رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حياة تخالف المألوف.. فن اللامبالاة لـ مارك مانسون

فن اللامبالاة
فن اللامبالاة

يمضي أكثرنا مكافحًا في الحياة من خلال المبالغة في الاهتمام بأشياء كثيرة لا تستحق اهتمامًا منا، انظر جيدًا سوف تموت في يوم من الأيام بعد وقت ليس ببعيد وخلال الوقت القصير الباقي لك ليس لديك إلا مقدارًا محدودًا من الاهتمام الذي تستطيع أن تبذله فإذا مضيت هنا وهناك مهتمًا زيادة عن اللزوم بكل شئ وبكل شخص من غير تفكير واع ومن غير انتقاء سوف تخسر كل الجهات.

فن اللامبالاة

هناك شئ اسمه "فن اللامبالاة الذكي" ويعني أن تتعلم كيفية تركيز الأفكار وترتيب أولوياتها ترتيبًا فعالًا بحيث تنتقي وتختار ما يهمك فعلًا وتركز عليه، عندما تهتم بأشياء أكثر مما يجب فسوف تشعر بأن كل شئ ينبغي أن يكون مثلما تريده تمامًا لكن هذه حالة مرضية لأنك ستعتبر كل نزاع معك ظلم واقع عليك وسوف ترى في كل إزعاج إهانة شخصية لك وهكذا تتضخم الأمور لأنك ستكون محصورًا داخل جدران نفسك.

ما معنى عدم الاهتمام الزائد؟ وما المقصود باللامبالاة الذكية؟ 

عدم الاهتمام الزائد لا يعني عدم الاكتراث مطلقًا بل يعني أن تهتم بالأمر على النحو الذي يريحك أنت، أي تحتفظ باهتمامك للأشياء الكبيرة فقط، وغالبًا ما يحدث هذا عندما يصل الإنسان إلى مرحلة النضج وفيها يتعلم المرء ألا يهتم إلا بما يستحق اهتمامه 

يوضح الكاتب "مارك مانسون" مؤلف كتاب "فن اللامبالاة " أن السعادة ليست معادلة رياضة نحلها،إن القلق وعدم الرضا جزءان أصيلان من الطبيعة البشرية وهما مكونان ضروريان لخلق سعادة مستقرة.

