رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المليار الذهبى.. الإذن بالتنفيذ السريع

فى أحد المشاهد التليفزيونية القديمة، وتحديداً فى دراما "نهاية العالم ليست غدًا" سنة 1983. دار حوار بين رئيس التحرير وأحد الكتاب عن مقال جديد له بعنوان "الكوارث الطبيعية.. تتحول إلى كوارث صناعية".

يسأل رئيس التحرير الكاتب: يعنى إيه؟

يرد الكاتب: يعنى زلزال صناعى يدمر العالم أو طوفان صناعى يغرق الدنيا. وعلى سبيل المثال: إلقاء قنبلة ذرية فوق فوهة بركان خامد، يتسبب فى زلزال صناعى مفتعل يدمر كل شيء.

ينبهر رئيس التحرير، وتظهر عليه ملامح الاستعجاب وعدم التصديق. وينطق بكلمة واحدة منبهرًا: معقول هذا الكلام.

يقدم إليه الكاتب بعض الأوراق على مكتبه. 

ويقول له: هذا تقرير علمى مهم حصل عليه علماء من علماء أصدقاء لهم فى نفس الدولة التى تبحث وتجرى تجارب علمية متخصصة.

يتعجب رئيس التحرير: هى الحروب مش كفاية.

يرد الكاتب ويقول: "لا مش كفاية طبعاً. هذه الدول تفكر فى وسائل جديدة تانية مبتكرة، والهدف هو (تخفيف) العالم بهدف التخلص من الأزمات التى تتسبب فيها مشاكل العالم الثالث".

يرد الأستاذ عبد العزيز، رئيس التحرير على الكاتب: "ده جنان يا شكرى". 

يضحك شكرى بسخرية، ويقول: الحرب أصلاً حالة من الجنون، ممكن تقضى على الكل فى لحظة. 

يرد رئيس التحرير: جنون الحروب من قديم الأزل، ولها قوانينها، وتطور الأسلحة واختراعات الجديد الفتاك منها هو الأكثر ربحًا فى العالم. ولكن لن يصل الأمر إلى درجة عمل كوارث صناعية للتخلص من البشر، هذا كلام غير عقلانى. ولن أنشره لأنه غير منطقي.

يضحك الأستاذ شكرى ساخرًا، ويقول: هنروح بعيد ليه.. أليست قنابل الجراثيم والأوبئة نوعا من أنواع الكوارث الصناعية، وكورونا ومتحوراته ليسا ببعيد عنا. إنها الأوبئة شبه الطبيعية اللى تبيد الناس.

يتوقف رئيس التحرير، وينظر إلى الكاتب، ويقول: شكرى يا حبيبى، إحنا محسوب علينا ما ننشره.

يعلق الأستاذ شكري: "ومحسوب علينا السكوت أيضاً عن أى شيء يهدد البشرية".

يرد رئيس التحرير الأستاذ عبد العزيز، ويقول: أيوه، بس ده كلام مش رسمى، ولم يعلن عنه أحد بشكل رسمي.

يرد الأستاذ شكري: هل هناك من أعلن عن وجود القنبلة الذرية؟ بل بالعكس تمامًا، فوجئ العالم كله بإسقاطها وتفجيرها على هيروشيما ونجازاكى، وحسم الانتصار لصالح دول الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى وبريطانيا، وإعلان هزيمة دول المحور ألمانيا واليابان وإيطاليا.

يرد رئيس التحرير، ويقول: مجرد شكوك ليس لها أى أساس من الصحة.

يقول الأستاذ شكري: كل شيء تحيط به الشكوك فى عالم اليوم يا أستاذ عبدالعزيز،

وبالذات بالنسبة لمن يحاول السيطرة على العالم الثالث المسكين.

يتأمرون على اقتصاد العالم الثالث. 

يتأمرون على أمن العالم الثالث. 

يسعون لأن يصلوا إلى إنهاء العالم الثالث.

يصرخ رئيس التحرير، ويقول: هل سنكون مثل الحيوانات المنقرضة؟ 

هذه مؤامرة!

يعقب الأستاذ شكرى، ويقول: أنا متمسك بنشر مقالى كما هو!

 

نقطة ومن أول الصبر..

‏ما يحدث الآن من نزاعات، انقلابات مدبرة فى دول الساحل الإفريقية، وما يحدث من كوارث متتابعة، زلازل وفيضانات وأعاصير، وفى توقيت واحد لدول شمال إفريقيا ليس محض صدفة، وربما هى خطة شيطانية بإحكام للتمهيد للتدخل الأمريكى ومواجهة التمدد الصينى والروسى، وإحكام السيطرة على ثروات الساحل الإفريقي وخصوصا اليورانيوم والليثيوم.

 

هذا سيناريو مثلما هناك المليار الذهبى، وهو ليس مجرد مؤامرة أو خيال. ولكنه دخل حيز التنفيذ السريع لمن يرى أن بعض البشر استنفدوا فرص بقائهم على قيد الحياة.