني لمبادرة التعليم الفني الشامل)، مؤكدًا أنها تستهدف عدة محاور أهمها تحسين جودة التعليم الفني وذلك من خلال دعم إنشاء إدارة تحسين وضمان جودة التعليم الفني بالوزارة، وإنشاء الهيئة المصرية لضمان الجودة والاعتماد فى التعليم الفني (إتقان)، ودعم شراكة القطاع الخاص لتطوير الجدارات وذلك من خلال مجموعة من القطاعات الاقتصادية الواعدة، وتحسين حوكمة منظومة التعليم المزدوج ودعم إنشاء منصات إدارة المنظومة على المستوى المركزي، ومستوى المحافظات، وتحسين جودة التدريب والتدريس للمدارس والشركات، بالإضافة إلى تطوير المناهج لتتواكب مع متطلبات سوق العمل، بالإضافة إلى تنمية قدرات معلمي التعليم الفني ودعم إنشاء الإدارة المركزية لمعلمي التعليم الفني وتفعيل دورات الجهة المختصة لخلق كوادر التعليم الفني.

وفي نهاية كلمته أثني نادر نبيل على التعاون والشراكة مع وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والشراكة الوثيقة مع القطاع الخاص وجميع الجهات العاملة في دعم التعليم الفني في مصر.

جاء ذلك بحضور شيراز شاكرا رئيس قسم التعليم بمنظمة يونيسف مصر، ونادر نبيل رئيس مكون حوكمة النظام المزدوج بالوكالة الألمانية للتعاون الدولي GIZ، والدكتورة هانم أحمد متخصص سياسات تعليم بمنظمة يونيسف مصر.

ومن جانب الوزارة، حضر الدكتور أحمد المحمدى مساعد الوزير للجودة والتخطيط الاستراتيجي، واللواء يسرى سالم مساعد الوزير لشئون الهيئة العامة للأبنية التعليمية، والدكتور أكرم حسن رئيس الإدارة المركزية لتطوير المناهج، وخالد عبدالحكم رئيس الإدارة المركزية لشئون المديريات، والدكتورة زينب خليفة مدير الأكاديمية المهنية للمعلمين، والدكتورة رباب زيدان مدير عام الإدارة العامة لشئون القيادات التربوية، ومديري المديريات التعليمية بقطاع الصعيد وعدد من قيادات الوزارة.

كما شارك عدد من الخبراء التربويين، ومجلس الأمناء والآباء والمعلمين، وأولياء الأمور والطلاب.