رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمرو على عضو اتحاد منتجى الدواجن: الحكومة تسعى جاهدة للتوسع فى الرقعة الزراعية لزيادة مدخلات الإنتاج خاصة الذرة الصفراء

عمرو على
عمرو على

كشف عمرو على، عضو اتحاد منتجى الدواجن، عن عودة قطاع الدواجن للعمل مرة أخرى بعد الأزمة التى عاشها منذ مارس ٢٠٢٢، وذلك نتيجة توفير كميات كبيرة من خامات الأعلاف، لافتًا إلى أن الدواجن هى أقل السلع فى الارتفاع مقارنة بالسلع الأخرى مثل اللحوم.

وأضاف «على»، فى حواره لـ«الدستور»، أن هناك تراجعًا فى القوة الشرائية بنسبة ٥٠٪ رغم تراجع الإنتاج بنسبة ٦٠٪، وأدى ذلك إلى وجود فائض كبير يمكن تصديره، لافتًا إلى أنه «قبل الأزمة كانت مصر تنتج مليونى طائر يوميًا والآن لا يتخطى الإنتاج ٧٠٠ ألف».

■ بداية.. إلى أين وصلت أزمة الدواجن؟

- الأزمة مستمرة نتيجة نقص السيولة الدولارية ولكن ليس بنفس الدرجة التى كانت عليها العام الماضى، حيث تأثر جميع القطاعات الصناعية، خاصة قطاع الدواجن، وهناك أوقات تشهد نقصًا فى خامات الأعلاف ويتسبب ذلك فى حالة من عدم الاستقرار بالسوق وتنتج عنها زيادة فى أسعار الأعلاف.

وخلال الفترة الماضية ارتفعت أسعار الأعلاف بشكل مفاجئ بعد تراجع استمر عدة شهور، وحاليًا بدأت أسعار الأعلاف تعود لطبيعتها.

■ كيف رصدت حركة الأسعار فى سوق الأعلاف؟

- سجلت أسعار الأعلاف منذ أسابيع ١٥٥٠٠ جنيه للطن، واليوم تسجل ١٢٥٠٠ جنيه للطن، وتراجعت أسعار فول الصويا من ٢٩٥٠٠ جنيه للطن إلى ٢٦٠٠٠ جنيه للطن، كما تراجعت أسعار العلف البلدى من ٢٣ ألف جنيه إلى ٢١٠٠٠ جنيه للطن.

■ ما النتائج المترتبة على أزمة الدواجن؟

- نتج الكثير عن أزمة الدواجن الأخيرة، أبرزه خروج عدد كبير من المستثمرين من القطاع، والشركات التى استمرت تعرضت لخسائر فادحة، والقطاع يعمل بنسبة ٣٥٪ من طاقته الإنتاجية، والمشكلة الأكبر هى صعوبة عودة القطاعات التى خرجت من السوق لأنها من صغار المربين، وبعد الأزمة وضعت البنوك شروطًا صعبة لإتاحة التمويل للمربين، لذا تراجع الإنتاج وارتفعت أسعار الدواجن وبيض المائدة.

■ كم بلغت نسبة التراجع فى الإنتاج؟

- شهد قطاع الدواجن تراجعًا كبيرًا فى الإنتاج، حيث تراجع بنسبة ٦٠٪ منذ بداية الأزمة فى مارس ٢٠٢٢، وقبل هذا التاريخ كانت مصر تنتج مليونى طائر يوميًا، وحاليًا الإنتاج لا يتجاوز ٧٠٠ ألف طائر.

■ هل نمتلك فرصة للتصدير؟

- من الممكن أن تكون لدينا فرصة لتصدير الدواجن المجمدة، حيث إن القوة الشرائية تراجعت بنسبة ٥٠٪ ولدينا فائض كبير فى المعروض، وهو بُشرة خير بالنسبة للتصدير، وفى اعتقادى أن القوة الشرائية إذا عادت لما كانت عليه فستكون فرص التصدير للخارج صعبة، وفى الوقت الحالى أرى ضرورة التصدير للخارج وذلك بهدف التخلص من الكميات الفائضة من الإنتاج.

■ ماذا عن إنفلونزا الطيور؟

- هناك بعض المنشآت التى أثبتت خلوها من إنفلونزا الطيور، وفى حالة الرغبة فى تصدير الدواجن مجمدة فإن هذا الشرط لن يكون ضروريًا لأن الفيروس ينتقل عبر الطيور الحية فقط، وأتمنى غلق باب الاستيراد من الخارج بهدف حماية الصناعة الوطنية والحفاظ على العمالة، وأتمنى أيضًا زيادة الاستثمارات وعودة القطاعات التى خرجت منه.

■ ماذا عن الاستثمارات فى القطاع؟

- هناك الكثير من الاستثمارات الأجنبية فى القطاع، وأغلب هذه الاستثمارات موجود قبل الأزمة الأخيرة التى تعرض لها القطاع، ومنذ حدوثها لم تدخل أى استثمارات جديدة للقطاع.

■ كيف يمكن أن يتعافى القطاع؟

- قطاع الدواجن يعد من أهم القطاعات التى تمس الأمن الغذائى، لذا يجب الاهتمام به وعودته مرة أخرى لسابق عهده وحل المشاكل التى تواجهه فى أسرع وقت، ويجب كذلك توفير مستلزمات الإنتاج من ذرة صفراء وفول صويا وإضافات الأعلاف والأدوية البيطرية، وبالتأكيد فإن توفير كل ذلك يسهم فى عودة القوة الشرائية مرة أخرى وبالتالى تعافى القطاع.

