رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تحدى الجامعة العربية

أفتخر بالدور الذى تقوم به مصر فى سبيل استقرار دول المنطقة والحفاظ على حياة شعوبها، وهو دور لا يكتفى بالشجب والإدانة أو الإشادة. ولكن أيضاً باستغلال جميع أدوات التفاوض لدعم الحلول والالتزام بها، وذلك تحت مظلة احترام إرادة الشعوب دون فرض حلول عليها بالبراشوت وعدم اقحام نفسها فى الشأن الداخلى للدول، ودعم الإرادة الوطنية لهم.
 
تحاول العديد من الدول القيام بدور فى القضايا المعلقة، وفى المقدمة القضية الفلسطينية. ولكن لا تزال مصر لها مكانتها المركزية فى حل مثل تلك القضايا سواء لتاريخها الطويل كطرف فى المفاوضات والحلول، أو فى حرصها على مستقبل الشعوب بالحفاظ على المصالح المشتركة للجميع بدون تجاهل أو اهمال. وهو منهج معتدل فى العلاقات الدولية يراعى الإنسانية قبل الأجندات والمصالح الخاصة. وهو منهج متفرد فى ظل التعقيد الذى تشهده العلاقات الدولية الآن.
 
الشكل العام للعديد من الدول العربية لا يسر عدوًا ولا حبيبًا فى السودان وسوريا والعراق ولبنان وفلسطين واليمن.. انقسامات وحروب أهلية وتردى الحالة الإنسانية.. وهو ما يحتاج إلى دور فعلى لجامعة الدول العربية لحل كل تلك المشكلات بشكل حقيقى. ولا يمكن المقارنة هنا بينها وبين الأمم المتحدة.. لأن الأخيرة تنجح فى فرض العديد من مواقفها على مستوى العالم. هذا ما كتبته فى الدستور فى 10 نوفمبر 2022. 

لا يزال الحال كما هو لا يسر أحد. ووصل الحال إلى أن بعض الدول الأعضاء فى الجامعة العربية، مثل: مصر، أصبح لها مواقف أكثر قوة من موقف الجامعة نفسه. ودليل ذلك أن لقاءات القمم العربية المصغرة الثنائية والثلاثية والرباعية، يتم الدعوة لها وعقدها بمبادرات فردية من مصر وغيرها من الدولة العربية، وبعيداً عن الجامعة العربية. ويكون لها تأثير عملى على الأرض.
 
كتبت قبل ذلك أن الأيام القادمة لا تحتاج إلى احتفالات ومهرجانات ولقاءات لا فائدة حقيقية منها فى توطيد العلاقات العربية - العربية. وأن عقد اللقاءات وتشكيل اللجان واتخاذ قرارات غير ملزمة.. دون إنجاز حقيقى سوى صرف المزيد من المكافآت والصرف على تكلفة اللقاءات الضخمة ودعوة الموالين والمقربين، وضياع الميزانيات فيما ليس له قيمة حقيقية مضافة. وهو الحال الذى يحافظ عليه البعض استمراراً للحفاظ على المكانة الدبلوماسية والمكتسبات المالية خاصة لمن انتهت فترته ولا يزال يجدد له. الجامعة العربية تحتاج إلى وقفة عربية لتصحيح المسار لتكون نافذة وحاسمة بالمساواة والعدل فى المواقف بين جميع الدول الأعضاء بعيداً عن تأثير الدول الممولة وسيطرتها.

نقطة ومن أول الصبر..
فى الإمكان أبدع مما كان لو كان لدينا إرادة وطنية عربية حقيقية.
 
من المستحيل تجاوز الوضع الحالى طالما لا زلنا أسرى الحلول التقليدية التى وصلت بالجامعة العربية فى الكثير من الأزمات إلى نقطة الصفر والمزيد من تأزم الأوضاع.