رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رفع السرية عن ملفات حرب أكتوبر 1973.. يوم الغفران.. الهزيمة!


 مع قرب مرور نصف قرن على هزيمة دولة الاحتلال الإسرائيلي، في معارك أكتوبر 1973 المجيدة، التي خلد فيها الجيش المصري والعربي الذي ساعد في الحرب، هناك قصص بطولة وسرديات مهمة لطبيعة الصراع العربي-الإسرائيلي، الصهيوني الذي دعمه الغرب، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية. 
نشر أرشيف دولة "إسرائيل" يوم الخميس، ما أطلق عليه : "مجموعة شاملة من آلاف الوثائق والصور والتسجيلات ومقاطع الفيديو"، ضمن مشروع إسرائيلي لحفظ الأرشيف الصهيوني في مختلف مؤسسات دولة الاحتلال بما في ذلك المكتبة الوطنية الإسرائيلية (...). 
*الباحث الإسرائيلي "مايكل باشنر" ينبش فى الوثائق! 
.. وفي استعراض وثائقي كتب الباحث الإسرائيلي "مايكل باشنر"، في الموقع الإلكتروني الإعلامي  الصهيوني الإسرائيلي "تايمز إف إسرائيل":
"لقد كانت لدينا تقييمات خاطئة": تم رفع السرية عن جميع ملفات حرب يوم الغفران المتبقية تقريبًا. 
العنوان، يفصح عن أهمية مثل هذا الأرشيف، الذي سيبقى معروضاقبل الذكرى الخمسين لحرب أكتوبر 1973، أو حرب يوم الغفران حسب التسمية الصهيونية. 
باشنر لفت إلى أن أرشيف الدولة الإسرائيلية يضم، ما كشف عنه السرية بالقول: "تكشف أرشيفات الدولة عن آلاف الوثائق والسجلات عن الفشل الاستخباراتي الذي سبق الحرب، والمناقشات حول الضربة الاستباقية".


.. وفي التحليل، نجد أن  نشر الأرشيف، في هذا الوقت من تخلخل دولة الاحتلال وحكومة نتنياهو اليمنية المتطرفة، هو محاولة إعلامية للتباكي، واحتواء ردود الفعل، يأتي ذلك، حسب الكاتب باشنر" قبل شهر من الذكرى الخمسين لحرب يوم الغفران، نشر أرشيف دولة إسرائيل يوم الخميس مجموعة شاملة من آلاف الوثائق والصور والتسجيلات ومقاطع الفيديو، مما يوفر نظرة متعمقة على الطريقة التي تم بها التعامل مع الحرب والأهم من ذلك الفشل الاستخباراتي الذي سبقه". 
*رفع السرية عن البروتوكولات والوثائق المتعلقة باتخاذ القرار قبل وأثناء حرب عام 1973. 
.. هنا يربط الباحث، عن محاولة  دولة الاحتلال، كشف ما تريد من المعلومات والوثائق، استنادا للقول:.. وفي حين تم رفع السرية عن العديد من البروتوكولات والوثائق المتعلقة باتخاذ القرار قبل وأثناء حرب عام 1973 على مر السنين، فقد تم الآن تقديم مجموعة المواد بأكملها للجمهور، باستثناء عدد قليل من الملفات التي لا تزال مغلقة".
.. وأشار باشنر: "يعرض الآن موقع ويب مخصص خصيصًا – حاليًا باللغة العبرية فقط – حوالي 3500 ملف أرشيف تحتوي على مئات الآلاف من الصفحات، و1400 وثيقة ورقية أصلية، و1000 صورة، و750 تسجيلاً، و150 دقيقة من المداولات الحكومية، وثمانية مقاطع فيديو. استغرق تحميل المادة عامين ونصف من العمل".
*رؤية 360 درجة لقصة الحرب. 
تنقل المقالة، على الموقع "تايمز إف إسرائيل"  الذي يصدر بعدة لغات عالمية منها الألمانية والفارسية والإنجليزية والعربية، ما قال مسئول أرشيف الدولة- الإسرائيلية" روتي أبراموفيتش": «هذه رؤية 360 درجة لقصة الحرب، التي أثرت على جميع مناحي الحياة في إسرائيل». "هذا هو أكبر كشف قامت به أرشيفات الدولة على الإطلاق".
.. وحدد "أبراموفيتش"، بعض المؤشرات لمحتوى الأرشيف بمايلي:
*أولا:
توفر بعض الوثائق سجلات للمداولات التي جرت بين رئيسة الوزراء آنذاك جولدا مئير وقادة الأمن في الأيام والساعات التي سبقت شن سوريا ومصر الحرب المنسقة في 6 أكتوبر 1973، بينما كانت إسرائيل تحتفل بيوم الغفران.


