رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"طال الغياب".. جواز مرور كريم العراقى وكاظم الساهر إلى مصر

الشاعر كريم العراقي
الشاعر كريم العراقي

رحل عن عالمنا، صباح اليوم، الشاعر الكبير كريم العراقي، عن عمر ناهز 68 عاما.

ويرصد "الدستور" حسبما ذكر كريم العراقي في كتابه "الأغاني وحكاياتها" حكاية الأغنية الأولى التي غناها كاظم الساهر لحظة دخوله مصر.

بعد حرب الخليج الثانية كانت هناك صعوبة كبيرة جدا في التنقل إلى دول أخرى بالنسبة لكريم العراقي، وفي ذلك الوقت كان كاظم الساهر يحاول الحصول على تأشيرة لدخول البلاد، ويحكي كريم العراقي هذه الفترة بالتفصيل وكيف ولدت أغنية "طال الغياب"، حسبما ذكر كريم العراقي في كتابه "الأغاني وحكاياتها".

كريم العراقي

يقول كريم العراقي: “حكاية الأغنية الأولى التي غناها كاظم الساهر أول دخوله مصر، وهي قصيدة ”طال الغياب" وبدأت أولى حروفها على إثر مكالمة هاتفية بيني وبين كاظم الساهر، وكان هو في ذلك الوقت في الولايات المتحدة وأنا في العراق".

أوضاع البلاد

ويعرج كريم العراقي للحديث حول أوضاع البلاد في تلك الفترة، يقول: "في تلك الفترة ألقت حرب الخليج الثانية أوزارها، وأصبحنا كعراقيين أسهل علينا السفر إلى المريخ أو إلى كوكب زحل من الحصول على تأشيرة دخول لأحد بلداننا العربية، وفي الهاتف جاءني صوت كاظم الساهر "أبشرك يا كريم.. سندخل مصر"، فقلت: "ما أحلاها من بشرى"، فقال: "سأكون وحدي.. هي قصيدة إلى مصر"، فقلت: "ومتى موعد حفلتك؟"، وانقطع الخط "آلو.. آلو.. آلو".

انقطع الخط لكن حلم الزيارة والسفر لم يغادر كريم، وراح يلهب مشاعره، وراح يدور في غرفته ممسكا بقلمه من اين يبدأ، وكانت نقطة النهاية هي نفسها نقطة البداية وبقلمه الرصاص وعلى غلاف أحد الكتب راح كريم يسطر أولى حروف الأغنية.

آلو .. آلو

من معي

طال الغياب فأين أين الملتقى؟

إلى حيث يجري النيل تجري مشاعري 

ويصحو على شم النسيم خيالي

سأجري إلى محفوظ في حاراته 

وكنوز شوقي شاعر الأجيال

أحن إلى عبد الوهاب وفنه 

وأحني لأم كلثوم رأس جلال

جئناك يا أرض الكنانة 

يا مصر يا عطر الزمان

صوت من الأهرام أعلى 

هو صوت شعبك في الآذان.

من الطائرة

وانتهى كريم العراقي من الأغنية بعد أن استحضر فيها قاماتها الشامخة من نجيب محفوظ وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب وأحمد شوقي، وتلهف ليتحدث مع كاظم الساهر وينقل له الأغنية، لكن كاظم تأخر، وتأخر كثيرا: "كم تمنيت أن يكلمني كاظم بعد ساعة أو ساعتين، لكنه كلمني بعد يومين، واستقبل القصيدة بكل جوارحه وأسمعني اللحن من الطائرة المتجهة من امريكا للقاهرة"، ثم أنشد الأغنية ومجموعة معدودة من أخواتها من أغنيات، فكان وقعها خارقا ومدويا بين قلوب أبناء مصر".