رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد تفاقمها.. هل تزيد أزمة عقارات الصين من أوجاع الاقتصاد العالمي؟

الصين
الصين

حذرت تقارير دولية، من أن الصين أصبحت على حافة الهاوية في ظل الأزمة الحالية في سوق العقارات وانهيار مبيعات القطاع وتراجع الاستثمارات ما قد يؤثر على الاقتصاد العالمي.

وقالت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية في تقرير لها، إن الاقتصاد  الصيني تعرض  للتهديد، مما تسبب في تقويض ثقة المستهلكين والشركات والمستثمرين، و حتى الآن لم يقدم صانعو السياسة في الصين جهدوا كافية لتخفيف القلق ويبدو أنهم عازمون على تقليل اعتماد البلاد اقتصاديا على العقارات.

وقال تشارلز تشانغ، الذي يرأس التصنيف الائتماني للشركات في الصين الكبرى في ستاندرد آند بورز: "ما يحدث في سوق العقارات الصينية غير مسبوق".

وتابعت الصحيفة في تقريرها، أنه على مدى العقود الثلاثة الماضية، مع ارتفاع عدد سكان الصين وتوافد سكانها على المدن بحثًا عن فرص اقتصادية، لم يتمكن المطورون من بناء شقق حديثة بالسرعة الكافية، وأصبح قطاع العقارات محركًا لاقتصاد متحول كما وظفت العقارات الملايين ووفرت مخزنًا لمدخرات الأسر، واليوم يمثل قطاع العقارات أكثر من ربع النشاط الاقتصادي بأكمله.

وكان اعتماد الصين على العقارات مربحًا، لكنه أصبح عبئًا بعد سنوات من الاقتراض المفرط والبناء الزائد، وتكافح الصين الآن لاستعادة موطئ قدم لها بعد الخروج من الإغلاق بسبب كورونا الذي فرضه قادتها.

وينفق المستهلكون الصينيون أقل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الركود في أسعار المساكن قد أثر على مدخراتهم، وكثير منها مقيد في العقارات كما ان الوظائف المرتبطة بالمساكن التي كانت متوفرة في يوم من الأيام - البناء، تنسيق الحدائق، الرسم - آخذة في الاختفاء في ظل عدم اليقين بشأن المدى الذي يمكن أن تنتشر فيه الأزمة يجعل الشركات والشركات الصغيرة تخشى الإنفاق.

كذلك توقع "غولدمان ساكس جروب" أن تستقر الأسهم الصينية في نطاق تداول أقل مما كان متوقعاً في السابق، إلى أن تُقرّ بكين سياسيات أكثر قوة لمواجهة مخاطر انتشار عدوى تراجع قطاع العقارات.

- انهيار قطاع العقارات الصيني يهدد العالم 

ومن جانبه قال أستاذ التمويل بجامعة هونغ كونغ تشين زيوو لصحيفة "فايننشال تايمز"، إن التداعيات العالمية للتباطؤ الاقتصادي الصيني صارخة، فقد تضطر الشركات العالمية التي تعتمد على الصين إلى تقليص توقعات الأرباح. 

 كما أكد تشين زيوو أن تراجع النمو وارتفاع التضخم وأسعار الفائدة في الدول الغربية يزيد مخاوف تباطؤ الاقتصاد في الصين، ما قد يدفع بدوره الاقتصاد العالمي إلى حافة الانهيار وزيادة خطر حدوث أزمة اقتصادية كبرى عالمية.

 من جهته قال ألفريدو مونتوفار، رئيس مركز الصين في كونفرنس بورد، في تصريحات لمجلة “بيزنس إنسايدر” إن الصين تمثل 30 % من النمو العالمي، وأي انزلاق محلي سيؤثر على الأسواق في جميع أنحاء العالم.

كما اعتبر كيث هارتلي، الرئيس التنفيذي لشركة تحليل سلسلة التوريد "LevaData"، أن الصين تستهلك جزءًا كبيرًا من السلع في العالم، ووجود طلب ضعيف بها يعني تخمة في المخزون للشركات الأمريكية وتقلص الأرباح ، فضلاً عن التأثير على العديد من دول العالم.