■ ماذا عن مصانع الأدوية البيطرية؟

- لدينا مصانع أدوية كثيرة، ورغم ذلك فهى تعمل بحوالى ٥٠٪ فقط من طاقتها الإنتاجية، لذا فإن لدينا أزمة فى توفير الأدوية البيطرية ونستورد أغلبها من الخارج، وفى حال عملت تلك المصانع بطاقتها الكاملة فإنها ستغطى السوق المحلية بالكامل.

■ ما حجم استهلاك مصر من الذرة الصفراء وفول الصويا سنويًا؟

- مصر تستهلك ٨ ملايين طن من الذرة الصفراء و٣ ملايين طن من فول الصويا سنويًا، والإنتاج المحلى يتراوح بين ١٠٪ و١٢٪ فقط من حجم الاستهلاك العام، وفى حال عدم حل تلك الأزمة ستتفاقم.

■ كيف ترى خطة الحكومة لمواجهة نقص الأعلاف؟

- الحكومة سعت جاهدة خلال الفترة الماضية للتوسع فى زراعة مدخلات الإنتاج، خاصة الذرة الصفراء، حيث زاد الإنتاج المحلى بحوالى ٣٠٪ بعد الأزمة، من خلال التوسع فى زراعة مساحات كبيرة من الذرة الصفراء.

وأرى أنه يجب التوسع فى زراعة فول الصويا وزيادة التركيز فى القطاع الداجنى، خاصة أنه من القطاعات المهمة التى لها دور كبير وفعال وملموس فى الاقتصاد الوطنى، ويسهم فى تشغيل عدد كبير من العمالة وبالتالى القضاء على البطالة.

■ هل يسهم توافر مدخلات الإنتاج فى عودة صغار المربين للقطاع؟

- بالتأكيد، فإن توافر مدخلات الإنتاج بأسعار جيدة يسهم فى عودة صغار المربين الذين خرجوا من القطاع، وأيضًا يزيد الثقة فى قطاع الدواجن، ويشجع المستثمرين على ضخ استثمارات جديدة، وبالتالى تعود عجلة الإنتاج للعمل بكل طاقتها ويترتب على ذلك استقرار الأسعار.

■ كيف يمكن التعامل مع الأمراض الوبائية الخاصة بالدواجن؟

- هناك عدة إجراءات يمكن اتخاذها، أبرزها توفير التدريب والتوعية لمربى الدواجن بشأن الأمراض الوبائية المنتشرة وطرق الوقاية منها، ويجب أن يكون المربون على دراية بأعراض الأمراض وكيفية التعامل معها، كما يجب توفير بيئة نظيفة للدواجن ومعداتها، بما فى ذلك الأقفاص والمغذيات ومواقع التفريخ، ويجب تنظيف وتعقيم هذه المناطق بانتظام للحد من انتشار الأمراض.

كما يجب على المربين العمل بالتعاون مع السلطات الصحية والبيطرية المحلية للتأكد من الامتثال للمعايير الصحية والوقائية، ويمكن أن تشمل هذه الإجراءات التحقق من الطيور المصابة وإبلاغ الجهات المختصة فى حالة وجود أى حالات مشتبه بها، ويجب التخلص من النفايات الحيوانية والطيور الميتة بشكل صحيح وفقًا للمعايير الصحية، ويمكن استشارة السلطات البيطرية بشأن طرق التخلص السليمة من تلك النفايات.

ويجب أن يكون التعامل مع الأمراض الوبائية للدواجن جزءًا من الاهتمام الشامل بالصحة الحيوانية والسلامة الغذائية، ويعد تطبيق المعايير الصحية والوقائية الصارمة فى القطاع أمرًا حاسمًا لحماية الدواجن وصحة الإنسان.

■ ماذا عن موجة الحر الشديدة ومدى تأثيرها على الدواجن.. وكيف يمكن التغلب عليها؟

- من بين الحلول توفير نظام تبريد فعال، ويجب توفير منظومات تبريد موثوقة فى المزارع للتحكم فى درجات الحرارة وتقليل التوتر الحرارى على الدواجن، ويمكن استخدام التكييف والمراوح ورش الماء وأنظمة التبريد الأخرى للمساعدة فى الحفاظ على درجات حرارة ملائمة داخل المزارع.

وعند التخطيط لأى عملية إنتاج فيجب أخذ الموجات الحارة التى قد تتعرض لها البلاد فى الاعتبار، ويمكن تعديل جداول التغذية والتسمين والتفريخ لتجنب تعرض الدواجن لدرجات الحرارة الشديدة فى فترات الذروة، ويجب توفير كميات كافية من الماء النظيف للدواجن للترطيب والتبريد.

ومن بين الحلول الفعالة، كذلك، تدريب العاملين فى مجال صناعة الدواجن على كيفية التعامل مع الموجات الحارة وتأثيرها على الدواجن، ويجب توعية المربين والعاملين فى المزارع بأعراض التوتر الحرارى وكيفية التعامل معها، كما يجب أيضًا مراقبة حالة الدواجن بشكل مستمر خلال فترات الحرارة الشديدة واتخاذ الإجراءات اللازمة فى حالة ظهور أى علامات غير طبيعية.