رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قرن من الدماء

المستشار أمير يعقوب: «الإخوان» هاجمت القضاة فى العريش بـ«رصاص مُحرم دوليًا»

الدكتور محمد الباز
الدكتور محمد الباز و المستشار أمير يعقوب

وثّق المستشار أمير يعقوب، نائب رئيس مجلس الدولة، شهادته على عنف جماعة «الإخوان» الإرهابية، وكيف واجه هو وزملاؤه القضاة هذا الإرهاب فى العريش، عندما ذهبوا إلى هناك للإشراف القضائى على الانتخابات، وتعرضوا لهجوم بسيارة مفخخة فى الفندق الذى يقيمون فيه.

وروى «يعقوب»، خلال حواره مع برنامج «الشاهد»، تقديم الإعلامى الدكتور محمد الباز، عبر قناة «إكسترا نيوز»، تفاصيل هذا الهجوم الإرهابى الذى أدى إلى إصابته فى قدمه، وكيف واجه الإرهابى مُطلق النار عليه وجهًا لوجه، ورأى المستشار عمر حماد وهو يستشهد بجانبه. 

كما روى نائب رئيس مجلس الدولة تفاصيل إصراره على العودة إلى العمل مرة أخرى بعد تعافيه إلى حد ما من إصابته، وبذله مجهودًا مضاعفًا فى هذا العمل لإثبات جدارته به وبأنه «ليس عالة على أى أحد».

■ واجهت الإرهاب وجهًا لوجه فى سيناء.. ماذا حدث؟

- هذا صحيح، عادة فى الانتخابات البرلمانية يتم توزيع القضاة على الدوائر للإشراف على الانتخابات، أما بالنسبة لشمال وجنوب سيناء فلها خصوصية، إذ إن الإشراف يكون بناءً على طلب العضو القضائى نفسه. ورغم أنه فى ٢٠١٥ كانت ذروة العمليات الإرهابية فى سيناء، ووقعت العديد من الأحداث، فإننى طلبت الذهاب إلى العريش للإشراف القضائى على الانتخابات البرلمانية هناك.

«الإخوان» كانوا رافضين إشرافنا على الانتخابات فى العريش، والجماعات الإرهابية اعتقدت أنها صاحبة السيادة على المكان، وأن سيناء خرجت من الإطار الأمنى للدولة، لكننا صممنا على إعلان التحدى فى وجه هذه الجماعات، وإثبات أن سيناء كلها تابعة للسيادة المصرية، وأننا لن نفرط فيها.

عدم الإشراف القضائى على الانتخابات فى سيناء كان يعنى أن هناك نوعًا من انتقاص السيادة، وسيقال وقتها إن القضاة لا يريدون الإشراف بسبب خوفهم من الأحداث فى شبه الجزيرة، لذا الدافع الذى حركنا كلنا للذهاب إلى هناك للإشراف القضائى على الانتخابات كان دافعًا وطنيًا بحتًا، من أجل المشاركة فى تأكيد سيادة الدولة ضد جماعة «الإخوان» الإرهابية.

■ هل أخبرت العائلة بالذهاب إلى العريش؟

- لا، لم أخبر أى فرد من العائلة، كنت أعرف أن هناك احتمالية بعدم عودتى مرة أخرى، و«مكنتش عاوز أقلق حد منهم»، والدى ووالدتى متوفيان، ولم أبلغ زوجتى وأولادى.

■ هل كان لاستشهاد شقيق وزير العدل قبل سفركم إلى العريش دافعًا لتولى هذه المهمة؟

- نعم، المجموعة التى ذهبت لمراقبة الانتخابات فعلت ذلك لأخذ الثأر لزملائهم وكلاء النيابة الذين تم استهدافهم وقتلهم فى الأتوبيس أثناء العودة من العمل إلى مقر الإقامة.

كنا نشعر بأننا ذاهبون لأخذ ثأر زملائنا، وأننا لسنا جبناء ولا بد أن نشارك دون أى خوف، وسلاحنا فى ذلك القلم الرصاص المُستخدم فى كتابة الأحكام، وكان الإرهابيون مرعوبين من القضاة، لذا استهدفوهم فى شمال سيناء.

■ كيف تحركت مجموعة القضاة إلى شمال سيناء؟

- ذهبنا إلى الإسماعيلية أولًا، ومن هناك تسلمتنا القوات المسلحة، وتم توفير وسيلة تنقل وتأمين حتى وصلنا إلى مقر إقامتنا داخل أحد الفنادق فى شمال سيناء، فى السابعة مساءً تقريبًا، وعلى المستوى الشخصى كنت فى لجنة عامة وليست فرعية.

بدأنا فى تفقد اللجان الفرعية للتأكد من عدم وجود أى مشكلات، والقوات المسلحة وفرت لنا وسيلة تنقل، والعملية الانتخابية بصفة عامة سارت بشكل جيد، ونسبة التصويت فى شمال سيناء كانت من أعلى النسب الموجودة داخل مصر، ما يدل على رغبة أبناء المحافظة فى المشاركة بالحياة السياسية، وامتلاكهم وعيًا شديدًا.

بعدها انعقدت اللجنة العامة لفرز الأصوات، والموضوع حدث بسلاسة شديدة، ولم نشعر بأى قلق خلال يومى الانتخابات، فقد كان هناك تأمين كبير من القوات المسلحة للاستحقاق، وتعليمات للقضاة بعدم التنقل من مكان إلى آخر إلا بحراسة شديدة.

■ ماذا بعد إعلان نتيجة الانتخابات؟

- أُعلنت نتيجة الانتخابات، وذهبنا إلى فندق الإقامة فى الرابعة والنصف فجرًا، وكان كل شىء «تمام»، لكن فى حوالى السابعة والربع صباحًا استيقظنا على دوى انفجار شديد جدًا، كان لسيارة مفخخة انفجرت فى الفندق، ورائحة البارود كانت شديدة، وأصوات الرصاص كانت عالية، حتى أن باب الغرفة والزجاج طار بسبب الانفجار، وبدأ الحرس فى التعامل مع الإرهابيين.

ذهبت للاطمئنان على بقية الزملاء، فوجدت الشهيد عمر حماد مُصابًا وينزف من قدميه، فجريت نحوه كى أسنده، وسمعت صوت طلقات الرصاص، ولمحت أحد الإرهابيين يحمل سلاحًا، وأطلق النار علىّ.

وكان بينى وبينه متر ونصف المتر فقط.. «عينى جت فى عينه»، وعلى الرغم من أنه هو الذى يحمل السلاح، بدا عليه الخوف أكثر منى.

ما دار فى عقلى حينها هو «إنت بتضرب ليه؟... أنا بلا سلاح... أنا بساعد زميلى فقط.. الإنسان الطبيعى والسوى لا يؤذى أى شخص دون أى سبب، حتى لو حيوان أو أى كائن حى».. «كان هو اللى خايف» رغم حمله للسلاح، ولو كان إنسانًا طبيعيًا لتمكن من قتلى، لكن الخوف منعه.

أطلق الإرهابى طلقة نارية فى الأرض ردت فى رجلى، وبعدها أطلق النار على قدمى، وأؤكد أن عناصر جماعة «الإخوان» الإرهابية كانت تتعمد إطلاق النار على شرايين القدم، لأن نتيجة ذلك إما بتر القدم أو النزيف حتى الموت، كما أنهم استخدموا ضدنا رصاصًا مُحرمًا دوليًا، ينفجر داخل جسم المصاب به، وحتى الآن ما زالت هناك شظايا فى ساقى، بسبب هذا الحادث الذى تسبب فى قطع عصبين بساقى.

■ ما الذى حدث بعد إصابتك فى الفندق؟

- تم نقلى إلى المستشفى، وقبل أن يحدث ذلك فوجئت بجندى يقبّل يدى، وكان المستشار عمر حماد قد استشهد بجانبى. خسرت جزءًا من جسمى، ولم يعد بكامل كفاءته، وحاولت تقديم المساعدة لكل زملائى المصابين أثناء الهجوم الإرهابى ولم أهرب، وهو ما أفخر به بشدة، فلقد أديت دورى الوطنى والإنسانى، ولى الشرف أن دمائى تختلط بدماء رجال الجيش والشرطة فى سيناء.

بعد إصابتى، انتقلت إلى مستشفى العريش الدولى، وأبلغنى الطبيب بخبر استشهاد زميلى المستشار عمر حماد، وتم تخييرى بين الانتقال إلى مستشفى الجلاء العسكرى أو المركز الطبى العالمى، وكنت أريد أقرب مستشفى نظرًا لخطورة الإصابة، وتمنيت الموت بدلًا من بتر ساقى، وأخبرت زملائى بذلك.

لم أكن قادرًا على تحريك ساقى أو السيطرة عليها، الرصاصة جرحت الشريان ولم تقطعه من ستر ربنا، وتم نقلى إلى المركز الطبى العالمى، حيث خضعت إلى مجموعة من الفحوصات.

لم تستجب ساقى، ولم أكن أتقبل فكرة عدم وقوفى على قدمى مرة أخرى، لكن وقتها الجسم كان يعطى استجابات خاطئة نتيجة للصدمة، وكان فى استقبالى كل أعضاء الهيئات القضائية فى المستشفى، وعلى رأسهم رئيس المجلس الأعلى للقضاة والنائب العام.

كنت متأثرًا كثيرًا بالموقف وعدم حركة الساقين، خاصة مع وجود آراء طبية كبيرة بعدم تمكنى من الوقوف على قدمى مرة أخرى، لكنى خضعت إلى عملية جراحية، وكان الجزء الخاص بالأعصاب غير مبشر، لأن الأعصاب الطرفية لا تتجدد ولا تتمدد بطبيعة الجسم.

■ ما الذى حدث بعد ذلك؟

- سافرت إلى الخارج للخضوع إلى علاج طبيعى، وفى ٥ يناير ٢٠١٦ حدث بالصدفة أن تحركت ساقى أثناء هذا العلاج، شعرت بحركة قدمى بعد ٣ أشهر من الإصابة، ونظر لى الممرض والدكتور باستغراب.

كنت دائمًا بعد انتهاء الزيارة، أبدأ فى محاولات الوقوف على قدمى، لأننى لم أكن أتقبل فكرة أن أكون غير قادر على الحركة، وكنت مصممًا على الوقوف، وأضع رباطًا ضاغطًا كى يساعدنى على ذلك.

عقلى كان رافضًا للعجز، لم أتقبل أننى لن أقف على قدمى مرة أخرى، ومع تكرار المحاولات بدأت فى التحسن، وتم إجراء رسم عصب مرة أخرى، ووجدوا أن هناك أملًا فى أن ينمو ويجدد من نفسه، وكانت مفاجأة لكل الاستشاريين.

وعندما ذهبت إلى ألمانيا قالوا إنه سيتم تركيب مسامير، ولا مجال للوقوف على قدمى مرة أخرى، لكن كان لدىّ هدف أن أقف وصممت على ذلك، فرجعت من ألمانيا سريعًا، لم أتحمل حديث الاستشاريين هناك، فعدت إلى الطبيب المصرى، الذى طلب منى أن أسير أمامه، ولم يكن يصدق أن العصب مقطوع وأنا أقف على قدمى.

من المهم ألا يشعر المصاب بيأس، ومعظم المصابين فى سيناء لم يشعروا باليأس، علمًا بأنه فى هذه الحادثة استشهد ٢ من القضاة وأصيب مثلهما وكنت واحدًا منهما، وكان إجمالى عدد الضحايا ١٧ ما بين مصاب وشهيد.

■ كيف استقبلت الأسرة الحادث؟

- بعد إصابتى أصررت على أن أتحدث إلى زوجتى وأبلغها بالخبر، حتى لا تسمعه من الخارج فلا تصدق ما حدث، خاصة أننى كنت أخفى عنهم أنى أراقب الانتخابات فى سيناء، فحدثت لها حالة من الانهيار العصبى.

■ كيف أثرت الإصابة عليك من الناحيتين الصحية والنفسية؟

- بعد إصابتى برصاص جماعة «الإخوان» الإرهابية أثناء الإشراف القضائى على الانتخابات البرلمانية فى شمال سيناء عام ٢٠١٥، أصبحت لا أستطيع صعود السلم، وأجد صعوبة كبيرة فى المشى. 

لكنى رغمًا عن ذلك صممت على المشاركة فى العملية الانتخابية، وكنت أشارك عندما يأتينى توزيع فى لجنة فرعية، وشاركت فى كل الأماكن الانتخابية بعد ذلك، كما أننى شاركت فى الاستفتاء على الدستور، وكنت أتمنى أن يشفينى الله قبل الإعادة، لأن الدائرة الخاصة بى كانت بها إعادة، وكنت أتمنى أن أتعافى وأشارك.

وبعد حادث العريش، هناك عدد كبير جدًا من القضاة أصروا على المشاركة فى الإعادة بشمال سيناء، وعندما جاء لى المسئولون عن الانتخابات كنت أقول لهم: «أريد النزول إلى هناك»، ووقتها لم أكن أدرك حجم إصابتى، وكنت كل ما أريده هو المشاركة وأداء دورى من جديد، لم أكن أشعر بخوف أبدًا، الشعب المصرى بشكل عام لا يخاف من أحد إلا الله سبحانه وتعالى.

■ كان لديك إصرار ألا تستسلم وبعد إصابتك قررت العودة إلى عملك.. كيف عدت إلى عملك؟ 

- كل همى بعد العودة إلى عملى إثر إصابتى هو ألا أكون عالة على أى مكان، وألا أسمع كلمة أنى عالة بسبب هذه الإصابة، وبالتالى حاولت إثبات نفسى بشتى الطرق. 

كان التحدى الذى وضعته أمام نفسى هو أنه عندما تأتينى فرصة فى أى مكان، فأنا قادر على ممارسة عملى فيه بشكل أفضل مما كنت أمارسه وأنا إنسان طبيعى، دون أى يأس.

كلما أذهب لعملى وأعود للمنزل أشعر بألم رهيب فى قدمى حتى هذه اللحظة، لكنى أتعايش مع الألم، كل مصابى الأعصاب يعانون من ألم مزمن، وآلام الأعصاب تعتبر من أقوى الآلام طبيًا، بمجرّد أن يلمس أحد رجلى وكأن مسًا كهربائيًا أصابنى، ومع ذلك كنت أصر على البقاء فى العمل فترات طويلة حتى أنتهى من المهام المكلف بها. 

■ ما طبيعة عملك قبل الإصابة وبعدها؟

- كنت أعمل قبل الإصابة فى محكمة تابعة للقضاء الإدارى فى قنا، وبعد الإصابة جئت فى مكتب فنى قضاء إدارى وقضيت به ٦ أشهر، حتى بداية الحركة القضائية، ومن ثم اتجهت للمكتب الفنى للجمعية العمومية للفتوى والتشريع، ومستمر هناك حتى الآن. عندما تسلمت عملى بالجمعية العمومية للفتوى والتشريع كان رؤسائى يحبون أن يريحونى بعض الشىء، لكنى كنت أتضايق لرغبتى فى العمل، فبدأوا بتوزيع ملفات خاصة بتلخيص فتاوى، فى إطار «ميكنة» الجمعية، والحمد لله نجحت فى ذلك، حتى أصبحت الجمعية كلها «مميكنة» على أعلى مستوى، وأصبح هناك برنامج يضم جميع الفتاوى، ويُحدّث دوريًا، سواء على التليفون أو الكمبيوتر.

بدأت العمل من السنة الثالثة، وأحد الرؤساء قال لى: «إحصائياتك أعلى من زملائك الأصحاء»، فقلت: «قصدى من هذا إثبات أننى لست عبئًا على المكان»، إصابتى جعلتنى أبذل مجهودًا مضاعفًا، سواء بدنيًا أو نفسيًا.

لا يوجد أحد يشعر بالألم غير الشخص المصاب نفسه، أحاول أظهر فى الشغل أنى إنسان طبيعى، ولا يوجد عندى أى نوع من أنواع الألم، كما أن إدارة المجلس وزعتنى فى مكان يراعى إصابتى فى قدمى، فعملنا ذهنى أكثر منه بدنى.

