رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"جريمة قتل" و"مهمة سرية".. روايتان بريطانيتان على غرار رواية "موت فوق النيل"

رواية أجاثا كريستى
رواية أجاثا كريستى الأكثر شهرة "موت فوق النيل"

صدرت روايتان بريطانيتان خلال العام الجاري، الذي لم ينته بعد، تدور أحداثهما في مصر، الأولى تحت عنوان "جريمة قتل في القاهرة" والثانية "مهمة سرية في القاهرة"، تذكرنا برائعة الكاتبة الشهيرة "أجاثا كريستي" ورائعتها "موت فوق النيل"، حيث لا يزال كتّاب العالم مغرمون بـ"سحر مصر" وأرضها التي تحتوي على الكثير من الغموض والإثارة والجاذبية.

على خطى أجاثا كريستي

الروايتان تسيران على نفس خطى روايات الكاتبة البريطانية الشهيرة "أجاثا كريستي" المفعمة بالغموض والألغاز والإثارة، والتي كانت رواية "موت فوق النيل" أشهر روايتها على الإطلاق التي اتخذت من مصر مسرحًا لأحداثها، الأمر الذي جعلني أتساءل: لماذا يفضل مؤلفو العالم أن تكون مصر هي الأرض التي تدور عليها أحداث رواياتهم خاصة لو كانت روايات بوليسية؟

للإجابة عن سؤالي كان من المهم قراءة الروايتين الصادرتين حديثًا، بالإضافة إلى قراءة تعليقات القراء في العالم عليهما، بالنسبة لرواية "جريمة قتل في القاهرة" التي صدرت في 19 أبريل الماضي وتأليف الكاتبة مارثا بوند لدار النشر "داركفيلد بوكس"، فقد اختارت المؤلفة أن تكون البطلة هي الشابة لوتي سبريج التي تتمكن من حل لغز الجريمة التي حدثت خلال مرافقتها صاحب عملها إلى القاهرة وهي المدينة التي تمتلئ بالإثارة منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون، على حد وصفها.

على هذه الرواية، كانت أكثر تعليقات القراء منصبة على مصر، الأرض التي كانت مسرحًا لأحداثها، فقد استرعى انتباهي تعليق قارئة أمريكية تدعى "لين" كتبت: "أنا أستمتع حقًا بقصص مصر، أتذكر العديد من الأفلام عن تلك الأرض الرائعة والأهرامات عندما كنت صغيرة، شكرًا لك على الرواية يا مارثا".

غلاف الرواية الأولى

أما الرواية الثانية "مهمة سرية في القاهرة" التي صدرت عن دار "بولدوود بوكس" في 25 أبريل الماضي للكاتبة كيلي أوليفر، فقد وجدت فيونا فيج وكيتي لين، من المخابرات البريطانية، أنفسهما في قلب مصر يحققان في جريمة قتل وسط الصحراء في جو من الإثارة والصخب يعيدنا إلى أجواء روايات أجاثا كريستي وشارلوك هولمز. 

أيضًا، كانت التعليقات على هذه الرواية في اتجاه مصر "مسرح الأحداث"، فقد كتبت قارئة لم تكشف عن اسمها: "قصة ممتعة عبر القاهرة والمواقع الأثرية في مصر".

غلاف الرواية الثانية

سحر مصر

مصر أرض ملهمة وهذه حقيقة اعترفت بها الروائية الأشهر في عالم الجريمة، حيث أكدت في أحاديث سابقة أنها زارت مصر في شتاء عام 1910، وبقيت فيها مدة 3 أشهر، وضعت فيهم تصور لأول رواية لها تحت عنوان "ثلوج في الصحراء"، على الرغم من أن مصر لم تكن مسرحًا لأحداثها.

ولهذا عادت كريستي مرة أخرى لتعيد التجربة في عام 1923 حينها وكتبت روايتها "مغامرة المقبرة الفرعونية"، بعدها عادت بعد 14 عامًا لتكتب روايتها الأشهر  "الموت على النيل" أو "جريمة على ضفاف النيل"، حيث يحاول المحقق البلجيكي هيركيول بوارو فيها حل جريمة قتل في أرض الفراعنة. 

من خلال تلك التفاصيل ستعرف أن أهم أسباب تفضيل الروائيين "مصر" لتكون مسرحًا لروايتهم البوليسية، هي أنها الأرض الأكثر غموضًا في العالم والأكثر إثارة، فالرواية تزيد ثقلًا وسحرًا عندما تدور أحداثها في القاهرة ليس فقط من وجهة نظر مؤلفها ولكن أيضًا من وجهة نظر قارئها.