رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحية لوزير التعليم!

يقولون في بلاد الإنجليز، أن تصل متأخرًا خير من أن لا تصل، ونقول نحن في بلدنا المستخبية تكسر المحرات! علاقة المثل الإنجليزي بالحكمة الريفية المصرية هو قرار وزير التعليم الأخير بحظر ارتداء الطالبات النقاب، قرار صائب للوزير يستحق الإشادة والمساندة وكل الدعم والتقدير، فالاتصال المباشر بين الطالب والمعلم واحد من أهم عناصر إتمام العملية التعليمية، لهذا كان القرار ضروريًا وحتميًا، وقد أحسن الوزير صنعًا باتخاذه، ويا ريت يكمل جميله، ويتابع معاليه بنفسه خطوات تطبيقه وإنفاذه!

المثل الإنجليزي واضح وبسيط ومفهوم، شارح نفسه بنفسه، وأي شروحات زيادة مش هيبقي ليها لزوم، أما الحكمة الريفية فمعناها بمنتهي الاختصار والبساطة، أنه باستطاعة أي"زلطة" مهما بلغ ضعفها وصغر تكوين حجمها، باستطاعتها وبإمكانها أن تكسر المحراث ما دامت غير ظاهرة ومختفية! أنا لا أقصد هنا تشبيه المنتقبة بالزلطة، "ولو قصدت هذا لقلته"، ولكني استعنت بالحكمة الريفية من أجل تقريب الصورة، فقط لتقريب الصورة، أما أخواتنا المنتقبات فلهن كل الاحترام والتقدير، لأنني حتي وإن اختلفت حول معتقدهن فيما يخص النقاب، فسأظل أحترمهن وأقدرهن كأخوات كريمات وفضليات مهما اختلفت القناعات! 

أنا شخصيًا لست مع ارتداء المرأة النقاب،"هذا رأيي" أنا لا أحبذ النقاب، ولا أجيد التعامل مع المنتقبات، ولن أدعي المثالية وأقول، إنني مع حرية الفرد المطلقة، لأنني أري بالأساس أنه ليس هناك شىء اسمه "حرية مطلقة"، فحرية الفرد تنتهي حين تبدأ حرية الآخرين، والفرد لا يعيش في هذا العالم بمفرده، وإنما يحيا وسط جماعة، تلك هي الحقيقة يجب على الجميع مراعاتها، وإدراكها، وفهمها، واستيعابها، من حق أخواتنا من النساء ارتداء ما طاب لهن من أغطية الرأس، وما راق لهن من الأزياء، من حقهن أن يرتدين الحجاب، أو الخمار، أو النقاب، وجميعها في بلدنا متاح، ولكن يظل من حقي أنا أيضًا أن أري وجه من أتعامل معه لكي أستريح وأرتاح، فأنا بالنهاية إنسان يحيا في جماعة، ويحتاج إلى معاملتهم، وأنا لا أجيد التعامل مع"الأشباح"، وأيضًا لا أقصد المنتقبات!

حفظ الله بلدنا وأعانكم وأعاننا.