*ثانيا:
لم تتوقع إسرائيل تنفيذ الهجوم على الرغم من الإشارات الصارخة التي تشير إلى أن الجيوش كانت تستعد للغزو، معتقدة أنه بعد هزيمة مصر قبل ست سنوات في حرب الأيام الستة، فإن القاهرة لن تهاجم إلا إذا اكتسبت أولاً القدرة على شل سلاح الجو الإسرائيلي. .
*ثالثا:
قبل يوم واحد من بدء الحرب، أخبر رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية إيلي زيرا مائير أن التقييم السائد هو أن "استعداد إسرائيل ينبع بشكل أساسي من الخوف منا"، مضيفاً: "أعتقد أنهم ليسوا على وشك الهجوم، ليس لدينا أي دليل. من الناحية الفنية، فهي قادرة على التصرف. افترض أنهم إذا كانوا على وشك الهجوم، فسنحصل على مؤشرات أفضل.
*رابعا:
وفي تقييم آخر بعد ساعات، كرر زيرا ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي ديفيد إليعازر موقفهما القائل بأن سوريا ومصر من المرجح أن تخططا لعدوان محدود أو حتى مجرد نشر قوات دفاعية.


وأضاف العازار: "يجب أن أقول، ليس لدينا دليل كاف على أنهم لا يعتزمون الهجوم. ليس لدينا مؤشرات قاطعة على أنهم يريدون الهجوم، لكن لا أستطيع أن أقول بناءً على المعرفة أنهم لا يستعدون».


*خامسا:
في صباح اليوم التالي في الساعة 7:30 صباحًا - قبل 6.5 ساعة من بدء الحرب - قرأ لها السكرتير العسكري لمئير برقية ليلية من رئيس الموساد تسفي زمير، يشير فيها إلى أن الحرب كانت مسألة ساعات.
*سادسا:
ركزت المناقشة على ما إذا كان ينبغي شن ضربة استباقية، كما فعلت القدس في حرب عام 1967 قبل أن تتمكن جيوش العدو المتعددة من تنفيذ خطة هجومها.
لكن وزير الدفاع موشيه ديان قال: «لا يمكننا أن نسمح لأنفسنا بتوجيه ضربة استباقية هذه المرة، من منظور دبلوماسي. في الوضع الحالي، حتى قبل خمس دقائق أمر مستحيل. 
واتفق مئير مع ذلك قائلاً: "إن توجيه ضربة استباقية أمر مغر للغاية، ولكن هذا ليس عام 1968. فهذه المرة، يكشف العالم عن وجهه القبيح. لن يتم تصديقنا."
والسؤال الآخر هو ما إذا كان ينبغي تسريب معلومات إسرائيل علناً عن الهجوم الوشيك من أجل منع حدوثه.


*سابعًا:
يقول مصدر زفيكا [زامير] إنه يمكن إحباط الحرب عن طريق تسريب [المعلومات]. وقال الوزير يسرائيل جليلي، الذي لا تزال جملته التالية سرية: «زفيكا يقترح القيام بذلك».
*ثامنا:
دعا الوزير يجال ألون إلى تسريب المعلومات عن خطة الهجوم إلى وسائل الإعلام قبل جلسة مجلس الوزراء المقرر عقدها ظهر ذلك اليوم. ومع ذلك، لم تؤيد مائير سوى تسريب المعلومات إلى الدبلوماسيين الأجانب، وانتهى بها الأمر بملء السفير الأمريكي كينيث كيتنغ بعد أن قال ديان: "يجب أن نسير بحذر، حتى لا يكون هناك ذعر".