  • المشاكل ثابت من ثوابت الحياة وعندما تحل مشكلة ما تظهر مشكلة أخرى.
  • تأتي السعادة من حل المشكلات ويجب أن يكون لدينا شئ نحله حتى نكون سعداء، فالسعادة إذًا شكل من أشكال الفعل وأنت لا تجدها جالسة تنتظرك في مكان ما أو في فكرة أو في وظيفة أو حتى في كتاب!
  • السعادة عمل يتقدم باستمرار لأن حل المشاكل عملية مستمرة، قد تكون تلك المشاكل بسيطة مثل تناول طعام جيد أو الارتحال إلى مكان جديد وقد تكون معقدة كالعثور على عمل يرضيك أو تصحيح وضع علاقتك بشريك حياتك.
  • من الأمور التي تصعب علينا حل المشاكل أن ننكرها أو نلقي باللوم على الآخرين، إنه أحد أشكال الهروب المؤقت الذي ربما يمنحنا الراحة على المدى القصير ولكنه يؤدي إلى العصبية وانعدام الأمان والاحساس بالعجز على المدى الطويل.
  • إن لكل منا طرقه المختارة من أجل تخدير ألم مشاكله.
  • ليس في الأمر مشكلة إذا استخدمنا تلك الأشياء بجرعات معقولة لكن كلما طال تفادينا مواجهة المشاكل كلما صارت أكثر إيلامًا عندما نجد أنفسنا مضطرين إلى مواجهتها في وقت ما.
  • المشاعر والانفعالات جزء من معادلة حياتنا، لكنها ليست المعادلة كلها،لا يعني إحساسي بأن شيئًا ما حسن أن هذا الشئ حسن حقًا وإحساسي بأن شيئًا آخر سئ لا يعني أن ذلك الشئ سئ بالفعل .
  • المشاعر والانفعالات ما هي إلا إشارات على الطريق أو مقترحات يقدمها لنا جهازنا العصبي وهي ليست حقائق ولا أوامر.
  • من هنا لا يجوز أن نثق بمشاعرنا على طول الخط بل يجب علينا أن نطور عادة الشك فيها.
  • إن اتخاذ القرار استنادًا إلى الحدس الانفعالي فقط من غير الاستعانة بالتفكير المنطقي لضبط هذا الحدس يؤدي بك غالبًا إلى الفشل.
  • هناك قدر من التضحية ملازم لكل شئ، فكل ما يمنحنا إحساسًا طيبًا سيجعلنا لا محالة نعيش إحساسا سيئًا أيضًا.
  • السعادة تتطلب نضالًا من أجلها، إنها ثمرة مصارعة المشكلات، لا تنبت البهجة من الأرض مثلما تنبت الورود والأزهار.
  • سواء كنت تعاني القلق أو الوحدة أو مديرًا مزعجًا في العمل فالحل يكمن في قبول تلك التجربة السيئة وليس محاولة تجنبها أو تفاديها.
  • يرغب الناس في أجساد رائعة مدهشة لكن جسدك لن يكون هكذا إلا إذا قبلت الألم والإجهاد الجسدي اللذين يرافقان العيش داخل صالة التمرينات الرياضية ساعة بعد ساعة وقضاء حياتك كلها تتناول وجبات صغيرة الحجم.
  • يرغب الناس في إقامة مشاريعهم الخاصة لكنك لن تكون رائد أعمال ناجح إلا إذا عثرت على طريقة تجعلك تتقبل المخاطرة وحالات الفشل المتكررة وساعات عمل طويلة مكرسة لشئ من الممكن ألا يدر عليك شيئًا على الإطلاق.
  • إن ما يقرر نجاحك ليس "ما تريد أن تستمتع به" ولكن مقدار الألم الذي ترغب في تحمله أو تقدر على تحمله
  • إذا كنت راغبًا في تغيير نظرتك إلى مشكلاتك فإن عليك أن تغير ما تعتبره ذا قيمة كبيرة وما تقيس به نجاحك أو فشلك.
  • هناك مجموعة من القيم التي تخلق للناس مشكلات سيئة يكاد حلها يكون مستحيلًا مثل المتعة والنجاح المادي وأن تكون دائمًا على صواب وأن تكون إيجابيًا على الدوام.
  • تبين من الدراسات أن الذين يركزون طاقتهم على المتع السطحية ينتهي بهم الأمر إلى أن يصيروا أكثر قلقًا وأقل استقرارًا من الناحية الإنفعالية وأكثر اكتئابًا.
  • المتعة ضرورة من ضروريات الحياة شريطة أن تكون بجرعات صحيحة
  • النجاح المادي ليس شرطًا للسعادة ومكمن الخطر هو وضعه في موضع متقدم على القيم الأخرى كأن تكون صادقًا ، محبًا للآخرين، متعاطفًا معهم.
  • تسير أمورنا على غير ما نحب ويزعجنا الناس، وتحدث لنا حوادث مزعجة أيضا فتجعلنا نشعر باستياء شديد.
  • لا بأس من هذا لأن الانفعالات السلبية مكون ضروري من مكونات الصحة الانفعالية أما إنكار هذا الجزء السلبي فهو ما يطيل أمد المشكلات بدلًا من أن يحلها.
  • عندما نرغم أنفسنا على البقاء إيجابيين طيلة الوقت فإننا ننكر وجود مشكلات في حياتنا وعندما ننكر مشكلاتنا فإننا نسلب أنفسنا فرصة حل المشكلات وتوليد السعادة في حياتنا.
  • إن المشكلات تضيف إلى حياتنا إحساسًا بالمعنى وبالأهمية وإن اخفاء مشاكلنا أو تجنبها يعني أن وجودنا لا معنى له.
  • هناك مجموعة من القيم الجيدة مثل ( الصدق، اتقان العمل، الدفاع عن النفس، احترام الذات، الإحسان، التواضع، وحب المعرفة)
  • وهناك مجموعة من القيم السيئة مثل (العنف، التلاعب بالآخرين ، السعي لإرضاء الجميع ،الحرص على احتلال مركز الاهتمام على الدوام ،الثراء من أجل الثراء فقط).
  • عندما تكون لنا قيم أو معايير سيئة نضعها لأنفسنا وللآخرين فإننا نهتم اهتمامًا زائدًا بأشياء لا أهمية لها .. أي نهتم بأشياء تجعل حياتنا اسوأ أما عندما نختار قيمًا جيدة فإننا نكون قادرين على توجيه اهتماماتنا إلى شئ أفضل، أي إلى أشياء لها أهمية، أشياء تحسن من حالتنا وتخلق لنا السعادة والنجاح أيضًا.

وكما يقول الكاتب "ريان هوليداي" مؤلف كتاب "العقبات هي الطريق" و"الذات هو العدو" ( تأتي المرونة والسعادة والحرية من معرفة ما يجب الاهتمام به والأهم من هذا أنها تأتي من معرفة ما ينبغي عدم الاهتمام به) 

ومن خلال قراءتك لكتاب" فن اللامبالاة" للكاتب "مارك مانسون" سوف تتعلم "كيف تكون حركتك خفيفة رغم ثقل أحمالك" و"كيف تتعامل بسهولة أكبر مع أسوأ مخاوفك" و"كيف تضحك من دموعك وأنت تذرفها".