رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حظر ارتداء النقاب فى المدارس.. رجال دين: لكل مؤسسة الحق فى وضع قواعدها الخاصة

طالبات المدارس
طالبات المدارس

أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى قرارًا بشأن الزى المدرسى ولائحة الانضباط المدرسى، استعدادًا للعام الدراسى الجديد ٢٠٢٣/٢٠٢٤، حيث تم التشديد على الزى المدرسى الموحد لجميع الطلاب والطالبات داخل المدارس لإظهار ترتيب وتناغم الطلاب وانضباطهم، وتحقيق التوافق النفسى والاجتماعى، من خلال إزالة الفوارق المادية والاجتماعية بين الطلاب وإرساء مبدأ العدالة والمساواة، والحد من التنمر والسخرية بين الطلاب، وكذلك التقليل من إهدار الوقت، والمنافسة بين الطلاب القائمة على التباهى والتفاخر، وخفض التكاليف، وتخفيف الأعباء المادية على أولياء الأمور.

وبالنسبة لغطاء الشعر للبنات، فقد شددت الوزارة أنه «اختيارى»، ويشترط فى الغطاء الذى تختاره الطالبة برغبتها ألا يحجب وجهها، ولا يعتد بأى نماذج أو رسوم توضيحية تعبر عن غطاء الشعر، بما يخالف ذلك، مع الالتزام باللون الذى تختاره مديرية التربية والتعليم المختصة، على أن يكون ولى الأمر على علم باختيار ابنته، وأن اختيارها لذلك، قد تم بناءً على رغبتها دون ضغط أو إجبار من أى شخص أو جهة غير ولى الأمر، على أن يتم التحقق من علم ولى الأمر بذلك.

وأكدت أنه لا يجوز لأى طالب أو طالبة ارتداء زى مخالف لما حددته الوزارة ولا يُسمح للطالب أو الطالبة بدخول المدرسة، والانتظام فى الدراسة حال المخالفة، مشددة على أن هذه المواصفات للزى المدرسى تسرى على المدارس الرسمية والخاصة والدولية التى تطبق مناهج ذات طبيعة خاصة.

رجال الدين: لكل مؤسسة الحق فى وضع قواعدها الخاصة

قال عبدالحميد الأطرش، الرئيس الأسبق للجنة الفتاوى فى الأزهر، إن النقاب فضيلة وليس فرضًا على النساء، من ترتديه احتُسبت لها هذه الفضيلة، ومن لا ترتديه ليس عليها أى عقاب، لأنه ليس فرضًا. 

وأضاف «الأطرش»: «ليس هناك أى مشكلة فى قرار وزارة التربية والتعليم بحظر ارتداء النقاب فى المدارس، ومن حقها إصدار مثل هذا القرار، خاصة أنه ليس فرضًا، بعكس الحجاب». 

وواصل: «الحجاب هو الفرض الوحيد الذى يجب على النساء ارتداءه بالطريقة الصحيحة، بحيث يكون على ثوب واسع فضفاض لا يصف ولا يشف، وكذلك غير لافت للنظر أو مُفصل للجسد». 

وأكمل: «قرار التعليم قد تكون له دواعٍ أمنية، لأن البعض يرتدى النقاب لتنفيذ جرائم داخل وخارج المدارس، وجائز أن القرار صدر من هذا المنطلق، للتأكد من هوية الطالبات، وهذا حق للمدرسة».

واتفق معه الدكتور أسامة قابيل، من علماء الأزهر الشريف، على أن النقاب ليس فرضًا على المرأة المسلمة التى يجوز لها أن تكشف وجهها وكفيها، أخذًا من قول الله تعالى: «وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا». وأوضح العالم الأزهرى أن «جمهور العلماء فسّر الزينة الظاهرة على أنها الوجه والكفين»، مضيفًا: «لو كان ستر الوجه فرضًا لصرّحت به الآية الكريمة بشكل واضح».

 وأضاف: «لكل مؤسسة الحق فى وضع قواعد أخلاقية ودينية لها، بما يتوافق مع الشرع الحنيف». 

وشدد العالم الأزهرى على أن الحجاب «غطاء الرأس» فرض باتفاق علماء المسلمين، مستشهدًا بحديث السيدة عائشة، رضى الله عنها، عن أبى داود وغيره: إَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ، رضى الله عنهما، دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ، فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللهِ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ، وَقَالَ: «يَا أَسْمَاء،ُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتْ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلَّا هَذَا وَهَذَا» وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم.

تربويون: حظر النقاب يمنع منتحلى الصفة من دخول المدارس

قال الخبير التربوى، تامر شوقى، إن كل دول العالم لديها قوانين منظمة للعمل بمختلف مؤسساتها، ولا تتعارض تلك القوانين مع القيم والأخلاقيات الدينية والاجتماعية لأى مجتمع، وعلى الجميع الالتزام بتلك القوانين ما دامت لا تتعارض مع الأخلاق والدين.

وأضاف: «من هنا يأتى قرار وزارة التربية والتعليم بتحديد مواصفات الزى المدرسى الموحد لجميع الطلاب بالمدارس الرسمية والخاصة لجميع الصفوف الدراسية، وأن غطاء الشعر للفتيات اختيارى، ويُشترط فى الغطاء الذى تختاره الطالبة برغبتها ألا يغطى وجهها».

وشدد على أن القرار يحمل العديد من الإيجابيات التى تشمل: حماية طالبات المدارس من أى تجاوز فى حقهن فى الشوارع ووسائل المواصلات، من خلال معرفة الجميع بأنهن طالبات، واحترام حق الفتيات فى اختيار ارتداء غطاء الشعر دون إجبارهن عليه وقهرهن فى مراحل عمرية مبكرة.

وذكر أن «حظر النقاب يمنع أى عناصر دخيلة أو منتحلة صفة من دخول المدرسة أو لجان الامتحانات أو ارتكاب أى مخالفات قانونية، كما يغلق الباب أمام أى محاولة للتمييز بين الطالبات على أساس دينى».

وواصل: «عملية التعليم والتعلم تتطلب تواصلًا من خلال تعبيرات الوجه بين المعلم أو المعلمة والطالبات؛ للتعرف على مدى فهمهن أو عدم فهمهن للدروس المختلفة أثناء شرحها».

وأشار إلى استغلال بعض الفتيات النقاب للغش بالسماعات الهاتفية أثناء الامتحانات، مختتمًا بأنه يتوجب على أولياء الأمور أن يعرفوا أن النقاب أو الحجاب لا يعنى التزام الفتاة بالأخلاق والدين، وأن الأهم من الملبس هو الالتزام بتعاليم الدين والأخلاق فى السلوك والتعامل مع الناس، وأن الملابس المناسبة لعمر الفتاة مع تربيتها الحسنة أفضل وسيلة لحمايتها.

 من جهته، قال الخبير التربوى، عاصم حجازى، إن شروط تحقيق التعلم الفعال تختلف فى المراحل التعليمية الأولى؛ كرياض الأطفال والمرحلة الابتدائية عنها فى المراحل الأعلى؛ كالمرحلتين الإعدادية والثانوية. 

وأضاف: «التلاميذ فى المراحل الأولى يعتمدون فى فهم المعلومات وإدراك المعنى على لغة الجسد، وعلى تكوين روابط إنسانية عميقة مع المعلم، ولذلك فإنه لا يجوز أن نضع الحواجز التى تحول دون تحقيق ذلك؛ كالنقاب وغيره».