رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جروبات تليجرام السرية تزعم تسريبها امتحانات الدور الثانى للثانوية العامة

تليجرام
تليجرام

مع انتهاء فترة المراجعة والاستعداد لامتحانات الدور الثاني للثانوية العامة في مصر لعام 2023، تزداد نشاطا بعض المجموعات الخفية على تطبيق تليجرام في محاولة لاستغلال الطلاب الذين يرغبون في الحصول على أسئلة وإجابات الامتحانات قبل أو أثناء إجرائها.

هذه المجموعات تطالب الطلاب دفع مبالغ مالية متفاوتة عن طريق كروت شحن الرصيد أو وسائل أخرى، مقابل إرسال الأسئلة والإجابات لهم.

هذه الظاهرة ليست بالجديدة، فقد واجهت امتحانات الثانوية العامة في السنوات السابقة محاولات شبيهة لتسريب الامتحانات على مواقع التواصل الاجتماعي، مثل مجموعتى "شاومينج" و"الكنترول" وغيرهما، التي زعمت أن لديها أسئلة وإجابات الامتحانات، ونشرت بعضها قبل بدء الامتحانات أو بعدها .

 

مسئولية كبيرة

وزارة التربية والتعليم نفت في كثير من المناسبات صحة هذه التسريبات، وأكدت أن جميع أسئلة وإجابات الامتحانات مؤمنة بالكامل، وأن فريق مكافحة الغش يراقب صفحات ومجموعات التسريب، وأنه يتم ضبط ومحاسبة كل من يثبت تورطه في هذه المخالفات.

وفي هذا الصدد، تحمل وزارة التربية والتعليم مسئولية كبيرة في حفظ حقوق الطلاب المجتهدين والشرفاء، ومنع أي تلاعب أو تزوير في نتائجهم، وضبط كل من يحاول الإضرار بمصداقية الامتحانات وسمعة الوزارة، كما تحتاج إلى تعزيز ثقافة النزاهة والأمانة بين الطلاب والمعلمين والأهالي، وتوعيتهم بأهمية الالتزام بالقواعد والأخلاق العامة في هذه المرحلة الحاسمة من حياتهم التعليمية.
 

كروت الشحن

هؤلاء الأشخاص يستغلون ضعف وقلق ورغبة بعض طلاب الثانوية العامة في مصر في النجاح والحصول على درجات عالية بأي طريقة، ويستخدمون وسائل الإغراء لإقناعهم بدفع الأموال مقابل الحصول على الامتحانات ونماذج الإجابة.

ففي أحد جروبات التليجرام السرية، والذي يحمل اسم "تسريب امتحانات الدور التاني"، نشر الشخص المسئول عنه قبل ساعات قليلة من انطلاق امتحانات الدور الثاني للصف الثالث الثانوي، رسالة للأعضاء يبلغهم بموعد تسريب المواد، وكيفية حجز الامتحانات المسربة.


تواصلنا مع الحساب المذكور عبر "تليجرام"، للاطلاع على طرق التعامل مع طلاب الثانوية العامة، واتضح أن كل مادة لها سعر خاص، والتعامل يتم عبر إرسال "كروت شحن الرصيد" فقط.

 

رقابة غائبة

وفي هذا السياق، يوضح الاستشاري القانوني، مصطفى أبوالنصر، أن هؤلاء الأشخاص يستفيدون من عدم وجود رقابة أو تتبع لهم على تطبيق تليجرام، ويستخدمون أساليب مخادعة لإظهار أنهم يمتلكون المعلومات الحصرية والصحيحة، ويستغلون حالة الارتباك والتوتر التي يعيشها الطلاب قبل وأثناء الامتحانات.

وينوّه "أبوالنصر" إلى أن القانون المصري رقم 205 لسنة 2020 يحدد العقوبات على الغش والإخلال بالامتحانات، وهي:
 

  • مادة 1: تجريم كل من أعد أو نشر أو بث أو دعا بأي طريقة إلى أسئلة الامتحانات وإجاباتها بغرض الغش أو التأثير على النظام العام للامتحانات بالسجن لمدة لا تقل عن عامين ولا تتجاوز سبع سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه ولا تتجاوز 200 ألف جنيه.

