رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"بريكس".. هل تقضى على هيمنة "الدولار" وتنقذ اقتصاد العالم؟

البريكس
البريكس

انطلقت أمس الأول الموافق 22 أغسطس قمة مجموعة دول "بريكس" المتوقع استمرارها حتى يوم 24 الجاري، وذلك بهدف توطيد دور المجموعة في النظام الاقتصادي العالمي، وقد أثيرت حول هذه القمة العديد من التساؤلات وتحديدًا ما قد ينتج عنها من تأثيرات على مستقبل الاقتصاد العالمي.

تقضي على مساوئ النظام النقدي العالمي الحالي

وصف الدكتور دياب محمد دياب، الخبير في إدارة الأزمات الاقتصادية، في حديثه لـ"الدستور"، مجموعة بريكس بأنها مجموعة قد تشكلت بهدف إنهاء النظام النقدي العالمي الحالي، بما يتضمنه من مساوئ أوقعت أضرارًا على العديد من دول العالم وأثبتت سلبيات عدة على مرور السنوات.

وأوضح أن بين هذه العيوب الخطيرة تبنى هذا النظام سيطرة العملة الوحيدة، وهي "الدولار"، منذ الحرب العالمية الثانية حتى الآن، وما يقابل ذلك من انهيار للعديد من العملات الأخرى أمام هذه العملة، وأثر ذلك على اقتصاد دول هذه العملات.

وأشار دياب كذلك إلى أن نظام النقد العالمي الحالي الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة تسبب فيما يعرف بالكساد التضخمي، وهو الأمر الذي يظهر قبل إفلاس الاقتصادي القومي للبلدان والذي نجت منه فقط - على حد قوله - دول الفائض مثل البلدان التي لديها مخزون للنفط وبعض الدول ذات الاقتصاد القوي، وذلك على عكس الدول ذات الاقتصاد المتوسط والضعيف التي زادت جائحة "كورونا" من الآثار السلبية على اقتصادها في ظل هذا النظام النقدي المعيب.

كما أكد أن من مساوئ نظام النقد الحالي والذي تحاول تجربة مجموعة بريكس القضاء عليه هو ما يُعرف بظاهرة رأس المال الوهمي، والتي تسببت في زيادة معدلات التضخم في كثير من البلدان، وغيرها من الآثار الاقتصادية السلبية.

وأضاف دياب أن نظام بريكس هو تجربة اقتصادية جديدة يحتاج إليها العالم، ومن شأنها على أقل تقدير خلق نوع من التوازن أمام العملة الواحدة "الدولار" تهدف إلى القضاء على هيمنتها وتكبح جماحها، وذلك باستهداف خروج عملة تخص المجموعة الجديدة.

أما عن انضمام مصر لهذه المجموعة أوضح الخبير الاقتصادي أنه سيثقل من أهمية المجموعة لما لمصر من أهمية اقتصادية كبيرة، ويتوقع أن يقلل من معدلات التضخم  بها بنسب من 2 بالمئة إلى ثلاثة بالمئة وهي نسبة ليست بالقليلة.

ما هي وما أهدافها؟

ومجموعة "بريكس" هى منظمة سياسية بدأت المفاوضات لتشكيلها عام 2006، وهى اختصار لأربع دول الأعضاء هى (البرازيل وروسيا والهند والصين) BRIC وانضمت جنوب إفريقيا إلى المجموعة لاحقًا فى عام 2010، لتصبح BRICS.

تسعى مجموعة دول بريكس للتحول إلى قوة اقتصادية عالمية على غرار دول مجموعة السبع الصناعية، وقد تخطت العديد من العقبات قاطعة أشواطًا لا بأس بها لفرض نفسها كقوة عالمية.

ويشكل اقتصاد دول المجموعة مجتمعة أكثر من 26% من الاقتصاد العالمي، بينما يشكل عدد سكان هذه الدول 40%، من سكان العالم.

وكانت قد اتفقت دول تلك المجموعة على بعض أسس إصلاح النظام المالى والنقدى الدولى، وذلك بإنشاء بنك التنمية الجديد (NDP) يقوم البنك بتقديم القروض والمعونات للدول الأكثر احتياجًا.

كما أنشأت صندوقًا احتياطيًا للطوارئ لدعم الدول الأعضاء التى تكافح من أجل سداد الديون بهدف تجنب ضغوط السيولة، وتمويل عدد من المشروعات فى الدول النامية.

وحسب وزيرة الخارجية فى جنوب إفريقيا ناليدى باندور، فقد تقدم قادة 23 دولة بطلبات رسمية للانضمام إلى المجموعة من بينها: الجزائر والأرجنتين والبحرين وبنجلاديش وبيلاروسيا وبوليفيا وكوبا وإثيوبيا وهندوراس وإندونيسيا وإيران وكازاخستان والكويت والمغرب ونيجيريا، وفلسطين والسعودية والسنغال وتايلاند والإمارات وفنزويلا وفيتنام، كما قدمت طلبات غير رسمية أخرى للانضمام إلى المجموعة.

 يُذكر أن الدورة الحالية هي الدورة الـ15 لهذه القمة، وقد تمت دعوة قادة 67 دولة، و20 ممثلًا لمنظمات دولية، وحتى الآن أكدت 34 دولة مشاركتها، علمًا بأن الرئيس فلاديمير بوتين  يشارك في القمة عبر تقنية "الفيديو كونفرانس".