*تاسعا:
طلب مئير من كيتنغ خلال لقائهما نقل رسالة إلى مصر: "ليس لدينا شك في أننا سننتصر، ولكننا نريد أن نعلن... أننا لا نخطط لهجوم، ولكننا بالطبع مستعدون لصد هجومهم".
وعندما سأل كيتنغ ما إذا كانت إسرائيل ستوجه ضربة استباقية، أجاب مئير بأنها لن تفعل ذلك، "رغم أن ذلك كان سيجعل الأمر أسهل بالنسبة لنا".
*أخطاء ديان
يكشف الأرشيف، أنه : بعد يوم من وقوع الهجوم – وهو ما فاجأ إسرائيل مرة أخرى لأنه حدث في وقت أبكر مما كان متوقعا – اعترف ديان لمئير وألون بأن تقييماته قد ثبت خطؤها.
.. ولهذا قال ديان: «كان لدينا تقييم يستند إلى الحرب السابقة، وكان غير صحيح. وقال: "لقد كان لدينا ولآخرين تقييمات خاطئة حول ما سيحدث أثناء محاولة العبور [قناة السويس]".


.. وبسب، استعراض باشنر للوثائق، هناك حقائق، مؤكد أنها درست سابقا من حيث قيمتها الأمنية والسياسية والعسكرية والاقتصادية، فالباحث قال إن بعض البرقيات والمكالمات والمداولات، أفرزت أنه، في ساعة الحسم الأمني، كانت إسرائيل والغرب في خوف، من أن هناك من العرب، من سيحارب(...)، وفي ما نقل باشنر: بعد أيام فقط، وبعد أن اقتنعت واشنطن بأن إسرائيل لم تكن هي التي بدأت الحرب، قامت الولايات المتحدة*:
*1:
توفير الأسلحة،  والمعدات العسكرية، حيث قال مئير: "هناك قرار من حيث المبدأ من قبل [الرئيس الأمريكي ريتشارد] نيكسون بشأن [الطائرات الحربية] الفانتوم". الآن هناك فقط مسألة تنفيذ ذلك. 
 *2:
كان  [وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر]، يبحث بشكل محموم عن طريقة لنقل الأسلحة لإسرائيل جواً.
*3:
تم توثيق البروتوكولات في المذكرات الشخصية المكتوبة بخط اليد لإيلي مزراحي، مدير مكتب رئيس الوزراء في ذلك الوقت، والتي نُشرت بعض أجزاء منها سابقًا.
*4:
وفقًا لأرشيف الدولة، فإن المواد المنشورة حديثًا «توثق الأحداث في الوقت الفعلي في جميع المجالات: السياسية والعسكرية والدولية والعامة والمدنية» بما في ذلك "مداولات الحكومة، والمشاورات العسكرية السياسية، واجتماعات لجان الكنيست، ومراسلات وزارة الخارجية، مع ملفات وتقييمات الوضع فيما يتعلق بسير الحرب والدفاع المدني وتنظيم الجبهة الداخلية خلالها".
*5:
في النظرة الغربية والصهيونية، يعد أرشيف دولة الاحتلال، حسب الادعاءات إن: هذه المادة "توفر لمحة رائعة عن عملية صنع القرار في ظل ظروف عدم اليقين من قبل القادة، والقتال على مختلف الجبهات، والاتصالات السياسية التي جرت بوساطة الولايات المتحدة في نهاية الحرب و وبعدها مع مصر وسوريا، والمسار الذي أدى إلى توقيع ترتيبات فصل القوات مع مصر وسوريا».
بطريقة أو أخرى-لا تتبنى "الدستور"، ما يقر به التحقيق في الوثائق، لأنها تحتاج إلى مقارنات وتحليل الأطراف كافة، فيقول باشنر ان : انتهت حرب 1973 بوقف نهائي لإطلاق النار في 24 أكتوبر/ تشرين الأول، مع احتفاظ إسرائيل بالسيطرة على شبه جزيرة سيناء ومرتفعات الجولان، التي احتلتها في حرب الأيام الستة.
قُتل أكثر من 2500 جندي إسرائيلي وجُرح آلاف آخرون في القتال، إلى جانب آلاف القتلى والجرحى من القوات العربية المصرية والسورية العراقية. 
.. ما زلنا في الأرشيف العربي، نحتاج، عمليا لكشف السرية عن الوثائق، بعد نصف قرن من أهم حدث عسكري في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، سواء من نتيجة حرب أكتوبر 1973، ودور الجيش المصري، في حسم لحظة اختراق العنجهية الصهيونية، وتعزيز الروح التي تدعم قوة الشعوب كافة، في المنطقة والإقليم.