 

  • مادة 2: تجريم الشروع في ارتكاب أي من الأفعال المذكورة في المادة السابقة بالسجن لمدة لا تقل عن سنة وبغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنيه ولا تتجاوز 50 ألف جنيه أو بأحدى العقوبتين، مع حرمان الطالب من دخول الامتحان في الدور الحالي والدور التالي من نفس العام وإعلان رسوبه في كل المواد.

 

  • مادة 3: تجريم كل من امتلك أو استخدم بلجان الامتحانات هواتف محمولة أو غيرها من وسائل الاتصال السلكية واللاسلكية بغية الغش أوالمساهمة في ارتكاب أي من الأفعال المذكورة في المادتين السابقتين بغرامة لا تقل عن 5 آلاف جنيه ولا تتجاوز 10 آلاف جنيه.
     

تشويش علني

ويستكمل "أبوالنصر" حديثه لـ"الدستور": موضحًا أنه بالنسبة للطلاب الذين يستجيبون لهؤلاء الأشخاص ويرسلون إليهم الأموال، فهو يعتقد أن هناك عدة عوامل تؤثر على قرارهم، منها:
 

  • عدم ثقتهم بأنفسهم أو بمستواهم التعليمي، أو عدم تحملهم لضغط المنافسة أو التوقعات المرتفعة منهم من قبل أهاليهم أو مجتمعهم.

 

  • عدم احترامهم لقيمة التعليم أو لأخلاقية الامتحانات، أو عدم اكتراثهم بالعواقب المحتملة لفعلتهم على مستقبلهم أو على سمعة وزارة التربية والتعليم.

 

  • تأثرهم بالترويجات والإشاعات التي تزعم أن الامتحانات مسربة أو مغشوشة، أو بالضغوطات والإغراءات التي يتعرضون لها من قبل هؤلاء الأشخاص أو من قبل زملائهم أو أصدقائهم.
     

تقنيات مطلوبة

ومن جانبه، يقول المهندس شاكر الجمل، خبير أمن المعلومات، إن ظاهرة الغش الإلكتروني تتحدث عن استعمال التقنية والأدوات الإلكترونية للحصول على نتائج مزورة في الاختبارات والامتحانات.

ويضيف: "ومن بين أشكال هذه الظاهرة نجد تسرب الأسئلة والإجابات، باستخدام الهواتف المحمولة والبرامج الإلكترونية للبحث عن الإجابات، وغالبًا ما يحدث تسرب الامتحانات عن طريق اختراق البيانات، حيث يتم سرقة نسخ من الأسئلة والإجابات من قواعد بيانات المدارس أو من المواقع الإلكترونية التي تنظم الامتحانات".

ويشير “الجمل” في حديثه مع “الدستور”، إلى أهمية استخدام برنامج FIREWALL كطريقة لحفظ البيانات، والوقاية من تسرب المعلومات، ولكن قد يحصل أيضًا على الأسئلة والإجابات بعض المعلمين أو الموظفين العاملين في المدارس، والذين يمكنهم الولوج إلى هذه البيانات بكل سهولة، كما يمكن لبعض الطلاب أن يستعملوا الأدوات الإلكترونية المتنوعة أثناء أداء الامتحانات، وخصوصًا البرامج الإلكترونية التي تقوم بالترجمة أو الحساب أو البحث عن الإجابات؛ للحصول على إجابات سريعة وصحيحة.

ينصح خبير أمن المعلومات بتقديم دورات تعليمية للمعلمين والطلاب حول كيفية الحد من الغش الإلكتروني وتشجيع الأمانة العلمية، من خلال الاستفادة من التقنيات التكنولوجية التي تحد من الغش وتحليل البيانات للمعلمين؛ لتمكينهم من رصد أي سلوك غير اعتيادي في أداء الطلاب، كما يجب مراجعة سياسات الاختبارات بشكل مستمر، لتواكب التطورات التكنولوجية والتحديات الجديدة في مواجهة الغش.
وفي ختام حديثه، يشير "الجمل" إلى أهمية تطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي في دراسة سلوك الطلاب والكشف عن أي فعل غير قانوني خلال الاختبارات، وتنمية أجهزة الكشف عن الأجهزة الإلكترونية المحظورة واستعمالها خلال الاختبارات، وتطوير برامج تحليل النصوص الإلكترونية؛ للإبلاغ عن النسخ واللصق والتغيير في الأسئلة والإجابات.