رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فيضانات مدمرة.. هل تغرق إسبانيا بسبب تغيرات المناخ؟

إسبانيا
إسبانيا

طالت ظواهر التغيرات المناخية التي تضرب العالم، إسبانيا، بعد سيول درنة وزلزال المغرب المدمر، في وقت يتزايد القلق العالمي من آثار تغيرات المناخ على الظواهر الطبيعية والكوارث الإنسانية التي تضرب أماكن متفرقة من العالم دون سابق إنذار.

وضربت عاصفة شديدة مدينة مدريد الإسبانية في وقت مبكر من اليوم الجمعة، ما تسبب في فيضانات عارمة وتعطيل حركة السفر.

وقالت وسائل إعلام إسبانية، إنه تم إغلاق الطريق السريع M-40 جزئيًا بينما تعطلت خدمة المترو على عدة خطوط.


فيضانات في إسبانيا


كما تم الإبلاغ عن فيضانات على الطريق السريع A-2 ومحطة سكة حديد لا جارينا في الكالا دي إيناريس، شمال شرق مدريد.


تفاقم تغيرات المناخ


وفي مؤشر آخر على تفاقم ظاهرة التغير المناخي وما تحدثه من تحولات وتقلبات متطرفة تطال مجمل النظم المناخية والبيئية، ارتفعت درجة الحرارة في أوروبا بمقدار 2.3 درجة مئوية مقارنة بما قبل الثورة الصناعية (1850-1900)، أي بمعدل أسرع بمرتين من المتوسط العالمي منذ الثمانينيات، بحسب الأمم المتحدة.
وبينما ارتفعت درجة حرارة سطح الأرض بمقدار 1.2 درجة مئوية بسبب انبعاثات غازات الاحتباس الحراري، أشار مدير وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ بيتيري تالاس، في وقت سابق، إلى أن أوروبا هي أكثر منطقة في العالم تشهد تسارُعا في ارتفاع درجات الحرارة.
وكانت الوكالة الدولية قد أعلنت في نوفمبر الماضي، أن أوروبا شهدت ارتفاعا في درجة الحرارة بنسبة 0.5 درجات لكل عقد، أي أسرع بمرتين من متوسط مناطق الأرصاد الجوية العالمية الخمس الأخرى.
تفاقم الأزمات المناخية في القارة العجوز وحول العالم يكاد يصل لنقطة ذروة التراكم، وعندها لن يكون بوسع بلدان العالم سوى محاولة تحجيم الخسائر ومعاينة الأضرار والبحث عن سبل وقائية لا أكثر.

سعي متأخر


هذا التوجه شرعت به دول أوروبا بعد موجة الحر خلال الصيف الماضي، مع سعي متأخر جدا من بعضها لتطبيق بنود اتفاقية باريس وخفض انبعاثات الغازات الدفيئة.

وكان الاتحاد الأوروبي في 2019 يهدف للحد من الانبعاثات الغازية بنسبة 55 بالمئة بحلول عام 2030، عندما كانت الدول الموقعة على اتفاقية باريس غير ملتزمة بضوابطها، وكان العالم على أعتاب الزيادة في معدل درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، لكن في الوقت الحالي فهذا الهدف بات مستحيل التحقق والأجدى هو العودة لاتفاقية باريس قبل فوات الأوان.