رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

البالة تصل إلى الزي المدرسي.. رحلة البحث عن ملابس «درجة ثانية»

الزي المدرسي
الزي المدرسي

صُدمت غادة محمود، ولي أمر طالبة في المرحلة الإعدادية، حين ذهبت لشراء الزي المدرسي لابنتها هذا العام، لاسيما أنها لديها فتاة أخرى في المرحلة الابتدائية: «سعر الزي المدرسي الواحد بيوصل لـ500 جنيه لأن فيه تي شيرت صيفي وآخر شتوي وبنطلون وجاكت وسعره السنة دي تضاعف».

توضح أنها ذهبت لأكثر من محل ولم تجد فروق قوية في الأسعار جميعها تترواح في نفس المتوسط: «عشان أجيب للاتنين من ولادي هدفع حوالي 1000 جنيه، دا غير الكتب الخارجية ومصروفات المدرسة والمستلزمات الكتيرة».

لم تجد غادة حلًا سوى البحث عن أسواق أخرى لشراء الزي المدرسي بأسعار أقل: «أسواق البالة والأوت ليت عندهم الزي المدرسي بأسعار تبدأ من 200 جنيه، لكنه في الآخر لبس مستعمل لكن مفيش حل غيره لأن الجديد أسعاره مرتفعة».

ابتعات غادة اثنان من الزي المدرسي في محلات البالة و«الاستاندات» في منطقة العتبة من أجل الطالبتين، واضطرت فور وصولها للمنزل إلى غسلمها جيدًا وفي نفس الوقت تشعر بالخوف من إصابة أحدهما بأي أمراض جلدية نتيجة استخدام ملابس البالة للزي المدرسي.

ارتفاع أسعار الزي المدرسي

وصل الأمر إلى البرلمان حيث تحدثت حنان يشار عضو لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب إن زي المدارس شهد ارتفاعًا في الأسعار بشكل كبير والمستلزمات المدرسية أيضًا، وذلك يضيف أعباء كبيرة على كاهل الأسرة المصرية.

دفع غلاء أسعار الزي المدرسي نور محمود، إحدى أولياء الأمور، إلى إطلاق استغاثة على مواقع التواصل الاجتماعي تطلب فيها أن يتضامن أولياء الأمور مع بعضهما البعض لمواجهة الغلاء الحالي: «أطلقت مبادرة أن أي طالب لديه زي مدرسي لم يعد في حاجة له أن يعطيه للطالب التالي له في الصف الدراسي من أجل توفير ثمنه على أولياء الأمور».

تضيف: «الزي المدرسي بيصغر كل سنة على الطلاب ومش محتاجينه المفروض يتغسل ويتكوي كويس ويتحط في كيس وعليه الصف، ويتم إرساله لطالب تاني في نفس الحجم والقياس حتى يستفيد به آخرون».

وترى أن تلك المبادرة من الممكن أن تراعها المدارس، بحيث كل عام يتم تسليم الزي المدرسي للطلاب الذين لم يعدوا في حاجة له بحيث يمكن الاستفادة منه لطلاب أخرين، ويكون الزي المدرسي صالح للاستخدام.

وتوضح البرلمانية أن جميع الأسر المصرية تستعد لشراء مستلزمات المدارس لأبنائها استعدادًا للعام الدراسى الجديد في شهر سبتمبر من كل عام،  والذي يأتي هذه المرة في ظل ظروف اقتصادية ضاغطة على الأسر نتيجة الارتفاع الكبير الذي طال أسعار جميع السلع، بسبب تداعيات الأزمة العالمية التي يمر بها العام.

أم ياسر: «كل ما يخص التعليم ارتفع سعره»

نفس الأزمة تواجهها أم ياسر، والتي بدأت تجهيز المستلزمات المدرسية خلال الفترة الحالية استعدادًا لالتحاق ابنها الأكبر بالمرحلة الإعدادية: «كل حاجة تخص التعليم أصبحت أسعارها مرتفعة وزادت ثلاثة أضعاف عن الأعوام السابقة».

بل واجهت مشكلة أخرى وهي إصرار المدرسة على شراء الزي المدرسي من أماكن بعينها: «لولا أن عملنا اجتماع أولياء أمور واعترضنا على تلك الفكرة كانوا خلونا نشتري من أماكن محددة بأسعار مرتفعة للغاية، لكن إحنا بحثنا على بدائل للزي المدرسي».

توضح أنها قامت بشرائه من أسواق العتبة حيث يقف الباعة الجائلون في الشوارع ويقومون ببيع الزي المدرسي المستعمل والبالة وغيره من الدرجات ولكل نوع سعر، ولكن الجديد هو الأكثر ارتفاعًا في سعره: «فيه كل المستلزمات المدرسية في العتبة والموسكي بأسعار منخفضة عن المستلزمات الجديدة».