رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"نظام الطيبات".. كلمة السرّ وراء الجدل الأخير حول تصريحات أحد الأطباء

نظام الطيبات
نظام الطيبات

إثارة كبيرة للجدل تسبب فيها أحد الأطباء بسبب ترويجه لنظام للعلاج يسمى "نظام الطيبات" متحدثًا عنه لأحد كبار الإعلاميين في إحدى حلقات برنامجه التي أذيعت مؤخرًا.

"نظام الطيبات" الذي روج له الطبيب زعم فيه أنه لا حاجة إلى العلاج الدوائي فقط يمكن العلاج من خلال اتباع النظام الغذائي الذي يصفه، موضحًا أن هذا النظام يمكنه المساعدة في علاج العديد من الأمراض المزمنة مثل السكر وارتفاع ضغط الدم وغيرها من الأمراض.

وقال هذا الطبيب إنه قد قام بتطبيق "نظام الطيبات" على مجموعة من المرضى لمدة تتراوح بين 4 إلى 6 أسابيع، ولاحظ تحسنًا في حالتهم، وهو ما سمح له بالتخلي عن الأدوية التي كانوا يتناولونها.

في الوقت نفسه، أوضح أنه طبق هذا النظام على مرضى السكر وارتفاع ضغط الدم والارتجاع المريئي، مشددًا على أنه لا يوجد لديه أبحاث علمية مكتوبة حول هذا النظام، وإنما اعتماده فقط على مراقبته للحالات التي عالجها، وهو الأمر الذي تسبب في غضب الكثيرين مما يروج له هذا الطبيب بل ومطالبة البعض بضرورة محاسبته.

كلام يتنافى مع المنطق والقرءان والأبحاث العلمية

في حديثها "للدستور" تقول الدكتورة عبير الباز استشاري التغذية العلاجية وجودة التغذية إن هذا النظام الذي يدعو له ذلك الطبيب خطأ ويرفضه المنطق كما يتنافى مع القرآن الكريم وليست الدراسات العلمية فقط.

وأضافت أن هذا الطبيب يدعو على السبيل المثال إلى البعد عن تناول المياه، وتساءلت: "كيف يمكن هذا والمياه هو العنصر الذي ثبت أهميته الشديدة للجسم، كما هو العنصر الذي ذكر في القرآن في آياته "وجعلنا من الماء كل شيء حي".

وتابعت الباز أنه يروج كذلك إلى عدم وجود أي غضاضة من إفطار مريض السكر من النوع الأول شيكولاتة سائلة، كما أنه لا ضرر حسب زعمه من عدم تناول هذا المريض لحقن الأنسولين، مشيرة إلى أن هذه الأمور في حد ذاتها كارثة، فقد تصيب مريض السكر بأضرار بالغة إذا اتبعها.

وأضافت أنه يزعم كذلك أن الخضروات غذاء غير هام، مشيرة إلى أن هذا أمر عار تمامًا من الصحة إذ أن جميع الدراسات قد أثبتت أهميتها وأنها يجب ألا تقل عن 50% من طعام الشخص سواء كانت خضروات ورقية أم لا.

وأردفت عبير متسائلة: "وأين الأبحاث التي اعتمد عليها هذا الطبيب في التوصل لهذه الطريقة في العلاج، وأي جامعة في مصر أو خارج مصر صدقت على صحة ما يقول"، مشيرة إلى أنه يجب قبل الترويج إلى أي علاج فإنه يجب أن يكون قد مرّ بمراحل بحث و تجارب متعددة تبدأ بالتجربة على الفئران ثم أشخاص متطوعين ثم يجب أن يمر بعد ذلك خمس سنوات على إعطاء الأشخاص العلاج، لملاحظة أوضاعهم خلالها ومن ثم استخلاص النتائج.

وختمت استشاري التغذية العلاجية أن هذا الطبيب وغيره ممن يتبعون نهجه يجب محاسبتهم لما يروجونه من مزاعم قد تودي بحياة المواطنين والمرضى منهم، مشيرة إلى أن الخطأ الأول يقع على من أعطى لهم الفرصة لكي يظهروا عبر الشاشات ويبثوا للمواطنين سمومهم.

وكان هذا الطبيب  قد أدلى بتصريحات خلال لقائه مع أحد الإعلاميين في برنامجه قائلا إن فكرة علاج الأمراض بالتغذية لديه بدأت بعد انتشار جائحة كوفيد-19، موضحًا أن والده تم علاجه من سرطان القولون عبر هذا النظام الغذائي الجديد الذي طوره بالتخلي عن الأدوية التي كان يتناولها، وتابع أنه قد تعرض لهجوم كبير من قبل أصدقاؤه الأطباء بعد عرض أبحاثه عليهم، وصلت حدًا أنه تمت مقاطعته وعدم التحدث معه “علموا لي بلوك”.

وحسب الطبيب فهناك قائمة من الأطعمة الممنوعة في "نظام الطيبات"، وهي الدقيق الأبيض بكل مشتقاته، العيش الفينو، المعجنات كاملة القلاش والباتيه، المكرونة، أي مشروبات تحتوي على الصودا والبريل، اللبن والجبنة القريش والرايب ومنتجات الألبان، البيض، الفراخ، البطيخ والشمام البقوليات كاملة "الفول، والبسلة، واللوبية"، الفول السوداني.

أما المسموح به في النظام الغذائي الذي يروج له ذلك الطبيب، فيشمل عيش كامل الحبة بالردة، الأرز،الفريك،الدرة،الدهون وقشطة وزيت زيتون،الجبن المطبوخ، وكذلك الحلويات مثل المربى والعسل والشوكولاتة "ما عدا الملبن والنوجا".

وأوصى الطبيب المروج لنظام الطيبات بتجنب تناول الجمبري والسبيط، كما أشار إلى أن ورق العنب لا يحمل قيمة غذائية كبيرة، وأن أوراق الخضراوات الأخرى يجب تجنبها نظرًا لمحتواها الضار.

أما بالنسبة لنظرية شرب 4 لترات من الماء في اليوم، فأكد أنه ينبغي تناول الماء فقط عند الشعور بالعطش، بل أنه ووفقًا لتصريحاته فإن الشرب الزائد للماء يمكن أن يؤدي إلى ظهور علامات سوداء أسفل العينين وزيادة احتمالية الإصابة بالاكتئاب، وفقًا لتصريحاته، كما بيّن طبيب نظام الطيبات أن المرضى يجب عليهم اتباع روشتة العلاج الخاصة به لمدة 6 أيام، بعد ذلك ستظهر النتائج.

اقرأ أيضًا: