رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى أول رئيس لمصر..  فتحي رضوان عن محمد نجيب: تحالفت عليه فضائله وعيوبه

محمد نجيب
محمد نجيب

تمر اليوم الذكرى الـ39 لرحيل محمد نجيب أول رئيس لجمهورية مصر العربية، والذي رحل في مثل هذا اليوم الموافق 28 أغسطس 1984، عن عمر يناهز الـ83 عاما.

لذا ترصد الدستور في التقرير التالي سيرة محمد نجيب في عيون مثقفي مصر:

أول ضابط  في الجيش يحصل على ليسانس الحقوق 

يعد الرئيس الراحل محمد نجيب أحد أبرز الأسماء في قيادة ثورة يوليو 1952، والاسم الأول التى كانت تصدر به بيانات الضباط الأحرار. يكاد يكون من الأشخاص القلائل الذين حرصوا على الجمع بين العلوم العسكرية والدراسة في مجالات اخرى، وهذا ما تشير إليه سيرته"في عام 1927 كان أول ضابط في الجيش المصري يحصل على ليسانس الحقوق، ودبلوم الدراسات العليا في الاقتصاد السياسي عام 1929 ، ودبلوم آخر في الدراسات العليا في القانون الخاص عام 1931 وبدأ في إعداد رسالة الدكتوراه ولكن طبيعة عمله العسكري، وكثرة تنقلاته حالا دون إتمامها.

كتب الكاتب الصحفي والمفكر السياسي " فتحي رضوان"، تحت عنوان "محمد نجيب الرجل الذى تحالفت عليه فضائله وعيوبه"كان محمد نجيب أمينا ونزيها الى أقصى الحدود.

وتابع رضوان: "كان محمد نجيب شجاعا لايخاف شيئا ولا شخصا . وكان اخر الأمر جذابا يحصل على حب المجموع والأفراد، بغير قصد منه ولا سعى . هبة من الله، الذي يهب بعض الناس وجوها جذابه ويهب الآخرين أصواتا جميلة ، ويهب فريقا ثالثا ما لا يعد ولا يحصى هذه الصفات الثلاث، قفزت به الى مرتبة الزعامة الحقيقية، التي تستأثر بالقلوب من اللحظة الأولى، ولكنها كانت جميعا سبب محنته ومصدر متاعبه.

وأرجع رضوان ذلك إلى أن "أمانته جعلته عنيدا ورافضا لكل قرار فيه قبول فرأى الآخرين اذا أحس أن من وراء هذا القرار، نزولا عن تعاليه.

وأشار رضوان: بدأت الثورة وهو يسكن منزلا صغيرا في الزيتون ، ولم يكن لائقا برئيس دولة بكل المعايير، فهو مضطر لان يستقبل منات في وقت واحد، وليس في المنزل حجرة واحدة تتسع العشرين شخصا، وقد توعه في يوم وذهبت أزوره في حجرة نومه وكان هناك أحد الأصدقاء وهو عضو بارز بإدارة قضايا الأوقاف، كنا نتحرك بصعوبة في الفراغ القليل الذي يتركه لنا سريره. 

وهممت أن أشير إلى هذا ولو بعبارة قصيرة فرأيت على وجهه من علائم الرضا بحاله ، والتقيت بهذه الدار الصغيرة المسرفة في التواضع، ما اسكتني، وقد سمعت جمال عبد الناصر يعلق على سكن الرئيس نجيب في هذا المنزل بشيء من المرارة قائلا : احنا بتبالغ في كل شيء.. رئيس الجمهورية يستقبل مراسلين أجانب ..فهل هذا مكان يليق بهذا".