الكنيسة البيزنطية تحيي ذكرى القدّيس الشهيد سفريانوس

تحتفل الكنيسة البيزنطية اليوم بذكرى القدّيس الشهيد سفريانوس، وعلى ما يعتقد، كان في سبسطية من أعمال أرمينيا، واستشهد في عهد الطاغية ليكينيوس، حول سنة 312-323، وذلك بالإضافة إلى تذكار القدّيسَين الصدّيقَين جدَّي المسيح الإله يواكيم وحنّة وجريًا على العادة المألوفة، تحتفل الكنيسة البيزنطية غداة عيد مولد السيدة العذراء، بعيد من كان لهما في هذا المولد الدور الاوّل، اعني بهما والدي مريم العذراء جدّي المسيح الاله يواكيم وحنّة.

اقرأ أيضًا: https://www.dostor.org/4495496

تفاصيل العظة الاحتفالية

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها، إننا لنفكّر بكلمة الربّ هذه: إنّه يريد "أن يجذب إليه الناس أجمعين" مَن يريد أن يجذب كلّ الأشياء، يجمعها أوّلاً ثمّ يجذبها. هكذا فعل ربّنا: يذكّر أوّلاً الإنسان بتشتّته وتفريقه خارجًا عن ذاته، جاعلاً إيّاه يجمع حواسّه وقدراته وكلماته وأعماله، وفي الداخل أفكاره ونيّته وخياله ورغباته وميوله وذكاءَه وإرادته وحبّه. عندما يصبح كلّ شيء مجموعًا، يجذب الله الإنسان إليه، لأنّه عليك التخلّي أوّلاً عن كلّ خيرٍ خارجيّ أو داخليّ تعلّقتَ به، واضعًا فيه كلّ الرضى. هذا التخلّي صليب مؤلم، وهو أكثر إيلامًا كلّما كان التعلّق أشدّ وأقوى.

لماذا سمح الله بألاّ يتشابه نهارٌ أم ليلٌ مع ما سبقهما من أيّامٍ وليالٍ؟ لماذا ما يساعدك اليوم على التفاني، لن يساعدك أبدًا غدًا؟ لماذا لديك مجموعة من الصور والأفكار الّتي لا تفيد شيئًا؟ يا ابني العزيز، اقبل هذا الصليب من الله وتحمّله، فيصبح لك صليبًا محبًا إذا استطعت أن تسلّم هذه المصاعب لله، وأن تقبلها منه بتسليم حقيقيّ، وتشكر الله عليها: "تعظّم نفسي الله في كلّ الأشياء" إن أخذ الله أو أعطى، فعلى ابن الإنسان أن يُرفَع على الصليب... يا ابني العزيز، دع هذا كلّه واجتهد في التخلّي الحقيقيّ... وفكّر في أن ترضى بحمل صليب التجربة على أن تبحث عن زهرة الوداعة الروحيّة... قال ربّنا: "مَن أَرادَ أَن يَتبَعَني، فَلْيَزْهَدْ في نَفسهِ ويَحمِلْ صَليبَهُ كُلَّ يَومٍ ويَتبَعني".