كنت أمارس عملى الذهنى بأعلى طاقة ممكنة، لكن بعد العودة إلى المنزل أبدأ فى علاج نفسى، لدرجة أننى وضعت كمادات مياه ساخنة على رجلى فانحرقت رجلى دون أن أشعر، لأن أعصاب قدمى متقطعة ولا أشعر بالحرق.

أشعر بالألم الداخلى وكأننى أسير على زجاج أو كأن كهرباء مستنى، لكن الجلد لا يوجد به أى درجة إحساس، وهذا الألم ليس له علاج، وبالتالى لا بد أن أتعايش به، وفى نفس الوقت لا يجوز استخدام المسكنات طوال الوقت، لأنها ستؤثر سلبًا على أجهزة أخرى، هذا نصيبى من الألم، لكن هناك نصيبًا ثانيًا أقوى وهو أننى أشعر بالفخر بنفسى، وأن أشعر بأن دمى فى سيناء مع الكثير من الأبطال، وبالتالى أنا أشعر بأننى لست أقل منهم.

كل شبر فى سيناء مروى بالدم فعلًا، وليس مجرد شعار، وقد شاهدت ذلك على أرض الواقع، ورأيت كم التضحيات الكبيرة، وشعرت بأننى قد تغيرت وأصبحت أقوى بكثير، وأصبح الخوف فى داخلى منعدمًا تمامًا، فقد واجهت أعلى درجة من درجات الموت، وفى عملى حققت كل الأرقام القياسية فى الجمعية، بداية من عدد الفتاوى لإصدار أسرع فتاوى.

■ كيف ترى مَن يقولون إن «الإرهاب تصنعه الدولة للتغطية على بعض الأمور»؟

- عندما أسمع مثل هذا الكلام يصعب علىّ الدم الذى رُوى به أرض الوطن، وأشعر بغيرة على هذه الدماء، فالتقليل من تضحيات الآخرين، واتهام الدولة بافتعال مشكلة ما، هو كلام لا يخرج من شخص عاقل، فكيف يمكن للدولة أن تضحى بأبنائها، وفى نفس الوقت تحرص على علاجهم بآلاف الجنيهات؟

لا يوجد أى منطق أو عقل فى هذا التفكير، من يقول ذلك لا يمتلك أى درجة من درجات العقل، المسلم والمسيحى دمهما واحد فى معركة الوطن ضد الإرهاب، فإذا نظرنا على الأرض لن نستطيع أن نميز دم المسلم والمسيحى، ومن ضربنا لا نعرف هويته ولا ديانته.

■ هل تشعر بالرضا بعد مشاهدة الموت بعينك والألم الذى عانيت منه وما زلت تعانى؟

- راضٍ كل الرضا، وإذا عاد بى الزمن لن أتردد فى أن أفنى نفسى مقابل واجبى وعملى، كما أننى أشعر بكل الفخر.

لماذا يستهدف «الإخوان» القضاة؟

- السبب فى استهداف جماعة «الإخوان» الإرهابية القضاة هو أن القاضى لا يوجد ما يتحكم به إلا ضميره، فيضع الورق كله أمامه ويحكم بنزاهة شديدة، وحسب ما أفصحت عنه الأوراق بتجرد شديد، وهذا يؤرق الكثيرين. 

القاضى لا يملك السلاح، ولا يسير بالأسلحة الآلية ولا الخفيفة، لكنه يسير بالقلم الرصاص، هذا القلم الرصاص الذى يسطر به القاضى الحكم يتسبب فى حدوث العديد من المشاكل لدى هذه الجماعات المتطرفة، وبالتالى فإن جماعة «الإخوان» تريد ألا يمارس القضاة عملهم، وتحاول تحقيق ذلك من خلال ما ترتكبه من أعمال إرهابية ضد القضاة، وهى تريد إرهاب القاضى لإخافته، وعندما يخاف القاضى لن يمارس عمله، أو سينحاز لجانب على حساب آخر.